نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 30-6-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5416
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (80)
الفصل الثانى
فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
80 – على الشاطىء:
وجدت نفسى فوق شريط يفصل بين البحر والصحراء، شعرت بوحشة قاربت الخوف. وفى لحظة عثر بصرى الحائر على امرأة تقف غير بعيدة وغير قريبة، لم تتضح لى معالمها وقسماتها، ولكن داخلنا أمل بأننى سأجد عندها بعض أسباب القربى أو المعرفة، ومضيت نحوها ولكن المسافة بينى وبينها لم تقصر ولم تبشر بالبلوغ، ناديتها مستخدما العديد من الأسماء والعديد من الأوصاف، فلم تتوقف ولم تلتفت، وأقبل المساء وأخذت الكائنات تتلاشى ولكننى لم أكف عن التطلع أو السير أو النداء.
أصداء الأصداء
النداهة تعود من جديد، وهى فى هذه المرة ليست امرأة حسناء، أو وجه مشرق، لكنها المجهول الذى لم تتضح معالمه، هنا : هى أقرب إلى النداء المعرفى “داخلنا أمل بأننى سأجد عندها بعض أسباب القربى والمعرفة” ونلاحظ قبل أن نستطرد كيف بدأت الفقرة بضمير المتكلم الفرد ثم انتقلت إلى ضمير الجمع وجدت نفسي”، داخـلـنا، ثم يعود إلى ضمير المتكلم، وقد يكون هذا مجرد مصادفة، وقد يعنى أنه يعرج إلى ذواته فى وسط المناجاة، ثم يعود إلى تفرده الشعورى، المهم أن السعى إلى المعرفة هنا يزداد كلما أوغلنا فى اتجاهه، وهذه طبيعة رائعة: أنك كلما ازددت معرفة أزددت شوقا إلى معرفة أرحب، بلا توقف.
____________
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net