نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 3-3-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5297
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (63)
الفصل الثانى: فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
63 – الذكرى المباركة
”سألنى صديقى الحكيم عن حلم لا أنساه فقلت: وجدتنى فى خمارة وسط جماعة من أهل الخير والبركة، نشرب ونغنى وسأل سائل “ترى من يكون صاحب الحظ السعيد؟” وانزاحت الستارة المسدلة على باب الخمارة، ودخلت امرأة عارية تموج برحيق الحياة وفتنتها. ووقفنا ذاهلين ننظر وننتظر، واتجهت المرأة نحوى حتى التصقت بى، وحلت عقدة شعرها المعقوص فانصب حولنا كموجة عاتية فغطانا، وثمل الجميع بسعادة شاملة وأنشدنا معا. “بشرى لنا، نلنا المني”.”
أصداء الأصداء
يعود الحلم يخوض فى طبقات الوعى، فيتردد الصدى أبعد وأكثر اختراقا، فيجمعهم يشربون ويغنون، وكما يتحفنا الحلم عادة بأبعاد تتخطى المعتاد، نرى هنا هذه المفارقات الرائعة المفيقة، فهم يجتمعون فى خمارة، ومع ذلك هم من أهل الخير والبركة، ومن ناحية أخرى كان التنافس لاختيار واحد فقط هو صاحب الحظ السعيد، وإذا بالراوى هو المختار، إلى هنا كان يمكن أن نرضى بقسمة القدر، وأن نبارك له قائلين “حلال عليك”، أو “: يا بختك، إلا أن الحلم الصدى يتخطى هذه الصدفة السعيدة لتصبح موجة الحياة غير قاصرة على واحد دون الآخرين، وإذا بشعرها المعقوص الذى حلت عقدته يحيطهم جميعا بعد أن كانت قد التصقت به وحده، فننثبه إلى احتمال أن صاحب الحظ السعيد، لا يكون كذلك إلا أن تغمر السعادة الجميع: “بشرى لنا، نلنا المني”.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net