نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 10-2-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5276
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (60)
الفصل الثانى: فى مقام الحيرة، والدنيا تضرب تقلب!!
الأصداء
60 – البلهاء
”كانت الخادمة بلهاء ويدعونها الشيخة، وكانت الست وحيدة فى الحلقة السادسة، وكان البيت يضطرب أحيانا تحت وطأة الرغبة. وتسلل الاضطراب إلى روح الخادمة البلهاء فاستحوذت عليها الكآبة، وسألتها الست وكانت تعطف عليها. ما لك يا شيخة؟ فأجابت بتأفف. أنا ذاهبة. فانزعجت الست وتساءلت. وتتركينى وحدى يا شيخة؟ فقالت بحدة. لست وحدك يا فاجرة.”
أصداء الأصداء
يكاد يتأكد لى باستثناء الفقرة “58” أن هذه الفقرات كتبت فى لحظات خفوت رتيب بشكل أو بآخر، حتى خِفتُ أن تفقد الأصداء شيئا ما كان ينبغى الآن تفقده، إلا أنى توقفت أنتبه إلى أن مثل هذا الاتهام – من الخادمة إلى سيدتها فوق الخممسين- حين يأتى من بلهاء قد يكون ذا مغزى آخر يختلف عنه إذا ما صدر من عقلاء يتمتعون بأخلاق الشطارة ويسارعون بالحكم على الآخرين، أما البلهاء فإن ما أثارها – فى نظرى – لم يكن موقفا أخلاقيا يصدر حكما فوقيا، وإنما شعورها بالإثارة، فالاحباط، فالظلم، فلم تملك إلا أن تنسحب معلنه، أنها ليست شيئا جمادا تستعمله سيدتها بين الزائر والزائر، وكأنها بقولها “لست وحدك” (يا فاجرة) تعلن أنها هى الأوْلى بالشكوى من الوحدة الحقيقية وكل من سيدتها وزوارها ينكرون وجودها بشرا حيـَّا، له مشاعره ورغباته وجسده الجائع أيضا، فــَمـَن الوحيد إذن.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net