نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 23-9-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5136
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (40)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
40- وجه من الماضى
رأيت ست نفوسة فى المنام، ماذا جاء بك بعد غياب سبعين عاما بل يزيد- أنت طلعتك بهية وبشرتك صافية، وشعرك غزير. وكان بيتك يطل على النيل، وكنا نزورك كثيرا، وكنت أعتبر أوقات زياراتك من أسعد الأوقات، ومن نافذة الحجرة كنت أغوص ببصرى فى الأمواج الهادئة، فيسبح حتى الشاطيء البعيد.
لم يبق من الحلم إلا وجهك، وتساؤلى: ترى أما زالت على قيد الحياة؟ أما وقائع الحلم فقد تلاشت بعد إستيقاظى مباشرة،
أصداء الأصداء
فالمسألة -إذن- ليست ست سامية أو ست نفوسة فى حقيقة وجودهما فى العالم الخارجى، لكن المهم هو الحضور الذى يملأ وعى “الحلم/الواقع” دون ارتباط بحكاية، أو حديث، أو حدث – أو وقائع بذاتها، والذاكرة هنا تقوم بدور انتقائى رائع، فتـبقى على الحضور المالئ للوعى والوجدان، وتنفى كل ما عدا ذلك من أحداث مما لا يغـير من الأمر شيئا.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net