نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 5-8-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 5087
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (33)
الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت
الأصداء
33- المليم
وجدت نفسى طفلا حائرا فى الطريق فى يدى مليم، ولكنى نسيت تماما ما كلفتنى أمى بشرائه، حاولت أن أتذكر ففشلت ولكن كان من المؤكد أن ما خرجت لشرائه لا يساوى أكثر من مليم.
أصداء الأصداء
تجليات الذاكرة هذه المرة فيها فكرة جميلة، فهى ذاكرة داخل ذاكرة، فالطفل يتذكر نسيان ما طلبته أمه، لكن الذى هو متأكد منه، طفلا، أن ما طـُلـِب منه أن يشتريه كان يساوى مليما، هل هناك علاقة بين نسيان إسم وشكل زميل الابتدائى الذى كان ينشد التواشيح، مع الحفاظ على حب التواشيح فقرة رقم 33 المليم، ونسيان هذا الطفل تحديد المطلوب شراؤه مع الاحتفاظ بمبدأ أنه لا يساوىإلا مليما؟، لا أظن. أن ثَمَّ فرق بين هذا وذاك.
ألا يحق لنا أن نفكر فى الأمر أعمق من ذلك؟ لنا أن نتصور أننا ونحن نملك أدوات الحياة – مهما كانت متواضعة- يمكن أن نحصل على ما تتيحه لنا هذه الأدوات بالضبط، لا أكثر ولا أقل، وأن هذا يكفى، بل إنه رائع، وأنه ليس ضروريا أن نحدد نوع ما تتيحه لنا الحياة بقدر ما هو مهم أن نقبل أننا لن نحصل منها إلا بما تسمح به هذه الأدوات التى أعطتنا إياها، لا أكثر ولا أقل.
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net