نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 23-1-2025
السنة الثامنة عشر
العدد: 6354
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (214)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
214- ما يملأ الفضاء
قال الشيخ عبد ربه التائه:
لولا همسات الأسرار الجميلة السابحة فى الفضاء لانقضت الشهب على الأرض بلا رحمة.
أصداء الأصداء
حين أعلينا من قيمة تنهدات الناس، وهمسات القلب، وقلنا إنها تملأ الوجدان، وتثرى الوعى، كنا نريد الرضا والموافقة من الشيخ، وهاهو يمنحنا الرضا لكنه يضيف أنها ليست همسات كل هؤلاء بل إن همساتهم ليست إلا صدى لهمسات الأسرار الجميلة السابحة فى الكون المفعم بها الوجدان.
إن فكرة الامتلاء والخفة هى من أكثر الأفكار التى استبعدت من وعى الإنسان العادى، مع أنها أصل إيجابية الوعى وهارمونية الوجود، ولعل هذه الفكرة نفسها هى التى كانت وراء رواية كنديرا: “كائن لا تحتمل خفته [2]“، ولكن كيف تملأ الأسرار الكون فى الداخل والخارج، وكيف تكون الأسرار جميلة، مع أن فرويد كاد يقنعنا أن أغلب ما خفى مرفوض أو مكبوت أو قبيح محرم، وكيف يكون ملء هذا الكون الداخلي/الخارجى هو الوقاية من التشرذم والتفسخ الذى تنطلق بسببه الشهب نيازك حارقة أو صاعقة ؟
إن هذه الفقرة بها من الحدس عن التركيب الصحى للنفس البشرية ما يحتاج إلى مجلدات لشرحه، إلا أننى أكتفى بالقول بأن سر صحة الإنسان هو فى ذلك التناسق الداخلى، الذى لا نعرف عنه إلا أقل القليل، لكننا نعيش فى آثار روعته، أو تحت رحمة تخلخله بكل ما هو صحة أو مرض.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net.
[2]- كتاب: “كائن لا تحتمل خفته”، للكاتب: ميلان كونديرا، ترجمة: مارى طوق، 1984
افتقد مرسالتى لحضرتك وافتقد ان اقراء كلمات حضرتك افتقد ابى عندما توفى ولكن حضرتك كنت نعم المعين اسكنك المولى فسيح جناته مع الرسل والصديقين وصبر احبابك جميعهم ان شاءالله
المقتطف :-
لولا همسات الأسرار الجميلة السابحة فى الفضاء لانقضت الشهب على الأرض بلا رحمة
التعليق :–
يا شيخ عبد ربه ، عندي ان هذه الهمسات ( همسات الاسرار الجميلة ) هي رسائل الرحمن يدفع بها الي من يحبه ليطمئنه انه برغم كل شيء وبسبب كل شيء هو هناك —هنا — طول الوقت .
ولذلك خلقهم .
ليعيشوا همسات الاسرار الجميلة السابحة .
وحين تتوقف هذه الهمسات تقوم القيامة حتما .
فلا معني لاي حياة حين تنقطع الوصلة بين السماء والارض .