الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (207) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (207) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 5-12-2024

السنة الثامنة عشر

العدد: 6305

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (207)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏207 – ‏الخيال

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏:‏

“‏قد‏ ‏يدرك‏ ‏المعمر‏ ‏يوما‏ ‏أنه‏ ‏أطول‏ ‏عمرا‏ ‏من‏ ‏أجمل‏ ‏رموز‏ ‏الحياة‏!‏

 أصداء الأصداء

قصيدة‏ ‏أخرى ‏تفتح‏ ‏لى ‏أفقا‏ ‏ظل‏ ‏يراودنى ‏طويلا‏ ‏منذ‏ ‏كتبت‏ ‏نقدى ‏المبدئى ‏للحرافيش‏، ‏فإذا‏ ‏كان‏ ‏محفوظ‏ ‏قد‏ ‏ضرب‏ ‏الخلود‏ ‏وعراه‏ ‏فى ‏الحرافيش‏، ‏وخاصة‏ ‏فى ‏فصل‏ ‏جلال‏ ‏صاحب‏ ‏الجلالة‏، ‏ثم‏ ‏عاود‏ ‏المحاولة‏ ‏هنا‏ ‏وهناك‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الأصداء‏، ‏فما‏ ‏هى ‏علاقته‏ ‏بطول‏ ‏العمر‏ ‏؟

فجاءتنى ‏هذه‏ ‏القصيدة‏ ‏تقدم‏ ‏إجابة‏ ‏مبدئية‏.‏

فمن‏ ‏ناحية‏ ‏هو‏ ‏لم‏ ‏يعل‏ ‏هنا‏ ‏من‏ ‏قدر‏ ‏طول‏ ‏العمر‏ ‏فى ‏ذاته‏، ‏واستعماله‏ ‏المعمر‏ ‏هنا‏ ‏لابد‏ ‏وأن‏ ‏يكون‏ ‏له‏ ‏دلالة‏ ‏خاصة‏، ‏فرجحت‏ ‏أن‏ ‏المسألة‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏علاقة‏ ‏بالسنين‏ ‏الزمنية‏، ‏وإنما‏ ‏ماوصلنى ‏أن‏ ‏العمر‏ ‏إنما‏ ‏يقاس‏ ‏بواقع‏ ‏ما‏ ‏يبقى ‏من‏ ‏الحياة‏ ‏ذاتها‏، ‏نبضا‏ ‏مباشرا‏، ‏ونفعا‏ ‏منتشرا‏، ‏و‏لعل هذا‏ ‏هو‏ ‏الأجمل‏ ‏من‏ ‏رموزها‏ ‏التى ‏قد‏ ‏تتشكل‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏ابداعات‏ ‏مــفرزة‏ ‏منها‏- ‏عادة‏ ‏بديلا‏ ‏عنها‏.‏

وقد‏ ‏كتبت‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏المعنى ‏فى ‏مقالى الذى جاء فيه معنى‏ “‏إبداع‏ ‏حى ↔ ‏حى [2] ‏، ‏دون‏ ‏وساطة‏ ‏الرمز‏ ‏المنطوق‏ ‏أو‏ ‏المكتوب‏ ‏أو‏ ‏المنشور‏، ‏ثم‏ ‏عدت‏ ‏فاستعرت‏ ‏هذا‏ ‏المعنى ‏وأنا‏ ‏أحيى ‏محفوظ‏ ‏فى ‏عيد‏ ‏ميلاده‏ ‏السابع‏ ‏والثمانين‏.‏

ومن‏ ‏هذا‏ ‏المنطلق‏ ‏يعمر‏ ‏الانسان‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏ابداعه‏ ‏الـ”‏حى ↔ ‏حى” ‏واصلا‏ ‏لأهله‏، ‏وهذا‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏أجمل‏ ‏وأهم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يتركه‏ ‏رمزا‏ ‏مسجلا‏ ‏بعيدا‏ ‏عنه

فإن‏ ‏صح‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏، ‏أو‏ ‏بعض‏ ‏ذلك‏، ‏فلماذا‏ ‏العنوان‏ “‏الخيال” ‏مع‏ ‏أنه‏ ‏تناول‏ ‏هنا‏ ‏الواقع‏ ‏الحى ‏فى ‏عمق‏ ‏حضوره‏؟‏ ‏هل‏ ‏هو‏ ‏تنبيه‏ ‏للضد‏‏؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

[2] – أنظر: الأهرام: 30/1/2002 ، أصداء‏ ‏شخصية‏: ‏نجيب‏ ‏محفوظ أو‏ [‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ : ‏السهل‏ ‏الممتنع‏]‏

تعليق واحد

  1. العمر الزمني ليس الا ارقام طبعا .
    وقد يمتد – وهو يمتد طبعا –اطول من اجمل رموز الحياة .
    ولكن ما هي رموز الحياة .؟؟ رموز الحياة هي كل ما هو خارجنا . وهي واضحة لكل ذي عينين.
    العمر الممتد هو ما ابدعه ويبدعه صاحبه لسبر غور –كل مجهول بالضرورة — للكشف او تخليق نبضات تبعث الحياة نفسها وليس رموزها . ومن ثم يمتد العمر الي ما بعد الحياة في الحياة وما بعدها .
    ياااااه. يرحمك الله يا شيخنا محفوظ ويا عمنا يحيي . فلقد كانت رحلة العمر عندكم كشفا وحياة عصية علي من لا يعرف ينابيعها او او يحاول ان يتلمس تلابيبها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *