الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (197) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (197) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 26-9-2024

السنة الثامنة عشر

العدد: 6235

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (197)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

‏197 – ‏الجوهران

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏:‏

جوهران‏ ‏موكلان‏ ‏بالباب‏ ‏الذهبى ‏يقولان‏ ‏للطارق‏ ‏تقدم‏ ‏فلا‏ ‏مفر‏، ‏هما‏ ‏الحب‏ ‏والموت‏.‏

أصداء الأصداء:

تتوالى ‏الثنائيات‏ ‏دون‏ ‏استقطاب‏: ‏الموت‏ / ‏الحياة‏، ‏اللذة‏ ‏الأمل‏، ‏ثم‏ ‏هنا‏ ‏الحب‏/‏الموت‏، وهو‏ ‏يستعمل‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏لفظ‏ “‏الجوهر”، ‏وجوهر‏ ‏الشيء‏ ‏هو‏ ‏أصله‏، ‏وقد‏ ‏وصلنى ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏الحب‏ ‏جوهرا‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏اقترن‏ ‏بالموت‏، ‏وبالعكس‏: ‏ولا‏ ‏يكون‏ ‏الموت‏ ‏جوهرا‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏اقترن‏ ‏بالحب‏.‏

وهكذا‏ ‏عاد‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏يصالح‏ ‏الموت‏، ‏ويقرنه‏ ‏بالحب‏ ‏مثلما‏ ‏كان‏ ‏حاضرا‏ ‏فى ‏الأغلب‏ ‏قبل‏ ‏ظهوره‏ بشكل مباشر مختصر ‏فى ‏الأصداء‏.‏

تـُذَكـِّرنا‏ ‏هذه‏ ‏المحاولة‏ ‏باستقطاب‏ ‏فرويدى ‏قديم‏ ‏بين‏ ‏الموت‏ ‏بمعنى ‏الفناء‏ ‏والعدم‏ ‏والتحطيم‏، ‏وبين‏ ‏الحب‏ ‏بمعنى ‏الاقتراب‏ ‏والجنس‏ ‏والتكاثر‏ ‏والبناء‏، ‏فكيف‏ ‏نوفق‏ ‏بين‏ ‏موقف‏ ‏محفوظ‏ ‏هذا‏، ‏وقد‏ ‏بدا‏ ‏موقفا‏ ‏جدليا‏ ‏فائقا‏، ‏وبين‏ ‏موقف‏ ‏فرويد‏ ‏وقد‏ ‏وصلنى ‏موقفا‏ ‏استقطابيا‏ ‏متباعدا؟

أظن‏ ‏أن‏ ‏الحل‏ ‏فى ‏أنه‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏فرويد‏، ‏فإن‏ ‏هذا‏ ‏الاستقطاب‏ ‏يصف‏ ‏طبيعة‏ ‏بشرية‏، ‏أو‏ ‏حتى ‏بيولوجية‏ ‏حيوية‏ ‏عامة‏ ‏لا‏ ‏دخل‏ ‏للإرادة‏ ‏فيها‏، ‏فى ‏حين‏ ‏أن‏ ‏الموقف‏ ‏عند‏ ‏محفوظ‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏إجابة‏ ‏لطارق‏ ‏يطرق‏ ‏الباب‏ ‏الذهبى، ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏كما‏ ‏ينبغى، ‏وهو‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يحب‏، ‏ولا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يحب‏ ‏إلا‏ ‏وهو‏ ‏يصـَّاعد‏ ‏نحو‏ ‏الموت‏ ‏بوعى ‏يقظ‏ ‏خلاق‏، ‏أما‏ ‏إلغاء‏ ‏أحدهما‏ ‏لحساب‏ ‏الآخر‏ ‏فهو‏ ‏خدعة‏ ‏مختزلة‏، ‏فمن‏ ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يتقدم‏ “‏فلا‏ ‏مفر‏ ‏من‏ ‏مواكبة‏ ‏الجوهرين‏ ‏معا‏.

ــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

تعليق واحد

  1. يا شيخ عبد ربه
    الم يصلك انه من المستحيل تعريف كلمة “”الحب “””،وايضا كلمة “” الموت “””.

    عندي ان الحب هو كيان وجودي يقظ يزلزل صاحبه حين يرق ويزيح كل دفاعاته وطينه لكي يري ويعايش ارقي معاني الوجود وبرغم ذلك ما زلت لا اعرف له تعريف دقيق . فهو وجود عياني غير قابل للتعريف اصلا. …
    اما عن الموت وهو عندي وجود آخر — طبعا ليس مرادف للعدم —فهو الوجه الآخر للحياة التي مفروض اننا نعرفها . الموت هو وجود شديد الحضور نراه حولنا وداخلنا كل لحظة . وهو عندي مرادف للخلود بعد حتم عبور الوجه الاول الذي هو الحياة .
    وعندي ان الاموات هو الذين وصفهم الله انهم احياء عند ربهم يرزقون . اما من مات وهو لم يحيا اصلا . فلا اضعه مع الاموات الاحياء.
    الموت لغز ولكنه حضور واعي لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد .
    وهنا فقط يا شيخ عبد ربه يصلني ان الباب الذهبي هو الذي يدخل منه الحب والموت جنبا الي جنب تفاعلا جدليا حضورا نابضا ابدا .
    وما زالت التعريفات تعجزني بل لا اقف عندها كثيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *