الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (195) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) “الأصداء” مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (195) الفصل‏ ‏الرابع: ‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 12-9-2024

السنة الثامنة عشر

العدد: 6221

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (195)

الفصل‏ ‏الرابع

‏حتى ‏رأى ‏وجهه‏ ‏سبحانه‏، ‏وسمع‏ ‏برهانه

الأصداء عودة إلى النص:

195-‏الوسط

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه‏:‏

أناس‏ ‏شغلتهم‏ ‏الحياة‏ ‏وآخرون‏ ‏شغلهم‏ ‏الموت‏، ‏أما‏ ‏أنا‏ ‏فقد‏ ‏استقر‏ ‏موضعى ‏فى ‏الوسط‏.‏

 أصداء الأصداء

عندى ‏حساسية‏ ‏خاصة‏ ‏من‏ ‏مسألة‏ ‏الوسط‏ ‏هذه‏، ‏مع‏ ‏أن‏ ‏لها‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏معنى، ‏ولكن‏ ‏المعنى ‏الشائع‏ ‏هو‏ ‏المعنى ‏الذى ‏أسيء‏ ‏فيه‏ ‏استعمال‏ ‏الكلمة‏ ‏لتصبح‏ ‏تسوية‏ ‏مائعة‏ ” ‏شوية‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏وشوية‏ ‏من‏ ‏ذاك‏ “، ‏لدرجة‏ ‏أننى ‏رفضت‏ ‏تسمية‏ ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏أو‏ ‏الحل‏ ‏المتوسط‏ (‏بالانجليرية‏ Compromise) “‏تسوية” ‏حتى ‏نحتُ ‏له‏ ‏كلمة‏ ‏جديدة‏ ‏مـُـنـَـفـِّـرة‏ ‏هى ‏”حـَـلـْـوَسـَـطْ”‏ (‏بتسكين‏ ‏اللام‏) ‏حتى ‏لا‏ ‏تختلط‏ ‏مع‏ ‏المعنى ‏الإيجابى ‏للتسوية‏.‏

فلما‏ ‏أعلن‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏أن‏ ‏موقعه‏ ‏هو‏ ‏الوسط‏ ‏بين‏ ‏من‏ ‏شغلتهم‏ ‏الحياة‏ ‏ومن‏ ‏شغلهم‏ ‏الموت‏، ‏ولما‏ ‏وصف‏ ‏موقعه‏ ‏هذا‏ ‏بالاستقرار‏، ‏رفضت‏ ‏ذلك‏ ‏كله‏، ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏عذرته‏ ‏إذ‏ ‏من‏ ‏حقه‏ ‏أن‏ ‏يلتقط‏ ‏أنفاسه‏ ‏بعد‏ ‏هذا‏ ‏الإصرار‏ ‏العنيد‏ ‏على ‏تخليق‏ ‏الموت‏ ‏من‏ ‏الحياة‏، ‏وعلى ‏تخليق‏ ‏الحياة‏ ‏من‏ ‏الموت‏، ‏وعلى ‏تفجير‏ ‏الصدق‏ ‏من‏ ‏الأكاذيب‏، ‏وعلى ‏رفض‏ ‏الوصول‏ ‏لحساب‏ ‏استمرار‏ ‏السعى‏، ‏ألا‏ ‏يحق‏ ‏له‏ ‏أن‏ ‏يلتقط‏ ‏نفسه‏ ‏لفقرة‏ ‏أو‏ ‏اثنتين‏ ‏ليستقر‏ ‏فى ‏الوسط‏ ‏بين‏ ‏الموت‏ ‏والحياة‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يعاود‏:‏

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

تعليق واحد

  1. يا عمنا وهل نحن الا عابرون طول الوقت في الممر بين الحياة والموت بل استطيع ان اقول اننا لا نستطيع الا نكون في هذا الممر حين ندرك معني الخلود .. …؟؟؟
    ما يقصده الشيخ عبد ربه هو حتمية المثابرة علي هذا الممر – الصراط–يقظة –طول الوقت . فهو الممر اليقيني الوحيد. الوحيد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *