نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 11-7-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6158
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (186)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
186- خفقة:
قال الشيخ عبد ربه التائه:
خفقة واحدة من قلب عاشق جديرة بطرد مائة من رواسب الأحزان.
أصداء الأصداء:
يذكرنا الشيخ عبد ربه هنا بما سبقت الإشارة إليه من اهتمام محفوظ باللحظة، والخفقة، والنظرة، والذرة، والنسمة، وكيف أن هذه الأويقات هى زاد خالد متجدد قادر على إعادة التوليد والتخلق.
وتأتى الإشارة هنا إلى أن القلب لا يحتاج لإزالة رواسب الأحزان (ربما كل الأحزان التى تراكمت عبر سنوات) إلا لخفقة واحدة من قلب عاشق، ياه !!! إلى هذه الدرجة يمكن أن يكون التواصل الحقيقى، ولو لجزء من ثانية، جديرا بأن يطرد رواسب الأحزان، ليس كما يتسحب نور الفجر ليطرد جحافل الظلام، ولكن كما ينقض برق الوصل ليكشف غباء الركود وخداع الحسرات، ومحفوظ (عبد ربه) لم يحدد نوع الخفقة، فكلها صالحة، خفقة وجد، أو شوق، أو رؤية، أو همس، المهم أن تكون من عاشق (آخر حقيقي).
________________