الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (180) الفصل الرابع: “حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه”
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) مع “أصداء الأصداء” بقلم: “يحيى الرخاوى” (180) الفصل الرابع: “حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه”
نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 30-5-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6116
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (180)
الفصل الرابع
حتى رأى وجهه سبحانه، وسمع برهانه
الأصداء عودة إلى النص:
180- المهزلة والمأساة:
قال الشيخ عبد ربه التائه:
من خسر إيمانه خسر الحياة والموت.
أصداء الأصداء
أولا: تلاحظ كلمة “خسر” إيمانه مع وضع خط تحت خسر، فالإيمان نعمة بدئية وليس مكسبا مكتسبا لاحقا بإعمال العقل، وكل ما على الإنسان هو أن يحافظ على هذه النعمة، وينميها، والإنسان الذى يفرط فى هذه النعمة يخسرها، فإذا ما خسرها، فهو لا يخسر الآخرة فحسب، كما نحب أن نختزل المسائل بتأجيل العقاب، وهو لا يخسر مزايا الحياة المؤمنة فحسب، بل إنه يخسر الحياة نفسها، ثم إنه أيضا يخسر الموت، وإذا كان سهلا علينا أن نفهم كيف يخسر الإنسان (غير المؤمن، أو ضعيف الإيمان الحياة)، وإذا كان سهلا علينا أن نفهم كيف يخسر هذا الإنسان ما بعد الموت (الآخرة) فكيف يخسر الإنسان الموت ؟
سبق أن أشرنا إلى فضل الموت على الحياة، كما أشرنا إلى روعة الموت، وقوة حضوره، ودلالة حسمه. لكننا لم نبين بشكل مباشر فضل الوعى بالموت على الفرد نفسه (اللهم إلا فى دراسة للحرافيش حيث أوضحت كيف أن الحياة لا تكـتسب روعتها، ولا تنبض بحقها إلا من خلال الوعى اليقينى بالموت، والرفض الحاسم للخلود)، ولعل المقصود هنا هو التأكيد على أن الوعى بالموت هو إثراء للحياة حالة كونى مؤمنا، وبالتالى فمن خسر الإيمان لم يخسر الحياة فحسب، وإنما يخسر الموت والحياة جميعا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
2024-05-30