نشرة الإنسان والتطور
الخميس: 12-10-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5885
تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]
وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”
بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (147)
الفصل الثالث
“إبن حظ”: طفل تائه (يا أولاد الحلال)
فى ثوب كهل يعبد ربه
الأصداء عودة إلى النص:
147- دعاء:
أصابتنى وعكة فزارنى الشيخ عبد ربه التائه ورقانى ودعا لى قائلا :
“اللهم من عليه بحسن الختام، وهو العشق”
أصداء الأصداء
حين أشرت فى قراءتى لفقرة 126 إلى رفض مسألة حسن الختام باعتبار أنه ليس ختاما هذا الذى نأمل فيه، حتى لو كان الموت، أكد لى ذلك ما حذر منه محفوظ حينذاك من أنه “لا بارك الله فى الهاربين”، لكنـــه هنا يعود ليعرض ختاما آخر، أحسن، وهو العشق، الذى هو بالذات، أو بالضبط : عكس الهرب، .
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية 2018 – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net
وصفوا الصوفية انهم يعيشون بالعشق الالهي .
لا احب قوي هذا التعبير
فعندي ان حب الله هو استحضاره في كل وقت . فهو الكدح الكدح الكدح لملاقاته . وهو يرسل نفحاته حين يرضي لنلاقيه ثم يغيب ليحضر ليغيب ليحضر وهو حاضر طول الوقت .
حب الله هو حب ديلاكتيكي او جدلي اذا جاز التعبير . فهو لم يخلقنا للحب الساكن او العشق المقفول . سبحانه . بل علي العكس هو خلقنا لنعرفه ونعرف الحق المطلق من خلال كدحنا وسعيا اليه — الي الحق المطلق — اليه .
واعتقد ان محفوظ هنا يذكرنا اننا حين نصل اليه في آخر الرحلة فسوف نعيش العشق وهو الحياة في الحق المطلق بعد ان يرضي فنرضي . وهذا هو العشق .
حتي مولانا النفري مواقفه كلها تدور حول الرحلة الشديدة الروع والكدح اليه بالتجرد او محاولة التجرد كي نصل الي حضرته . والوصول ليس سكونا ولكن لمعاودة الكدح حتي الموت .
ليس هناك ختام بمعناه المطلق فكل ختام هو إعلان لبدء جديد
و تعبير حسن الخاتمة إنما يشير إلى حسن ما بعدها من بدء و هكذا يكون الارتقاء …….
و مفهومي عن معنى العشق أنه تداخل و امتزاج و تماهي راقيا يمن بدرجاته الله إلى مدى يعلمه الله و لكل سالك فى ارتقائه حسن من بدء يجعل منه حسن ختام فإذا كان اليوم هو أمس غدا ، فالبدء الآن هو فيما آت ختام ……..
سلام عليك و رحمات و بركات و خيرات حسان مولانا الحكيم