الاهرام: 4/10/2004
تعويذة: ضد اليأس!
(من وحى شروقٍ لاح كالغروب، ثم اشرق..)
ما لاح فجر الأمس إلا وهو ينعى أنه: قد ماتت الأحلام من خوفٍ عليها من سياط القهر أو ذل السؤال. الفجر يكذب حين يعلن أنه يوم جديدْ. بلا جديدْ.
الشمس واحدةٌ، والسُّحْبُ واحدةٌ: هل مشرقٌ؟ أم مغربٌ؟ أم أنّ نبض الكون ماتْ؟ لم تبق إلا صورة الأفق المجمَّـدِ فى ضبابٍ أسنٍ، وبلا حراك؟ يترنح الغسـقُ الجريح بنزْفه يسرى خفيا بين ثنيات الضباب المُستباح. تتلاحق الخطوات حول المعبد الخالى من الشيخ المقدس والحقيقة.
أضحى الزمان بلا زمن. ما عاد رسم الوجه يحكى ما يريد،
ما عاد نبض الوحى يدفع نحو أفقٍ واعدٍ. ما عاد أحدٌ يستطيع.
***
من ذا يصدق أننى لم أعنِ حرفا من نعيق البوم هذا؟ من ذا يصدق أن شيطان القريض الأخبث النعّـاب جرّ اللفظ منى دون إذنى؟ هذى القصيدة كــِـذبةٌ حمقاءْ،.. ليستْ أنٍَا. هى أبعد الأشياء عنى، فأنا أعيش برغم ما زعَـمَتْ.
إنّى هنا أحيا برغم الظلم والآلام واليأس المغلّـفِ بالسكون وبالكسل ْ. إنى أعيش برغم كل رطانهم وغبائهم ومواتهم: أهلى أنا. أمضى كمثل بعوضة فقدت جناحيها إذا أنا لم أكن منهم/بهم. من قال إنا لا نساوى أن “نكون” وأن “نصير”؟!
أنا لست إلا ما أريدُ بما أفيدْ، أنتم كذلكَ بل وأكثر، وأريدكم نحيا “معا”، ولماذا لا ؟؟ !! مهما بدا أن الذى نحكيه شعرا ليس إلا منتهى عين الصواب! فالحق أصدق وهو يعلن، إذْ تعالى، أننا نسعى بكل جهاد فطرتنا الفتيةْ، تزهو بنبض الوعى والوجدان فاتنة غريبةْ: نحو الجمال وأن “نكون كما تكون”،
نسعى بها فنعمّـر الأرض الخراب.
نسعى كما تسعى الأفاعى والنمور وإبن آوى والسحالى.
نسعى كما تسعى الحمائم والأسود وسرب نمل لا يحيد عن الطريق.
نسعى كما تسعى النوارس إذ تحلق فى سماء الوعد ذى الأفق البعيد.
نسعى كما سعت الحياة طوال أزمانٍ مضت: فتخلـّقِ الخلقُ البديع
(هذا الكيان النابض الوعى الجميل: نحن البشر)
***
فلماذا ننعى حظنا شعرا كأنا لا نرى فى أفقنا غير السواد؟
***
هل تكتم السر العجيب ؟
هاكَ الجواب:
“ذا النظم يُطفئُ حقد نار الحاسدين”.
– فيم الحسد !!!! ؟ ؟
– أنــَّـا تربعنا على هرم الحياة بوعى مَـنْ حمل الأمانة وهو يسهم خالقا : مَن ذا سيأتى بعدهُ.
(هذا القصيد الأسود الباكى: ليبطل سحر عين الحاقدين!!)