الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تعتعة: ‏هل ماتت الدهشة فينا من فرط الاستقرار؟

تعتعة: ‏هل ماتت الدهشة فينا من فرط الاستقرار؟

“نشرة” الإنسان والتطور

23-5-2009

السنة الثانية

العدد: 631

    تعتعة

 ‏ ‏هل ماتت الدهشة فينا من فرط الاستقرار؟  

فى الأهرام فى 24 يناير سنة 1980 (منذ ثلاثين عاما تقريبا) كتبت عن فضيلة الدهشة، ثم فى تعتعة سابقة هنا 17-11-2007  كتبت عن  الدهشة طريق إلى الله: طفلان يتحاوران يتعجبان لوالديهما كيف لا يندهشان مثلهما،ثم فى برنامج حديث لإحياء القيم التى ماتت لدينا،  ملكنى غم عظيم أن كل المشاركين – تقريبا –  لم يعودوا يعرفون أصلا ما الدهشة.

 هل ماتت الدهشة من فرط الاستقرار؟ حين أصبح كله مثل كله؟،

 قررت أن أنشر الأرجوزة الحديثة أولا، ثم ألحقها بمقتطف من التعتعة السابقة،  آمِلا أن يصل القديم جديدا، فهى الدهشة!!!

أولا: الأرجوزة (طفل يخاطب أباه)

بتشوف الحاجة ازاى دايما زى ما هيّهْ؟

وأنا كل مرة باشوفها يعنى مش هيه

هوّا انت يا خويا  عنيك ديّه

مش همّا تمام زى عنّيه؟

أنا بافرح باللى باشوفه جديدْ

بالشكل دهُهْ دنياى بتزيدْ

وانت عمال بتعيد وتعيدْ

وانا كل مرة بلاقى نفسى فْ دنيَا ثانيةْ

يعنى الساعة بتبقى عندى مليون ثانية

طب جرب مرة تتأمل حاجة شايفْهَا

من غير ما تقولَ ما انا عارْفهَا

حاتشوف زيى ويمكن أكترْ

حاتلاقى الألوان تتغيرْ

وحاجات تِكْبر وحاجات تصغرْ

وحاتعرف من غير ما تفكر

ربنا موجود … الله أكبر

هوّا انت ليه حاطط الدنيا جوّا برواز

وعنيك راكب مطرحها إزاز

دنا بارسم بعيونى الدنيا أوّل باوّلْ

وكأنى باشوف كل حاجة كده مالأوّل

لو تعملها مش حاتعجّزّ عمرك أبداً

حاتخاف حبّهْ، وتفرح حبةْ، والديك يدّنْ

وتلاقى نفسك بتطير وتعومْ

من غير جناحات ولا حتى هدومْ

لأْ مش قصدى

حقك عندى!

 ****

ثانيا: (من التعتعة القديمة): طفلان يتحاوران

* شفت يا ابنى البرتقانة؟

ـ شفتهاَ

* بس دى مش برتقانةْ

ـ   أيوهْ عارفْ.

* تبقى إيهْ ؟

ـ  تبقى هيّهْ البرتقانهْ

* يعنى إيهْ؟

ـ يعنى هيهْ زى دكههْ، بس لأْ: مش زى دكههْ.

* ما انا عارفْ، بس قول لى: يعنى إيهْ؟

ـ يعنى تِسْكتْ.

* طبْ سكتْ.

ـ  إنت ساكتْ وانت عارفْ! ولاّ خايف إنَّى شايفْ؟

* ما انت عارف إن خوفنا مالجديد، هوّا  بيقرب لنا  الحاجة  البعيد 

ـ  قومْ تشوفْها ازاىْ بقى؟

* قوْم أشوفها جوّا منى، بس برضُهْ برّه عنى.

ـ  يعنى إيه؟

* يعنى اشوفها كل مرّة زى ما أكون باخترعها

ـ  يعنى إيه ؟

* جرى إيه!! ! هوَّا انا “بابا”  قُصادك؟

ـ  هوّا بابا بيعمل ايه؟

* بابا بيجاوب عليّا قبل ما اسأل أى حاجة.

ـ  يعنى إيه ؟

* لسّه برضه تقوللى تانى “يعنى إيه”!!

ـ  تيجى يابنى نقول لبابا “يندهش” كدا زينا

* لأ يا عم

ـ  لأَّه ليه؟

* بابا لو إنه “اندهش” حايطب “ساكت”

ـ  يانهار اسود

* لأ، ولسّه….

ـ  لسّه إيه ؟

* لأ ،.. خلاصْ.

ـ  ما خلاصشى لسّه.

* أيوه فعلا، طول ما إحنا “بنندهش” “ما خلاصشى لسّه”،

ـ  يا حلاوة.

* ياحلاوهْ لو بقوا كدا زيّنا !!

ـ  همّا مين؟

* هما كل الخوّافين

ـ  يعنى مين؟

* إللى “بيجاوبوا” بِدَال ما يشوفوا إحنا شفنا إيه

ـ  وانت عايز منهم ايه؟

* يعنى لو سمحوا كدا كام حبّة نونو، كنا نكبر زى خلقةْ ربنا

ـ  آه صحيح، يبقى ممكن إننا.. …، ولاّ بلاش

* خُفت ليه؟

ـ  أصل انا كنت حاقول : كنا ممكن إننا نشوف ربنا، قصدى يعنى نحبّه جدا.

* يعنى إيه؟

ـ  إللى يعرف يندهش يوصلّه فعلا

* لما يبقى حر جدّأ، مش كده؟

ـ  حر تانى !!!!؟

* قصدى يعنى زى ما قلنا هناك

ـ  قول ياربّ

* بس حاسبْ يسمعونا

ـ  طبْ خلاصْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *