نشرة “الإنسان والتطور”
20-5-2012
السنة الخامسة
العدد: 1724
تعتعة الوفد
غصْباً عن أمريكا!!
قالت البنت لأخيها: هو كل شىء أمريكا أمريكا؟ تفسر خيبتنا بأمريكا، وترجع ثورتنا لأمريكا؟ ما هذا يا شيخ؟ ما حكايتك؟
قال أخوها: أنت التى عليك أن تبطلى هبلا واستسلاما للأخبار سابقة التجهيز، أفكار جاهزة للتحمير!
قالت: أليس فى مقدرونا أن نخيب بمعرفتنا؟ أو نثور بقرارنا؟
قال: انت لست فاهمة أى حاجة، تحتاجين إلى عملية زرع مخ
قالت: اسم الله عليك، ومن أين تأتى أنت بالتايهة يا روح قلبى
قال: من مخى
قالت: كذا طمأنتنى، لأن مخك لا يفرز إلا التبرير والتيئيس
قال: أفضل من مخك الذى لا يشتغل إلا بوصلة خارجية مثل البطارية الضاربة
قالت: لملم نفسك أحسن لك، أو قل لى أى دليل على أن أمريكا وراء كل هذا
قال: برغم أننى أعلم أنك لن تفهمى إلا ما هو فى مخك، فسوف أقول لك رأيى وأمرى إلى الله.
قالت: بصراحة رجعت فى كلامى، إذا كنت ستكرر حكاية أمريكا هذه أنصحك أن تقولها للمجلس العسكرى، ربما ينتبه، ويعلن الحرب على أمريكا
قال: ترجعين للسخرية حتى تتجنبى أن تفهمى أى شىء مفيد، ثم إن المجلس العسكرى لم يبق له إلا أيام، وليس من حقه أن يعلن الحرب حتى على بورسعيد
قالت: إذن أرسله لمجلس الشعب ، لعله يجد شيئا يتسلى فيه غير الخيبة التى هو فيها والتى جعلت الذين انتخبوه يريدون الذهاب إلى الصناديق ليسحبوا أصواتهم منها
قال: بينى وبينك مجلس الشعب نفسه، أعمى أكثر من الشعب، ولا يشغل أغلب أعضائه حكايات ومؤامرات أمريكا ثم إنهم لا يعرفون أمريكا الحقيقية
قالت: وهل هناك أمريكا حقيقية وأمريكا مضروبة
قال: لا أقصد، قصدى يعنى أمريكا المعلنة ، وهى غير أمريكا الخفية
قالت: لا تصعـّبها علىّ إعمل معروفا، سوف أذهب وأسأل أبى
قال: والدنا توقف عن التفكير نهائيا، وهو لم يعد يهمه إن كانت أمريكا أم “سيستا” هى التى وراء الأحداث
قالت: سيستا؟ تعنى ماذا؟ هل هى إحدى دول الاتحاد الأوربى؟
قال: بنت حلال مصفى، تماما مثل أبينا، ما رأيك أن تكبرى عقلك وتعملى مثلما يعمل
قالت: وماذا يعمل
قال: يتمطى ويتثاءب داخل محفة “الطيب أحسن”
قالت: وماذا فعلت أنت بمخك يا فالح، أنت ترص الأعداء صفا فى مخك، وتنشن عليهم أفكارك، وتطلق عليهم أحكامك “مع وقف تنفيذ”
قال: وقف تنفيذ ماذا؟
قالت: وقف تنفيذ ما يترتب على العداوة، أليس للعداوة تداعيات ومواقف؟ أم أنك صدقت حكاية السلام التمام واكتفيت بالحروب الكلام؟
قال: لست فاهما
قالت: أحسن!! دعنا ننتقل إلى موضوع آخر : تصور أننى وجدت صرصورا فى زجاجة البيبسى أمس
قال: جاءك القرف، ما هذا؟ لعله فطر متخمر
قالت: فطر ماذا؟ تصورت فى الأول أن “أولاد الشيخ حازم” هم الذين دبروا ذلك
قال: حازم من؟
قالت: حازم بيبسى
قال: بالله عليك ما علاقة هذا بما كنا فيه، عن حكايات أمريكا، ماذا جرى لك؟
قالت: والله ما أنا عارفة، لكن أليس من المحتمل أن يكون ذلك ملعوبا أيضا
قال: ملعوبا من من؟
قالت: من أمريكا هى التى وضعت الصرصور
قال: يبدو أن العدوى قد اصابتك منّى
قالت: أنا أسخر منكَ ومن تفكيرك
قال: أنت حرة، خلّك على عماك حتى يكملوا نهب كل شىء، ونتبعهم صاغرين
قالت: وأنت يا سيد المفتحين، كيف سيحول تفكيرك التآمرى هذا دون النهب والتبيعية
قال: سوف أواصل التوعية عبر النت وغير النت ، سوف أتواصل مع العالم لأحول دون التمادى فى المؤامرة
قالت: تانى!! المؤامرة؟ قل لى بالله عليك هل هذا النت هو الذى سيبنى دولتنا؟ أم أنه سيقوم عنا بإكمال الثورة؟ أحيانا أتصور أن الوزراء سيجلسون فى بيوتهم وهات يا “شات” حتى يحلها حلال
قال: لولا التواصل الذى حدث بين الشباب لما قامت الثورة
قالت: يا عم روّق، ودعنا نتبين الطريق ونحمل المسئولية بجد، أحيانا أشعر أن النت عندنا قد انقلب محششة، صحيح أنها محششة ظريفة ومسلية، “الشات فات فات وف ديله سبع مقالات”
قال: يا دمّك، ربنا يستر
قالت: ربنا يسهل
قال: ألاّ قولى لى: هو ربنا معنا أم مع أمريكا؟
قالت: ربنا مع الحق
قال: ونحن؟ مع من؟
قالت: مع أمريكا
قال: لماذا نحن مع أمريكا، وأمريكا ليست معنا؟
قالت: إيش عرفنى
قال: لأنها مع اسرائيل، وإسرائيل تغار موت من أى شريك أو غريم فى علاقتها بأمريكا، ثم إنى لا أتكلم عن أمريكا أوباما والست كلينتون أنا أتكلم عن أمريكا الثانية.
قالت: أمريكا الجنوبية؟
قال: بل أمريكا التحتانية
قالت: ما هى أمريكا الجنوبية تقع “تحت” أمريكا الشمالية جغرافيا
قال: شاطرة يا فالحة، أنا أتكلم عن أمريكا المالية السرية البنكية المفترسة
قالت: نعم؟ نعم؟ نعم؟ وأين تقع هذه الأمريكا السرية؟ “بعد الرست هاوس بشوية”؟
قال: بطلى مسخرة، حاولى أن تفهمى
قالت: أفهم ماذا؟
قال: هناك حكومة عالمية تتكون تحت الأرض لتدير العالم لحساب الأغبياء الأغبياء
قالت: ونحن مالنا؟
قال: نحن الثيران الذين نلف فى ساقية الدولارات والذهب
قالت: كأنك عبقرينو ترسم الخطط لعم دهب وعم بطوط
قال: قلت لك بطلى
-2-
قالت البنت لأبيها: أخى يا أبى
قال أبوها : ماله؟
قال: يقول إن حضرتك بطلت تفكر
قال: قليل الأدب ، هل قال لك هذا؟
قالت: ليس تماما، هو لم يكن يقصد أن ينقص من ذكاء حضرتك أو عبقريتك، لكنه كان يفهمنى أننى لن أجد عندك الإجابات التى يعجز هو أن يجيبنى عنها
قال: قولى هكذا، أنت تعرفينى يا حبيبتى، أنا عندى كل الإجابات، عن ماذا كنت تسألينه فعجز هذا المتخلف عن الإجابة؟
قالت: عن أمريكا
قال: عن أمـ…. ماذا؟
قالت: أمريكا ، ألم تسمع عنها يا أبى
قال: طبعا سمعت، ..يعنى!، لكن ما الذى أدخل أمريكا بينكما
قالت: أنا إيش عرفنى، كلما سألته عن سبب ما نحن فيه من خيبة وفلس وغلب وشحاذة ، قال لى أمريكا أمريكا
قال: ما لها أمريكا؟
قالت: يقول إنها مسئولة عن كل شىء، حتى الصرصور فى زجاجة البيبسى
قال: حتى ماذا؟
قالت: لا أقصد، يعنى كان ناقص يقول هكذا ما دامت أمريكا “وراء” كل شىء
قال: وأنتِ ما اعتراضك؟ هل تريدينها “أمام” كل شىء
قالت: ما هذا يا أبى، أنت تمزح؟ أنا أكلمك جدا
قال: هذا ما يبدو عليك فعلا، لكن بصراحة أنا ارتبكت، ما هذا؟ “وراء”؟ “أمام”؟ “بيبسى”؟ صرصور؟ ما كل هذا؟، ولماذا تضيعين وقتك مع أخيك المغفل هذا؟
قالت: أخى ليس مغفلا يا أبى، أنا أتعلم منه برغم اختلافنا
قال: ألا يكفى ما فعلتماه فى التحرير وغير التحرير، هلى تريدون أن تكملوا عليها وتشتموا أمريكا أيضا حتى تمنع القرشين الذين تفوّتهم لنا كل سنة
قالت: هو يقول إنها تذلنا بهذه المعونة، مع أنها تعرف اننا نصرفها على الجمعيات تبعها، وعلى الجيش الذى لن يحارب إلا بموافقتها، وهى لن توافق أبدا إلا إذا ضمنت أن الحرب ستعلن على ليبيا والسعودية أو حزب الله وإيران، وليس على إسرائيل ولا قطر .
قال: ما كل هذا؟ ما كل هذا؟ هل هذا هو الذى تضيعون وقتكم فيه ، وأين المذاكرة؟
قالت: نذاكر لماذا إذا كان الأمر كذلك
قال: كذلك ماذا؟
قالت: إسأل أخى
قال: هل تمزحين معى يا بنت، إغربى عن وجهى الله يخيبك أنت وهو.
-3-
قالت البنت لأخيها: سألته
قال: سألت من؟
قالت: سألت أبى
قال: يا خبر ! ألم أقل لك خله فى حاله
قالت: أنت لا تعرف حاله ، أبى يشقى طول النهار والليل ليؤكلنا ويعلمنا
قال: أطال الله عمره، لهذا خله فى حاله، ولكن ماذا قال لك؟
قالت: قال لى عن ماذا؟
قال: عن أسئلتك، هو أنت سألتيه عن ماذا؟
قالت: سألته عن أمريكا
قال: يا خبر اسود، وما له هو ومال أمريكا
قالت: وهل احتكرت سيادتك الحديث عنها
قال: أنا أحدثك أنت ولا أحدث أبى المسكين، وماذا قال لك؟
قالت: قال لى الله يخيبـِك
قال: عنده حق الله يخيبك، فعلا
قالت: وقال الله يخيبك أنت أيضا
قال: وهل تنقصنا الخيبة
قالت: آه صحيح، لا تنقصنا ولا تنقص مصر
قال: لا، إسمعى، إلا هذا، مصر ستقوم، وتنتصر حين تعرف عدوها ويعمل أبناؤها وبناتها.
قالت: وهل ستتركنا أمريكا نبنيها؟
قال: غصبا عن أمريكا وكل أمريكا وأى أمريكا
قالت: تصور؟ أنا أصدقك!!