نشرت فى الدستور
25-7-2007
تعتعة الكبار بأغانى الأطفال (2)
الحق فى الغضب!
قالت البنت لأخيها: أبى!!! قال أخوها: ماله؟ قالت: لماذا أصبح هكذا؟ قال: هكذا ماذا؟ قال: انْكَتَم وهَدَأَ وسَكَتْ، قال: ما حكايتك؟ لم يكن يعجبكِ حين كان يشخط وينطر ويصيح، وهو لا يعجبك الآن لمّا هدأ وسكت. قالت: أنا لا أتكلم عن أىًّ من ذلك، أنا أتكلم عن الغضب، أبى لا يغضب لشئ، ولا يغضب من شئ، قال: ماهذا!!؟ كأنك تدافعين عن الغضب، قالت: أليس الغضب تصرفا طبيعيا، لعلنا أحوج ما نكون إليه الآن، قال: نحن لم نشاهد أهالينا وهم يمارسون غضبا حقيقيا طبيعيا حتى يمكننا أن نتعرف عليه، وحين كنا نغضب خلقة ربنا تعاملوا معه على أنه “قلة أدب”، فتوارى حتى نسيناه قالت: يظهر أنهم خَصْخصُوا الغضب ليصبح قاصرا على بعض رجال الأعمال إذا ما عارضتهم لوائح أو قوانين تعطل سُعار الجمْع، أو تصادمت مصالحهم مع بعضهم البعض، قال: لكنه لاح لى مؤخرا فى غضب العمال والمدرسين، والأطباء، والعطاشى، قالت: بصراحة: أنا لست متأكدة أن هذا الذى لاح هو غضب مِن الذى أعنيه، لعله أقرب إلى الصراخ أو الاستغاثة، قال: وهل للغضب أنواع؟ قالت: نعم، عرفت ذلك – أيضا- من أحد أناشيد أختنا الصغيرة، قال: ماذا؟!!! قالت: كما عرفت أن “حق الغضب” هو من حقوق الإنسان، قال أخوها: حقوق ماذا؟ أخشى أن يدخلوه ضمن تلك الحقوق المشبوهة التى تستعمل من الظاهر، قالت: بصراحة، أنا محتارة فى حكاية حقوق الإنسان هذه وجماعاتها، هل هى لعبة مرتزقة، أم “سبوبة” أذكياء، أم حكايات جادة؟ هل لها فاعلية أصلا؟ قال: هى شئ أحسن من “لا شئ”، قالت: حين أتابع ما يجرى عندنا وفى كل دنيا المظاليم عبر العالم، أتصور أن “اللاشئ” أحسن، فهو أدْعى للغضب، تصور أننى حين سمّعت تلك الأغنية من أختى، أو لعله نشيد، رحت أردده معها، ثم شعرت أننى أريد أن أعيده مرارا بدونها حتى حفظته؟ قال: تتكلمين جدا، لكن ألستِ معى أن هذا التلويح للأطفال بما ليس عندنا نحن الكبار، يمكن أن يكون كذبا بشكل ما، قالت: معك حق، ما أبأسها أختنا حين تكبر وتتبين أن “حق الغضب” هو من الحقوق الممنوعة أيضا. قال أسمعينى الأغنية الله يخليك ما دمت قد حفظتها ، قالت: إسمع يا سيدى، لكن لابد حين ترددها أن تغنيها بموسيقاها، وبصوت عال ، لقد فرقت معى حين سمعتها بصوت مؤلفها فى موقعه www.rakhawy.org قال: سأحاول، قالت : إسمع يا سيدى:
الغضب من حقَّى برضُهْ،
الغضبْ مِشْ كلُّه يعنى زى بعضُهْ.
ما هو لازم إنى أغضبْ،
لما يحصل إِللىِ يِِـِغـْضِبْ.
الغضبْ للحق واجبْ
الغضب مع بعض ضدّ المفترى،
يبقى ثورة ضد ظالمْ، ضد غاصبْ.
بس يعنى،
لو غَضَبْ كده والسلامْ
زى كورهْ فرقعتْ، لما شاطها الجون قوامْ
بعد ما دخلت شبكـْتُـهْ
راح عاملها يدارى خيبتـُهْ
يبقى مش هوّا اللَّـانا قصدى عليه،
نعمل ايه؟!!!!
لمَّا نغضب ننتبه : إمتى ، وإيه،
ضد مين؟ ولْحدّ فينْ؟ وبكامْ، وليهْ؟
لما تغضبْ وانتَ مش قادر تحس،
باللى جنبك.
يعنى تتفجر وبسْ ،
باللى عندك,
تبقى باظت حسبتكْ، مهما حاولت
يبقى طاش سهمك ياريتك ما غضبت
لمّا ازعّق وي خلاص دا مش غضبْ
دا ساعات يمكن يكون قلّـة أدبْ
لما باغضب وانفجرْ، مش باجمّع يا خسارة،
يفلت المعيار كإنى وحش كاسر لسه طالع من مغارة
بانسَى نفسى، …. بالـْغِـى حِسّى
يجروا منّى،…………ألقى إنّى :
مرمى منبوذ غَصْب عنى
إنما غضبى اللى هوَا، .. لسّه جوّهْ،
ده يا خويا حاجه تانيه، بس “هوّه”.
آه دا لو وجّهنا طاقته ناحية اللى اللى يستاهلها
راح تكون ثورة بصحيح، …بس يورثها الْعـــامِلْها
مش تروح ثمرتها للى كان بيتفرّج علينا
واحنا نتسوح ونرضى مرة تانية باللى فينا