نشرة “الإنسان والتطور”
6-3-2010
السنة الثالثة
العدد: 918
تعتعة الدستور
مزيد من الخيال، ومراجعة فى نتائج انتخابات الرئاسة
ما هذا؟
لا يمكن أن يكونوا قد نجحوا أن يخمدوا حتى قدرتنا على الخيال !!!أو حتى على تلقى ما هو خيال!!
بعد أن نشرت نتائج انتخابات 2011 الأسبوع الماضى، وبعد أن سقى خيالى الحزب الوطنى والحكومة “حاجة أصفرا”، فوافقوا على شروطى، وهى أقسى من شروط الدكتور البرادعى، ونشرتُ النتائج كما أملاها علىّ هذا الخيال دون مسئولية من جانبه، فوجئت بالأسئلة المعتادة، ماذا تقصد؟ ما معنى هذا؟ لكننى فوجئت أكثر بأسئلة غير معتادة مثل: لماذا أنجحت جمال مبارك فى الجولة الثانية مع أنه لا يستأهل أن ينجح حتى فى الدورة الأولى؟ (هل أنا الذى أنجحته!!؟) لماذا لم يوافق البرادعى على الالتماس المقدم من أنصاره إلى الرئيس مبارك ليتنازل جمال للبرادعى ولو عن هذه الدورة الرئاسية؟ لماذا أعطيت الدكتور محمد أبو الفتوح عشرين فى المائة من الأصوات فقط ؟ وأنت تعرف قوة الإخوان فى الشارع..إلخ …إلخ، بصراحة فوجئت حتى كدت أصدق أننى المسئول عن هذه النتائج جملة وتفصيلا، وكنت أرد على بعض هذه التساؤلات، مقتديا برد الرئيس فى التعتعة السابقة، بأن هذه هى إرادة الناخبين، فإن شئتم فاسألوهم هم، ما لى أنا؟ ولم يقبل أحد شرحى بأنه ليس من حقى ككاتب لا يملك إلا خياله، أن يغير فى نتائج انتخابات واقعية هى الدليل الأول والأخير على نزاهة الذين أجروها بشهادة الناجحين والذين لم يحالفهم الحظ على حد سواء !!!
ما هذا؟
هل قتلوا الطفل فينا: أين ذهب نشاط خيالنا البسيط؟
هل يا ترى سلبوا حقنا فى الخيال كما سلبوا حقنا فى الحلم ؟
ما هذا ؟
وبرغم كل ذلك طالبت بمراجعة نتائج الانتخابات كما دبجها خيالى الأسبوع الماضى، وذلك استجابة لمطالب الجماهير وتساؤلاتهم، أسوة بمراجعة أوراق الثانوية العامة لمن يشك فى رصد درجاته، لكن الجهات الرسمية رفضت أن أراجع الأوراق أنا شخصيا لأننى المسئول عن رصد هذه النسب أولا وأخيرا، فشكلت لجنة محايدة لذلك.
وإلى حين تنتهى اللجنة من المراجعة، قررت أن أحاول تفسير النسب التى قررها خيالى دون إذن منى فجاءت التفسيرات بالنسبة للجولة الأولى كالتالى:
1) السيد جمال مبارك 32.2% حصل على أصوات أصحاب المصالح المقربين المعتادين، وأصحاب المصالح المنتظرين، وأصوات بعض العارفين بفضل والده وحكمته، وأصوات أهل القرى التى لم يزرها سيادته آملين أن يزورها بعد توليه الرياسة
2) الدكتور محمد البرادعى 31.3% جاءت الأصوات من الصفوة، والمثقفين، والمتنورين، والمنوِّرين، والآملين، والغاضبين، والعاطلين، والذين فاض بهم، وكل من يحلم بالقدرات الخارقة “للرئيس المجهول”
3) الدكتور محمد أبو الفتوح 20.2% لاحظت هبوط النسبة المنتظرة مقارنة بالشائع عن قوة الإخوان فى الشارع، ربما نتيجة للخلافات الحقيقية أوالمختلقة التى سادت أجواء الإخوان ومحبيهم فى الفترة الأخيرة
4) الدكتورة زينب رضوان 9.1% جاءت أصواتها من الحركات النسائية، ومنظمات حقوق الإنسان، وبعض رجال الحزب الوطنى
5) السيد (الدكتور) أيمن نور 6.2 % جاءت أصواته من الأحرار المتحررين من كل ما هو ليس كذلك (لم افهم من خيالى ماذا يقصد بصراحة!)
6) السيد أسعد لطفى 1.1 % بما أننى لا أعرفه، فلم أعرف من أين حصل على أصواته
أما بالنسبة لتفسيرى لنتائج الجولة الثانية فقد ثبت أن السيد جمال مبارك قد حصد أغلب أصوات الدكتور أيمن نور، والدكتورة زينب رضوان تقريبا، وحوالى نصف أصوات الدكتور محمد أبو الفتوح بعد أن شاهد أنصاره صورة زوجة الدكتور محمد البرادعى غير محجبة فى الصفحة الأولى فى الدستور!!
ما أن انتهيت من هذا التفسير حتى وصلنى قرار اللجنة المحايدة لمراجعة النتائج، وهذا نصه:
“بعد مراجعة الأوراق بكل دقة وأمانة، وبتعاون كامل مع المسئولين تبينت، صحة النتائج فى الجولة الأولى دون أى خطأ اللهم إلا بعض الهنات الكتابية التى لا تؤثر أى تأثير جوهرى على النتائج
أما حين راجعت اللجنة الجولة الثانية فقد ثبت وجود خطأ كتابى بسيط غير مقصود أيضا، وذلك بأن تمت كتابة اسم الأول أمام أصوات الثانى وبالعكس، فأمرنا بتصحيح الخطأ، وتم ذلك برضا الجميع، فأصبحت النيتجة كالتالى:
الدكتور محمد البرادعى 52.1%
السيد جمال محمد حسنى مبارك 47.9%
ونحن نهنئ الفائز الكريم، ونبلغ الشكر لكل من تعاون معنا
وعلى الدكتور البرادعى أن يتولى رئاسة مصر اعتبارا من تاريخه (ولم تكتب اللجنة التاريخ قصدا)
التوقيع: أعضاء اللجنة “
يا ترى أية أسئلة سوف تصلنى بعد ذلك؟
وكيف سأرد عليها ؟