نشرة “الإنسان والتطور”
18-7-2011
السنة الرابعة
العدد: 1417
تعتعة التحرير
حرية “صينى” مضروبة وديمقراطية “أمريكانى” مُسَرْطَنة
-1-
قالت البنت لأخيها: ما هذا؟
قال أخوها: هذا ماذا؟
قالت: هذا الكلام الكثير
قال: ماله؟
قالت: هل تفهم ما يقولون؟
قال: هم يقولون ما لا يحتاج إلى فهم
قالت: تعنى ماذا؟
قال: أعنى أن المهم عندهم أن يقولوه، لا أن نفهمه
قالت: إذن لماذا يقولونه؟
قال: لكى نفهمه
فالت: لقد جننت ؟ هل نحن سنفهم ما لا يعنيهم أن نفهمه؟
قال: طبعا ، نحن أذكى، لأننا نشترى أدمغتنا ولا نحاول أن نفهمه أصلا
قالت: فلماذا نلتفت إليه ابتداء؟
قال: يجوز نفهمه
قالت: لنصنع به ماذا؟
قال: إيش عرفنى؟
-2-
قالت البنت لصاحبتها: هذه هى البداية
قالت صاحبتها: بداية ماذا؟
قالت البنت: بداية الحرية
قالت صاحبتها: حرية تعنى ماذا ؟
قال البنت: إسألى أبانا
قالت صاحبتها: أبانا الذى فى السماوات؟
قالت البنت: أبانا الذى فى حجرة التليفزيون
قالت صاحبتها: ومن أين له أن يعرف؟
قالت البنت: من التليفزيون
-3-
قالت البنت لأبيها: ماذا تشاهد؟
قال أبوها: ما ترين
قالت البنت: لا أعرف ما هذا ، إعلان أم توك شو؟
قال أبوها: ماذا تقصدين؟
قالت: أنا أسأل حضرتك
قال: أنا لا أعرف الفرق بينهما، هو فى الأغلب إعلان
قالت البنت: فلماذ تجلس منتبها كل هذا الانتباه؟
قال أبوها: لأعرف الفرق
قالت: البنت: اسم الله على حضرتك!
قال أبوها: ماذا تقولين يا بنت؟!!
قالت البنت: أدعو لك بطول العمر
قال أبوها: شكرا يا حبيبتى
قالت: كما أدعو أيضا للرئيس
قال أبوها: أى رئيس؟ هل انتخبوه؟
قالت البنت: نعم
قال أبوها: من الذى فاز
قالت: جمال مبارك
قال أبوها: أخيرا، ويقولون توريث؟ ها هو قد فاز دون أن يكون أبوه رئيسا
قالت البنت: كان رئيسا سابقا
قال أبوها: وهل يعتبر هذا توريثا أيضا؟
قالت البنت: لقد أفتوا بذلك
قال أبوها: ومن الذى أفتى؟
قالت البنت: أمريكا
قال: على أى أساس؟
قالت: قدوة ببشار الأسد وأبيه
قال: لكن الأسد الكبير كان قد مات
قالت البنت: فأصبح رئيسا سابقا، وتم التوريث
قال أبوها: ولكن ما لأمريكا بنا؟ ما لها هى؟
قالت البنت: بعد اتفاقها مع الإخوان، وافقت الوثيقة على إعطائها حق الفتوى
قال أبوها: أية وثيقة؟
قالت البنت: إيش عرفنى، هم يقولون أن الوثيقة تعطيها حق الفتوى
قال أبوها: حق الفتوى أم حق “الفيتو”؟
قالت البنت: وهل هناك فرق؟!
-4-
قالت البنت لأخيها: نريد أن نبنى هذا البلد معا
قال: عندك حق، أنا أشعر مثلك بالضبط لكننى لا أعرف ماذا افعل
قالت: نعمل مثل الصين
قال: وماذا تعمل الصين؟
قالت: تصنعِّ وتزرع، وتبنى، وتصدِّر
قال: آه صحيح، لكن ليس عندهم حرية
قالت: سمعت أن عندها حرية ضربت بها الفساد أولا، ثم راحت تنتج وتصنع وتزرع وتصدر وتتحدى
قال أخوها: حرية صينى؟!!
قالت البنت: غالبا
قال أخوها: فلماذا هذه الاشاعات أن البضاعة الصينية مضروبة؟
قالت: من الحقد
قال أخوها: دعينا نفحص البضاعة المعروضة
قالت: فرّجنى
قال: خذى عندك!: حرية “الاستقلال الاقتصادى”، وحرية “الإبداع”، وحرية “العلاقة بربنا”، وحرية “الكلام”، وحرية “المظاهرات”.
قالت: وما هو الصنف المعروض فى ميدان التحرير؟
قال: كل هذه الأصناف
قالت: وماذا سنختار منها؟
قال: نحن نحتاجها جميعا، والمفروض أن نحسن ترتيبها والتنقل فيما بينها
قالت البنت: تعنى الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟
قال: الله يخيبك، ليكن الجن الأزرق أولا، وسوف نلحق بما نستحق من واقع ما ننتج، ونصنع، نزرع، ونعبد، ونبدع
قالت البنت: إعمل معروفا: قل ماذا نفعل الآن؟
قال أخوها: نفعل كل ذلك معا
قالت البنت: كيف؟
قال: أخوها: إيش عرفنى ؟
-5-
قالت البنت لصاحبتها: وهل أنت تعرفين؟
قالت صاحبتها: أعرف ماذا؟
قالت: أية حرية تلزمنا أولا؟
قالت صاحبتها: وهل توجد أنواع للحرية
قالت: طبعا، أخى قال لى إنه توجد حريات كثيرة، أرخصها الحرية الصينى
قالت صاحبتها، لا يا اختى، أنا لا أثق فى البضاعة الصينى
قالت: يبدو أنها أفضل من الديمقراطية الأمريكية المسرطنة
قالت صاحبتها: المـ ماذا؟
قالت البنت: المسرطنة!!