نشرت فى جريدة أخبار اليوم
20/8/2011
تشكيل الوعى المصرى الكونى الجديد (الحرية 2-)
أشرت الأسبوع الماضى إلى أننا لا نعرف حقيقة أبعاد ما يسمى حرية، وبعد ظهور المقال سألنى بعض الأصدقاء عن بقية الأرجوزة، وفضلت أن أبدأ بنشرها اليوم كاملة، ثم نعود للنقاش إن كان ثم داع لذلك (لاحظ أنها أغنية للأطفال، بما فى ذلك الأطفال داخلنا) وها هى ذى:
حرية إيه ؟ بتقول على إيه؟
دى حكايه ْ وباينْ مِشْ نافعهْ
دانا زى باخطـَى فْ نارْ والعهْ
باينْ أهالينا ما هيش مش فاهمة
بيقولو كلامْ مالهوشْ لازمهْ
***
الحريهْ ما تجيش أبداً كـِدَا مالآخرْ،
ولا كلّ ما اقرَّبْ تِـتـَّاخِرْ
***
بصراحة أنا خايف أبقَى حـُرْ
أصل أنا ما أعرفشى “أسيبْها تـْمُرّ”
حا تمرِّى ازاى وتروحِى على فينْ وانا مِشْ دَارِى
أصل أنا ما اقدرشِى وبَادَارِى
***
لكنْ ما هو لازمْ برضُو يا ناسْ
دى العبوديهْ ألعـَنْ إحساسْ
***
الحرّيهْ هى “الحركهْ” جوّاك برّاكْ
هيا انـّك تبقى واحدْ تانِى غير اللى هناكْ
يعنى تْكِبَرْ وتشوف ما الأَّول وتفكـّرْ
وتغامر تحمِلْهَا أمانة مش تِـتْمَنـْظـَرْ.
***
الحرّيهْ إنك تقدر ترمِى طوبـِتْهَا
لو مش قادر انك تحمل إلا خِـيـبِتْهَا
***
تِبـْـدَا بنفسك واللى حواليكْ يعملوا زيـّكْ
لو حر لوحدك مش نافعة، وحياة والدك
وبعد
أصدقاء آخرون طلبوا منى أن أفك رموز الأرجوزة، وتعجبت لأنها وصلت للأطفال مباشرة، وبعد بداية المحاولة ، عدلت، وفضلت أن أضيف بعضا من مقتطقات فى نفس الموضوع خرجت منى من قديم كالطلقات بعد أن وصلتنى إرهاصاتها من ممارستى مهنتى مع أصدقائى المرضى، حتى أسميتها “حكمة المجانين”، لكن خوفا من التصفيق للجنون وهو هزيمة فى نهاية النهاية، عدلت الاسم إلى “رؤوى ومقامات”، وإليكم بعض هذه الطلقات التى فضلت أن أقدمها دون شرح حتى لا تنقلب المسألة إلى درس سخيف:
ونحن أحوج ما نكون إلى إعادة النظر فعلا فى “الحرية وأخواتها” (الديمقراطية والشفافية …إلخ)
(1)
تحت شعار الحرية، قد يفقد الإنسان نفسه، وابتسامة بلهاء ترتسم على وجهه .
(2)
إياك من دعوى الحرية باللسان، فاحذر ممن يكثر الحديث عنها مانِحًا، وإلى درجة أقل: مُطالباً.
(3)
يكاد يتناسب الحديث عن الحرية تناسبا عكسيا مع ممارستها .
(4)
الحرية الحقيقية هى تصارع دكتاتوريات الأفراد علانية وبأسلحة متكافئة، أى فى إطار عدلٍ حقيقى…… كيف بالله عليك ؟…وأين الشهود العدول ؟
(5)
من الشجاعة والصدق ألا تلبس قناع الحرية وأنت عبد لرمشٍ، أو قرشٍ، أو كرشْ.
(6)
ليست حرية تلك التى تستعملها للحصول على لذتك على حساب شخص غير ناضج، حتى لو أوهمتَ نفسك بأنه رضى بذلك مختارا. بالله عليك كيف تطلب من الطفل أن يميز اللبن المغشوش؟؟
(7)
إن ادعاءك قبول الاختلاف مع الآخرين قد لايكون دليل حريتك، أو حريتهم، إنه يمكن أن يكون تعميقا للمسافة بينك وبينهم، ليظل كلًّ فى مكانه، يلوّح الواحد للآخر “أنا عرفت كل حااااجه”.
(8)
الحرية القرار .. هى فرضٌ يُختبر بالفعل والاستمرار، فالقرار لا يحتاج أن يوصف بالحرية، بقدر ما يحتاج أن يُختبر بالفاعلية.
(9)
لاتخيـِّرْ من لا خيار له، إذا أحببته فساعده أن يشحذ قدرته على التمييز، حتى يرى ما يراه “حقا” بنفسه وفلن يحتاجك وصيا، ولن يستأذنك إذْ يختار، ولن يضل الإختيار إلا ليعيد الاختيار. وهكذا.
(10)
فى مرحلةٍ ما… إفعل عكس ما تريده تماما، ولو على سبيل التجريب، ربما يتضح لك ماذا تريد فعلا، فتتعرف على بعض حريتك الأعمق.
(11)
لا تستطيع أن تدعى الحرية إلا إذا عرفت ألاعيب داخلك… فتواضع فى الصراخ بالمناداة بها حتى لا يضحك منك العارفون، (داخلك وخارجك).
(12)
إذا طلبت الإذن لممارسة الحرية فأنت لست أهلا لها.
(13)
ما أقسى أن تترك الأطفال يغوصون فى الطين حتى الموت … تحت دعوى تركهم يمارسون حرية جهلهم بالعوم، هلاَّ علمتهم العوم قبلا ياسيد الجبناء الكسالى؟ وهل أنت تحذق العوم أصلا؟
(14)
إن الاختيار الحقيقى .. هو اختيار المجال الذى ينمى قدرتك على الإختيار .
(15)
شرط أن تكتسب حريتك هو أن تعبـُر جِسر الألم رافعاً رأسك، ممسكا القرار بيدك، وقلم التغيير، باليد الأخرى: للتعديل، لا للتراجع. فلماذا الشكوى والتبرير المُعادْ؟