نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 2-10-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6241
ترحالات يحيى الرخاوى
الترحال الثانى: “الموت والحنين” [1]
الفصل الرابع
الفصل المفقود: (1)
ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ (2)
…. واللحنُ ظِلُّ الناس فى حُضْن القمرْ
تنوُّعاَت البرق ِ والرعودِ
لــحفر بئرٍ غائر بلا مياه،
وزهرةٍ بلا شجرْ،
وبيضةٍ بلا يمامْ.
وغَارُهَا:
ممَرْ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ.
وعنكبوتُها:
يدبّج النقوشَ فوق طينٍ أَحْرَقَـتْهُ ناَرُ أحلامِ الّذهَبْ
غجريّةٌ فى ثوبِ سهرةٍ عريقْ،
تسحَبُ عَنْزَها الثَّمِلْ.
المقطم 22/3/2000
………………..
………………..
16/8/1986
كان الأولاد قد شبعوا وبدوا فرحين وهم عائدون بهذه القطمة الصغيرة التى ملأت وعيهم، وكأنها أعادت لهم كل نبضِ، ورائحةِ، وجزلِ، وفرحةِ، ودهشةِ رحلتنا الطويلة السابقة، لم يكن ينقصنا فى هذه الرحلة الجديدة الموجزة إلا الصغيرين أحمد رفعت، و على عماد.
هذا النوع من “الإحياء”، كما أسميه، هو أهم ما أهملناه فى التربية وتنمية الخبرات، اسميه فى ممارستى الطبية: الجرعة المنشّطة Boster dose بمعنى أن كثيرا من المعلومات (الرسائل/الإشارات) تقوم بعملها ليس بقدر فاعليتها هى، وإنما بقدر ما تنشط من خبـرات أقدم متعلقة بها، تماما مثلما تأخذ مصلا ضد التيفود، ثم كل عام أو عامين، تأخذ ربع الكمّية من نفس المصل لتنشط المناعة إذ تعود الأجسام المضادة إلى مستواها وأعلى، أحيانا يأتينى مريض قديم كان فى المستشفى عندى لبضعة أسابيع أو شهور، لكننى أدخله مجددا لمدة يومين أو أسبوعا واحدا، فأجد أن هذه المدة القصيرة كافية لإحداث المفعول العلاجى الذى احتاجَ قبل ذلك عدة أشهر للوصول إلى نفس مستوى التحسّن الذى وصل إليه المريض لاحقا فى بضعة أىام. علّمتنى هذه الممارسة العلاجية أن كثيرا مما يصل إلى المريض (وإلى الوعى البشرى عامة) ليس مجرد مثيرات تحتاج إلى استجابة، وإنما هى رسائل تحتاج إلى استيعاب، ثم إنه يمكن تنشيط هذه الرسائل بين الحين والحين كما نشَّطت هذه الرحلة القصيرة لدى الأولاد خبرة رحلتنا الطويلة. فعادوا راضيين.
رجّحت أن السفر عامة، مهما قصُـرت مدته، قد يقوم بنفس المهمّة التنشيطية التذكيرية، السفر فى ذاته ـ مهما قصر ـ قد يحرّك أسفارا سابقة لتتكامل معه، فتتكامل الخبرات ويمتلئ الوعى، ليس فقط بما استجد من مشاهدات، وخبرات وتعـرية، وإنما بما نشَّطَ من وعى كامن، وذكريات، ورؤى. كنت شخصيا أتساءل عن معنى كثرة أسفارى الخاصة، أسافر فأرى وأجد، لست أدرى ماذا، حتى ولو أرجع فى نفس اليوم. الآن أتبين كيف أن مثل هذه الرحلات ـ بغض النظر عن وجهتها أو مدتها ـ تقوم بالواجب إذ تنشِّط رسالة كامنة، وأحيانا يصل بى الأمر الآن (مارس 2000) أن أسافر إلى جنوب سيناء “دهب” (ست ساعات وأنا أقود السيارة وحدى) لأمكث هناك يوما واحدا وليلة واحدة، أكتب فيها وأقرأ وأعوم (فى عز الشتاء) وأبادل أصدقائى من العاملين فى محلات الأكل والشرب والأشياء الصغيرة التحية والأشواق.ثم أعود خلال نهار وليلة (6 ساعات أخرى) وكأنى مكثت شهرا، أو عمرا. كثيرا ما يسألنى المحيطون ماذا أجنى من كل هذا “التعب”، وإضاعة الوقت، فأكتفى بالرد بأنى أكتب أكثر وأقرأ أكثر، ولا أقول لهم إن الوقت يتضاعف رغم ما يتصورونه من ضياع 13 ساعة فى الطريق. وحين تصلنى دهشتهم رغم تبريرى أعود أنظر فى نفسى فأكتشف أننى أمارس هذه الرحلات وكأنها برنامج”الذهاب والعودة” In-and-out program الذى لا بد أننى أشرت إليه كثيرا. هذا البرنانج (الذى وصفتْه مدرسة العلاقة بالآخر/الموضوع،وأكّده جانترب بالذات) يشير إلى أن الحركة الحيوية، حركة النمو، لا تسير فى خط مستقيم مضطرد، وإنما هى دائمة التقدم للتراجع، ليس فى المحل، وإنما لتحقيق النقلة النوعية كل مرّة. أنا لا أذهب لأعود، لكننى أعاود لأتجدد وأضيف، ثم خذ عندك هذه الرسائل التى أتلقاها أثناء القيادة مهما تكررت المناظر، وفى محطات الوقود، وعند مقابلة من لا يعاملنى بما شاع عنى، هذا هو بعض ما عنيته من أن السفر هو “جرعة منشطة” لما قبلها، فاتحة لما بعدها، أكثر منه خبرة مستقلة، وهذا ما تصوّرت أنه بلغ الأولاد من أسبوع واحد فى أثينا وضواحيها، كان كافيا لعودتهم ممتلئىن فرحين راضيين، وكأنهم استعادوا رحلة الـ 82 يوما التى حكيت عنها فى الترحال الأول وبداية هذا الترحال.
ماذا يهم القارئ مما يبدو خاصا جدا هكذا؟ هل هذا خاص فعلا؟ ما هى حكاية الخاص والعام هذه؟ الله يسامحك يا شيخنا الجليل محفوظ. السيرة الذاتية تتداعى فى رؤى تتخلق. هى ليست أحداثا، ولا حتى ذكريات، ولا هى حتى أمور خاصة. ألهذا عنوتَ بعض سيرتك فيما أسميتَه “أصداء”؟
من المطار توجهنا، زوجتى وأنا، بالعربة الخاصة (ليست حافلة هذه المرة) إلى الشمال مباشرة. كنا قد وضعنا أشياءنا فى العربة عامدين أن نواصل رحلتنا من المطار بعد توصيل الأولاد مباشرة. كان بنا نفورُ واضح من العودة إلى فندقنا ولو ليلة واحدة حيث العرب المسلمين الذين ليس لهم عيد، لم نعتبر فتورهم تقصيرا، وصلنا أنه إنكار تام لهويةً لم يعد لها معالم!!
عرفنا الطريق هذه المرة دون سؤال أو حيرة، كنّا قد تعلمنا ـ من الرحلة السابقة ـ لغة الإشارات، ورسم الحروف باليوناينة، وفروق النطق عن الانجليزية، وبدأت تصلنا من الطريق تلك الجرعة المنشِّطة التى راحت تعمل عملها،
مررنا على “لاميياا”. وتذكرنا كيف كنا ننطقها خطأ،
مضينا مؤتنسين فى صمت مختلف.
لا. لا. هذا سفر آخر.
الطريق هو الطريق، والشمال هو الشمال، و لامييااا هى لامييااا، لكن أين الاولاد؟ أين الأغانى؟ أين نومهم الذى يغيظنى ويسمح لى بالتأمل معا؟ للسفر مع الأولاد طعم آخر، مواجهاتى مع زوجتى التى اضطُـرت إلى مسايرة إيقاعى (بزواجها منى) يجعل هذا السفر نوعا ثالثا (النوع الثانى: سفرى وحدى)، ما لها هى وكل هذه الحركة التى لا تهمد، ذهابا وإيابا، فى الداخل والخارج طول الوقت، إلى متى؟
كنت قد كتبت أطروحه عن “تحرير المرأة وتطور الانسان” تبدأ بالتأمل فى الفرق بين حركة الحيوان المنوى القلق فى مقابل استقرار البويضة المستقر، على أن هذا الفرق ليس نهاية مطاف الفرق بين الرجل والمرأة، بل هو بداية الطريق، الرجل لا يكتمل إلا إذا حققت حركتُه (فعلُه Verb to do ) كينونتَه، والمرأة لا تكتمل بدورها إلا إذاحققت كينونتُها (Verb to be) حفزَها للفعل. وبناء على هذه الأطروحة، أتبين أننى لم أكتمل، ولا زوجتى، وكأنى مازلت أعانى قلق الحيوان المنوى، وكأن زوجتى ما زالت تصر على التبويض المُستقبِل المستقر، إلا أن مشاركتها لى هذه الرحلات لم تكن قهرا والشهادة لله، بل إنها كثيرا ما كانت أنشط منى فيها، وأحرص على تكرارها، مهما اشترطتُ عليها من شروط المشقـة و تَوَاصُل الكشف، وقلة التسويق.
بعد لامييا بكثير، نبّهنا مؤشر الوقود إلى محطة للتزود به لاحت من بعيد. كنا قد جعنا. تعلّمنا أن كثيرا من محطات الوقود ـ فى اليونان وغيرها ـ تشمل وقودا للبشر مثل وقود السيارات، بما فى ذلك الوجبات الساخنة. توقفنا، وملأنا الخزان، وعرجنا إلى المقهى/المطعم، تبينا أن من بين الوجبات التى شبّهنا عليها وجبة رجّحنا من شكلها و إشارات النادل أنها “مسقعة”، ويبدو أن المسقعة فى بلاد الخواجات تحمل مزيجا من ريح (تقلية) الشرق، وبرد (سقعة) الشمال، أثناء تناوُلنا هذه الوجبة التى هى من الوجبات القليلة التى أُحبها أنا وزوجتى معا، اكتشفت أننا فى أعلى جبلٍ ما. متى صعدنا إلى كل هذ الارتفاع؟ حين تكون بعيدا عن السفح، وعن الجبل قد يسحبك الطريق إلى أعلى دون أن تدرى إلا من أنين عربتك أو احتجاجها بالإبطاء بدون سبب ظاهر. لسنا فقط فى أعلى الجبل، بل إن هذا الجبل، مثل كثير من جبال اليونان تنتهى حافته إلى البحر(المتوسط طبعا). على مرمى البصر لمحتُ كوخا (أو اثنين أو ثلاثة) قرب الشاطئ وبضعَ أشجار جميلة وسط الخضرة الممتدة، وعاودنى حسدى لهم. قفزت إلى مخيلتى أحلام اقتناء كوخٍ منعزل وسط جبل أخضر، هاج علىّ الحنين إلى “الركن الصغير وسط غرباء طيبين”، ناديتُ على النادل أسأله عن هذا الكوخ (أو الأكواخ) بالإشارة طبعا: هل هو موتيل أم بيت أسرة صياد. لم تنجح لغة الاشارات. لم يفهم شيئا. لكننى صممت أنه فهم. رجحتُ ـ بالعافية ـ أنه حتى لو كان كوخ أسرة صغيرة، فإنهم قد يسمحون بتأجير حجرة لليلة واحدة. تعلمتُ ذلك من مبيتى فى منزل الأسرة المتناهى الصغير فى جنوب فرنسا فى القرية قرب بيارتز (مما سبق الإشارة إليه. غالبا). كل الناس فى بلاد الفرنجة تستغل مالديها من أماكن وأشياء طول الوقت أقصى الطاقة حتى لو كانت حجرة نافرة فى الحديقة، أو عشّة على السطح. كانت زوجتى تتابع حوار الصم هذا متوجسة شطحة ًجديدة لا تعرف إلى أين سوف تنتهى بنا، أنا أشير من جديد، وأغمض عينى وأميل برأسى لأفَهـّـمه أنى أريد أن أمضى ليلة فى هذا الكوخ، وهو يشير إلى أسفل حيث الكوخ، بما لا أفهم، والخطر يزداد اقترابا من زوجتى، فتتحقق من مخاوفها حين سألتها عن رأيها لو أننا قضينا ليلة أو بقية أيام الرحلة، فى هذه الحجرة المزعومة عند هذه الأسرة الصغيرة المُفترضة، على هذا الشاطئ الجميل الواعد، فى حضن الجبل الحانى، قلت كل ذلك ، أو تصوّرت أننى قلته، وأنا فى أشد حالات الحماس. الكوخ يجذبنى إليه بشكل أقرب إلى قوانين جاذبية مغناطيس الحديد منه إلى رغبة بشرية، طأطأتْ زوجتى رأسها، وتباطأتْ، وامتقع وجهها، فـقرأتُ حجم مقاومتها0 كان أكبر مما توقعت، ومع ذلك تماديت أقلل من جدوى ذهابنا إلى تركيا أصلا، ماذا سنجد فيها؟ نحن نريد معاشرة خواجات “بحق وحقيق”، والأتراك ليسو خواجات، ثم إنى أريد أن أنهى كتابة دراسة كـُلفت بها من مجلة فصول عن “جدلية الجنون والإبداع”، وقد أحضرتُ معى كل شىء”: الأوراق والأفكار وسجل العناصر والأقلام والحماس، ولم يبق إلا “كل شىء: الكتابة والترتيب والتبويب والإعادة والمراجعة والتوثيق!! ثم إنى أحلم وأنا أكتب هذا الموضوع بالذات أن ينزل علىّ فتحّ من البحر والغربة، أن أتجدد منطلِـقا فى حضن الخلاء والسماء والجبل، أتصورأنه فى هذا الكوخ البعيد المتفرد، قد يحدث كل ذلك، سوف تتاح لى الفرصة التى أنتظرها من زمن، كل ذلك قلته أو لم أقله وصل إلى زوجتى وهى صامتة ووجهها يزداد امتقاعا. خليط ٌمن التوجس والخوف والتردد والغضب والرفض، ولا أستبعد درجة من الاشفاق علىّ، وربما محاولة فهم. يصلنى جُمّاع كل هذا وهو أنها لا توافق بمنتهى البساطة والوضوح. على الرغم من أنها لم تعلن رأيها بعد، إلا أنى أعلنت عدولى عن كل ما قلت، عدلتُ راكضا نحو الناحية الأخرى: الاحتجاج الصامت، والانفصال المتجمد الحزين، حتى وددت لو بقيتُ جالسا فى مطعم محطة الوقود هذه حتى يحين موعد عودتنا إلى مصر، كنت مثل طفل يحرن بعد أن رفضت أمه الاستجابة لمطلبه الذى يعتبره الحياة ذاتها.
لا لا لا. المسألة تكررت بشكل بدأت أنشغل عليه، لم تعد بصيرتى فى هذا الجذب الملحّ تكفى أن تمنعه أو تحد من قفزاته العشوائية، كم مرّة شُددت هكذا إليه، فى فالورسين فى جبال الألب، فى ضاحية باريس ونحن نزور فرانسواز صاحبة ابنتى منى، فى أبيثيا وبونيار (شمال أسبانيا)، فى المنوات مقابل أبو صير، فى الفيوم، فى دهب، فى العين السخنة، فى أعلى المقطم حيث أكتب الآن؟ فى رأس الحكمة ، الانفعال الذى حلّ بى نتيجة موقف زوجتى الطبيعى من رغبتى هذه التى أرجّح أنها تعلم شطحها الناشز هو الذى نبّهنى من جديد إلى جدّية مسألتى هذه، ومع ذلك فكل هذه البصيرة، وهذا النظر وهذا التنبيه لا تمنعنى من الاستجابة للحنين إلى حضنه.
أنا لا أعرف ماذا كنت أفعل لو أن زوجتى وافقتنى.
الأرجح أننى سرعان ما كنت سأتبين أنه “ليس هو”، ثم نتشاجر لسبب أو لآخر، فلا نحن سافرنا، ولا أنا كتبت، ولا تحقق شئ من مزاعمى فى الإبداع وإعادة الولادة، والتجدد وهذا الكلام الكثير.
أنهينا أكل المسقعة والزيتون الأسود فى صمت تعرف زوجتى معناه ومضاعفاته، وانطلقنا إلى الشمال،
رحت أتابع لافتات تقول سالونيكى وأخرى كاتيرينا والثالثة “باراليا” من أعلى إلى أسفل على التوالى. (الأسفل هو الأقرب). الصمت يزداد ثقلا وثرثرة معا. صورة الكوخ تراودنى وكأنها “الحل”. لم يعد هناك أى شك فى أنى أمارس ـ طول الوقت ـ “برنامج الذهاب والعودة ” مع جذب متزايد نحو “الركن البعيد الصغير” “الواعد بنقلةٍ ما”؟ ليس مهما إلى أين، لكننى لا أستطيع أن أوقف هذا الإلحاح الواعد أن هذا الكوخ، هذا الركن الصغير القصى سوف أخرج منه مختلفا حتى لو لم أكتب حرفا. بالذات لو لم أكتب حرفا. لو رصدتُ كم عددا من المرات حرّك هذا الجذب المعاوِد خيالى نحو شئ ما، أمرٍ ما، كشفٍ ما، شئ لم أعرفه أبدا، لوجدتُها بلا حصر.
………………
………………
ونواصل الأسبوع القادم الفصل الرابع: (الفصل المفقود: 1) “ممَـرُّ حانَةٍ فى عطفةٍ مجهولةٍ بلا هُويةْ”(3)
ـــــــــــــــــــــــ
[1] – ترحالات يحيى الرخاوى: (2000) وتتضمن الترحالات: (الترحال الأول: “الناس والطريق”) و(الترحال الثانى: “الموت والحنين”) و(الترحال الثالث: “ذكر ما لا ينقال”) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والترحالات موجودة فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم.
افاق
خلقنا لنقر بالغيب
دون غلق الافاق
نكدح لنرضي
نكابد المجهول
نتلقي ومضات الغيب
التي تظلل المسار
يتعجل الانسان
الاحاطة
وهو لن يحيط
يظلم الحضور
بظن الوصول
وهو لن يصل
هو اعشي
لا يصبر
والصبر هو اداة الولوج
ولكن لماذا
ليعرف
ليعرف انه حمل امانة
غير مخير
الا ان يختارها
الامانة
ثم ماذا
يطمئن
بحتم الوصول
كل الشقاء
ينبع من وهم الوصول
ووهم الاحاطة
وضياع البوصلة
وفقدان الوصل
من رحم الآفاق
نبتت نبتة
تتخلق
تتمحور
تنطلق
تسبح
ثم أخري
من نفس النوع
تتكامل
ثم
تنسلخ
يخرج من بين
طياتها
كائن آخر
يعيد الكرة
يبقي من تعلم
تكافل
ادرك
ثم جاء
الحيوان الناطق
حمل كل الثقل
وعي
لا مفر
من ابتلي
بحتم الالم
الصبر
العجز
القدرة
عبر
ولكن
المصير
هو هو
اذا انسلخ
.وقد انسلخ !!!