الدستور
11-8-2010
تعتعة الدستور
بيل “عز” & جيتس “ساويرس”، و”موائد الرحمن” المليارديرية
يأتى رمضان الكريم، فيسارع بعض الأثرياء الطيبين من المسلمين خاصة بانتهاز الفرصة للتكفير عن الذنوب، وإخراج الصدقات، وتفطير الصائم الفقير، وأعمال أخرى خيّرة ورائعة، وكل هذا طيب ومشكور ومقبول ما حسنت النية وخلص الأداء بإذن الله.
لكن….. ماذا يتبقى بعد ذلك؟ هل هو موقف موسمى كريم ودمتم، أم أنها قضية جوهرية ، ننساها بُعيْد ان تذكرنا بها مناسبة طيبة مثل رمضان، الذى أعتبر أن أهم رسالة يمكن أن تصل من خلاله هى : ” احتمال الإفاقة، لإعادة النظر”؟
إن لم يتبق من رمضان ما يجعلنا نعيد النظر فى كل ما نأتى وما نذر ما بين رمضان ورمضان، حتى نهاية الرمضانات، فلن يكون رمضان إلا مناسبة عابرة لها عمرها الافتراضى الذى ينتهى بانتهاء هذا الشهر الكريم. نعم : إن لم يتبق من رمضان ما يغير موقفنا من أموالنا، وحقيقة توظيف ديننا، ومدى قدرتنا على حمل أمانة ما نحمل، فكل هذه التصرفات الطيبة يمكن أن ينقلب عائدها إلى عكس ظاهرها.
الذى أتمنى أن يتبقى من رمضان إلى رمضان فرمضان هو االإجابات المفيدة المفيقة على أسئلة معادة مثل :
هل الشخص الثرى جدا (وغير الثرى) يملك معدتين أم معدة واحدة؟
وهل هو يستطيع أن يملأ هذه المعدة – بكل ما لذ وطاب – أكثر من مرتين أو ثلاثة يوميا ؟
وهل هو – شخصيا- فى حاجة إلى كل ما عنده، مما هو عنده، إن نجح أن يحصى ما عنده؟
وهل موائد الرحمن – وأنا أرحب بها وقد جربتها شخصيا ضمن – الناس المنتفعين– لأختبر الكرم والإهانة معا– هى الكفارة والحل؟!!
فى الوقت الذى تتمادى فيه سلطات المال للمال والاستعمال والاستغلال لامتلاك كل أدوات وكنوز ومقاليد السيطرة والتكاثر والتراكم والاغتراب، تتحرك القوى الخيرة والإبداعية والإيماينة بنفس الأدوات عبر العالم لتعلن إعادة النظر فى كل شىء، وخاصة فى دور المال وموقف صاحبه منه ومن الناس.
هل يمكن أن يمثل رمضان، عهدا جديدا بينك وبين ربك، بينك وبين ذويك، بينك وبينك وأنت قائم على أمانة مالك، فتبدأ من أول رمضان الحالى فى ممارسة نوع آخر من العطاء يستمر حتى رمضان القادم فبعد القادم إلى نهاية العمر، فتشارك فى “عهد العطاء” الممتد بإذن الله وفضل الخيرين فى العالم؟
هذا الشعار (عهد العطاء) هو الشعار الذى صكه “بيل جيتس” وهو يبدأ مع صديقه الملياردير وارن بافيت ما أسموه “عهد العطاء”.
“المائدة” تفرش وتطوى، والأكل يوضع ويختفى، لكن “العهد” باق وممتد (العهد عهد الله).
“عهد العطاء” يعلن تغيـّرا نوعيا فى علاقة الأثرياء جدا جدا بأموالهم ثم بالناس، هل يمكن أن نصدق أننا على وشك الدخول إلى عهد جديد يعـِدُ بمواجهة إبداعية غير مسبوقة من الخيرين القادرين من البشر، ليواجهوا ما آل إليه الحال من سطوة المال المغترب فى صورة كنوز الذهب، وأموال البنوك، وأنياب السلطات، ورأسمالية المعلومات، وجرائم المافيا (الحاكم الحقيقى) وكانيبالية الحروب (أكلة لحوم البشر) ؟
خبر الأسابيع القليلة السابقة فى معظم الصحف يقول:
” … بيل جيتس (شركة مايكروسوفت) يتزعم حملة لإقناع أثرياء العالم بالتبرع بنصف ثرواتهم للخير، وقد أطلق عليها هو وبعض رفاقه الأثرياء جدا “عهد العطاء”، وقد انضم إليه وارن بافيت الملياردير الأمريكى، لإقناع الأثرياء بالتبرع بنصف ثرواتهم على الأقل للمؤسسات الخيرية، ويطلب الرجلان، من الأثرياء التبرع خلال حياتهم، أو أن يوصوا بتنفيذ ذلك عند موتهم، وقد استجاب عدد منهم فعلا.
تعهد بافيت أن يذهب النصيب الأكبر من أمواله وممتلكاته إلى مؤسسة جيتس الخيرية، وهو الذى قال: “إنه لم تمر عليه فى حياته لحظة أسعد من تلك التى قرر فيها عام 2006 التبرع لأعمال الخير بنحو 99% من ثروته التى تبلغ 46 مليار دولار”. وقدم بيل جيتس وزوجته 28 مليار دولار لأعمال الخير عبر العالم. يذكر أن بيل جيتس، كان قد احتل المركز الثانى فى قائمة فوربس لأغنياء العالم فى 2010، بثروة تُقدر بنحو 53 مليار دولار.
وبعد
يا ترى مَن مِنِ أثريائنا من سوف يبدأ فى المشاركة فى “عهد العطاء” هذا أو ما يماثله؟ المهندس الفاضل الشاطر أحمد عز، أم المهندس المصرى الطيب نجيب ساويريس؟ أم مَن؟
عموما: رقم موبايل بيل جيتس هو : 016444444444& أما وارن بافيت فرقمه هو 012777777777، لمن يحب من أثريائنا أن يتأكد من الخبر.
فإن ثبت خطأ الأرقام فليستشيروا “سيدنا جوجل” رضى الله عنه، فهو مشارك أساسى فى “عهد العطاء” بثروة المعلومات التى يتيحها لنا مجانا.