نشرة “الإنسان والتطور”
13-9-2009
السنة الثالثة
العدد: 744
بدلا من تعتعة الدستور
“كل واحد يتعتعت نفسه” !!
أوثانٌ (أصنام) حديثة، وحقوقٌ غير مكتوبة !!
اكتشفت أن التعتعة التى نشرت فى الدستور هذا الأسبوع، هى تحديث محدود للقصيدة الأخيرة من الفصل الأول للكتاب الثانى فى السيكوباثولوجى (شرح ديوان أغوار النفس) وهو الذى ينشر تباعا يومى الأربعاء والخميس من كل أسبوع، ووجدت أن نفس القصيدة – قبل التحديث الأخير – قد نشرت من حوالى ثلاثة أسابيع، وبالرغم من السماح بتكرار النشر فى بعض الأحيان، إلا أننى وجدت ذلك نوعا من الاستسهال الذى شككت أنه بدأ يتسرب إلى هذه النشرة، فرفضته، وقلت أكتب للنشرة تعتعة مستقلة ليس لها علاقة بما ينشر فى الدستور أو الوفد.
رحت أبحث فى أوراقى عن موضوعات كانت تخطر على بالى، فاسجل رؤوسها عناوين دون إضافة أو تفصيل، فانتبهت أن مجرد التفكير فى هذه العناوين، وطرح التساؤلات حولها، هو تعتعة كافية، فقررت أن تكون تعتعة اليوم بعض ذلك، فجمعت ما تيسر من عناوين، وحاولت تصنيف مجموعة منها تحت عنوان تقريبى هو: أوثان وحقوق أخرى
أولا: عن الأوثان
…. الصنم أو الوثن هو ما صنعه الإنسان واتخذه إلهً، ” وقد فرق بعض علماء المعاجم بين الصنم والوثن فقالوا:……: إن الصنم ما كان له صورة أما الوثن فهو مالا صورة له”‘ لهذا فضلت استعمال كلمة وثن عن كلمة صنم.
كلمات بلا حصر شاعت مؤخرا عبر العالم، كله لا تكاد تنطقها ثم تنظرلسامعك أو لمن حولك حتى تجد التسليم، والخشوع، وأحلام اليقظة وعلامات البلاهة قد ارتسمت على من وصلتهم فتخدروا برنين جرسها ودمتم (فإياك أن تفتح فمك!).
فإذا تجرأت وفتحت فمك أنه “يجوز..”، أو “ربما يكون هناك رأى آخر… “أو” دعونا نفهم ما نقصد قبل أن نواصل المبارزة …“أو” هيا ننظر فيما آلت إليه تطبيقا، أو مؤخرا، إلخ إلخ، بمجرد أن تفعل ذلك،
تحيطك كل من:
نظرات الرفض
وأحيانا الاشمئزاز
ونادرا الشفقة
ثم يقفز تحفز الهجوم، مصاحب بالاستعلاء، والاستهانة،
وقد يصل الأمر إلى حد التكفير، أو الاتهام بالهرطقة (بالمعنى الأشمل):
ومن ذلك:
(بعض الأوثان الأحدث)
– الديمقراطية،!!!
– حقوق الإنسان،!!!
– حقوق الطفل،!!!
– حقوق المعوق،!!!
– العلم، والمنهج العلمى!!!
– محو الأمية،!!!
– الشعب!!!
– التنوير..!!!
– (إللى بالى بالك!!)
– إلخ،
هل لاحظت بالله عليك كم تعجبتَ، ثم رفضتَ، أن تُفتح أى من هذه الملفات أصلا؟
بمجرد أن يوجد ملف غير قابل للفتح فهو “وثن” مهما بلغ عدد المؤمنين به، لو إجماعا، ومهما وصلت درجة تقديسه، أو تسليم عقولنا له، أو قبولنا به، أو حتى تسميته باسم مقدس أو “ضد- مقدس” حتى التقديس.
(ملحوظة: يقع كثير من ذلك تحت لفظ “ايديولوجيا”!)
هل يعدُ باب التعتعة بفتح هذه الملفات؟
وارد،
ربنا يستر.
(ملحوظة: الكاتب يقبل كثيرا من هذه الأوثان باعتبارها آلهة وسطى “تصبيرية” قد تؤدى بعد انتهاء عمرها الافتراضى وإثبات فشلها، إلى السعى إلى الحق الإله مفتوح النهاية اللا- وثن؟ (صلى اله على سيدنا إبراهيم عليه السلام)
ثانيا: عن الحقوق
الحق، هو قانون يسمح لك بالوعى بدرجة ما بطبيعة وأبعاد برامج بقاء نوعك – بفضل الحق تبارك وتعالى – مستمرا (حيا) ومتميزا بما حققته الحياة لك لتكون أحد أفراد هذا النوع الخاص المسمى “الإنسان”، متطورا إلى ما بعده، ما أمكن ذلك.
(ملحوظة: الحق لا يحتاج أن تطالب به، فهو يُطلق ولا يمنح، فقط :هو يستلزم الفرص الطبيعية لممارسته)
(ملحوظة أخرى: أما الحقوق المكتوبة فى المواثيق، والمترددة فى المحاكم، والمتاجر بها فى السياسة، فهى إما من الحقوق الأوثان، أو الحقوق الجاهزة للتوثين)
ذكر بعض الحقوق الطبيعية، والأخرى، والغامضة أحيانا:
– الحق فى الحياة (يكتسب قبل أن تولد، بمجرد التلقيح)
– الحق فى سلامة الوظائف الفسيولوجية الأساسية (التنفس – الأكل – الشرب – الإخراج- النوم- العرق)
– الحق فى الجنس للجنس (والتكاثر)
– الحق فى الأمن
– الحق فى الحركة (الذى يتطور أحيانا إلى الحق فى الصلاة والرقص)
– الحق فى الاستمرار
– الحق فى الشوفان
– الحق فى الاحترام (فعلا سرا وعلانية)
– الحق فى العدل (المكتوب وغير المكتوب)
– الحق فى الجنس للتواصل
– الحق فى الجنس إبداعا
– الحق فى التميز “أنا غيرك”
– الحق فى اللاتمييز (الحق فى الانتماء: أنا مثلك)
– الحق فى إدراك الصورة دون رمزها (الإدراك الكلى بغير ترميز)
– الحق أن يصلك اللحن بلا أنغام
– الحق فى الخطأ
– الحق فى فتح ملف المجهول
– الحق فى الامتداد إلى المجهول
– الحق فى عدم الحصول على إجابة
– الحق فى الامتناع عن الإجابة (عجزا أو تحفظا)
– الحق فى الانفصال
– الحق فى الاتصال
– الحق فى التناغم نابضا إلى الكون الأعظم (الإيمان) فوجه الحق تعالى
– الحق فى الحزن (دون سبب)
– الحق فى المعرفة العادية، وفى المعرفة الأخرى
– الحق فى الحب (بأى معنى وبكل معنى)
– الحق فى التناغم الإيمانى (يبدو أنه مكرر: أحسن !!)
– الحق فى الإبداع (دون إنتاج إبداعى، أو بما تيسر)
– الحق فى الفرح
– الحق فى الفرحة (غير الفرح)
– الحق فى الاختلاف (حتى لو وحدك)
– الحق فى الخوف (دون سبب ودون إعاقة)
– الحق فى النقد (لأى أحد ولأى رأى ولأى موقف)
– الحق فى العمى، (النفسى = استعمال الدفاعات لا شعوريا)
– الحق فى الدهشة
– الحق فى الضعف
-..إلخ
خاتمة
أثبتُّ هذه العناوين كما هى (تقريبا)، دون وعد بالعودة إليها
“وكل واحد يتعتع نفسه”!