نشرة “الإنسان والتطور”
الاثنين : 18 -11-2013
السنة السابعة:
العدد: 2271
الكتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (81)
طبيعة التغيّر، والشغل فى المستحيل، من العلاج الجمعى (2)
جلسة :25-7-2012
قبل قراءة النشرة
- أبدأ بدعوة كل اصدقاء الموقع للمشاركة بالاستجابة للعبة، وإرسال مشاركاتهم قبل قراءة استجابات المرضى والمعالجيين، مكتفين بعينة الأسبوع الماضى (نشرة 10-11-2013 الوعى الجماعى: حيرة تحتاج إلى عودة).
- ثم أدعوهم لقراءة الاستجابات مجتمعة
- ثم واحدة واحدة
- وأخيرا: أطمع فى تسجيل دلالة ما وصلهم بالنسبة لبعض الاستجابات، أو كلها، مع ذكر الاسم
اللعبة:
أنا خايف أتغير لحسن ……..
أنا مستحيل أتغير علشان ……….
أنا نـِفسى أتغير لكن ……….
استهلال:
بعد مقدمة وشغل فى المجموعة عن صعوبة التغيير، والرغبة فيه فى نفس الوقت، واحتمال استحالته أيضا، ظهر اقتراح هذه اللعبة وهى لعبة من نوع آخر، إذ يقول فيها المشارك ثلاث جمل متلاحقة، مختلفة، ويكملها بسرعة وتلقائية كيفما اتفق، وقد جرت على الوجه التالى:
بدأت الزميلة المتدربة د. هبة التى رضيت بالمشاركة، وأيضا بالبدء، لأنها هى التى كانت تحاول مع محمد الليثى وتشجعه على التغيير والانتصار على مقاومته، فطرح المدرّب (القائد) عليها أن تبدأ بنفسها لتتعرف على مدى الصعوبة أولا ، وقد قبلت ولم تستعمل حق الاعتذار (النور الأحمر للمتدرب أنظر: نشرة 19-3-2013 مستويات وأنواع الإشراف.)
د.هبه: ياعبير أنا خايفه أتغير لحسن أبقى لوحدى
د.هبه: يا عبير أنا مستحيل أتغير علشان أنا جبانه
د.هبه: ياعبير أنا نفسى أتغير لكن محتاجه حد يساعدنى
عبير: يا سحر أنا مستحيل أتغير علشان أنا جبانه
عبير: يا سحر أنا نفسى أتغير لكن مش عارفه
عبير: ياسحر أنا خايفه أتغير لحسن أبقى أوحش
سحر: يا مدام فاطمه أنا نفسى أتغير لكن اللى حواليا بيمنعونى
سحر: يا مدام فاطمه أنا مستحيل أتغير علشان أنا مش غلط
سحر: يا مدام فاطمه أنا خايفه أتغير لحسن أبوظ الدنيا أكتر ما هى بايظه
فاطمه: يا ابتسام أنا خايفه أتغير لحسن ماعرفشى
فاطمه: يا ابتسام أنا مستحيل أتغير علشان معرفشى
فاطمه: يا ابتسام أنا نفسى أتغير لكن باحاول بس مش عارفه
ابتسام: يا هند أنا مستحيل أتغير علشان شخصيتى عجبانى
ابتسام (1): يا هند أنا خايفه أتغير لحسن أخسر حاجه
هند: يا مصطفى أنا مستحيل أتغير علشان أنا تعبت من التغيير
هند: يا مصطفى أنا خايفه أتغير لكن مش لاقيه فايده
هند: يا مصطفى أنا نفسى أتغير لكن تعبانه
مصطفى: يا ليثى أنا نفسى أتغير لكن فايدة التغيير سلبيه أو إيجابيه
مصطفى: يا ليثى أنا خايف أتغير لحسن ماكنش عامل حساب نسبة التغيير أو قادر عليها
مصطفى: أنا مستحيل أتغير علشان التغيير بيبقى قاسى شويتين
الليثى: يا محمد أنا نفسى أتغير لكن مش لاقى حاجه فيـّا عاوزه تغيير
الليثى: يا محمد أنا مستحيل أتغير علشان مش لاقى تغيير
الليثى: يا محمد أنا خايف أتغير لحسن أكون أسوأ من كده
محمد: يا د.إلهام أنا خايف أتغير لحسن أبعد عن نقطة الأمان والراحه
محمد: يا د. إلهام أنا مستحيل أتغير علشان مش عارف أتكيف
محمد: يا د. إلهام أنا نفسى أتغير لكن أخاف من الفشل
د.إلهام: يا رأفت أنا خايفه أتغير لحسن التغيير أكبر منى
د.إلهام: يا رأفت أنا نفسى أتغير لكن ماباعملش حاجه علشان أتغيّر
د.إلهام: يا رأفت أنا مستحيل أتغير علشان إنت مش حاتساعدنى
رأفت: يا مدام شريفه أنا نفسى أتغير لكن مافيش وقت للتغيير
رأفت: يا مدام شريفه أنا مستحيل أتغير علشان هى ديه طبيعتى ومش حاغيرها
رأفت: يا مدام شريفه أنا خايف أتغير لحسن ماحسش بالأمان
شريفه: يا د.نهى أنا خايفه أتغير لحسن أرجع لنقطة البدايه
شريفه: يا د.نهى أنا مستحيل أتغير علشان أحافظ على الأسرة والأولاد
شريفه: يا د.نهى أنا نفسى أتغير لكن أبويا وحشنى أوى
د.نهى: يا طاهر أنا خايفه أتغير لحسن أتغير للأوحش
د.نهى: يا طاهر أنا نفسى أتغير لكن قلقانه
د.نهى: يا طاهر أنا مستحيل أتغير علشان أنا مبسوطه بنفسى كده
طاهر: يا د.يحيى أنا خايف أتغير لحسن مش قادر أتغير
طاهر: يا د.يحيى أنا مستحيل أتغير علشان ماعنديش إراده للتغيير
طاهر: يا د.يحيى أنا نفسى أتغير لكن ماعنديش ثقه بنفسى
د.يحيى: يا عبير أنا خايف أتغير لحسن أروح فى ستين داهيه
د.يحيى: يا عبير أنا نفسى أتغير لكن بشروطى
د.يحيى: أنا مستحيل أتغير علشان أنا حمار
أولاً: التعليق العام:
حاولت أن أجمع ما أمكن مما ورد عن الموقف من “التغيير” بصفة عامة سواء من حيث “الرغبة فيه” أو “الخوف منه” أو “تصور استحالته“، وما أثار ذلك من مشاعر وأفكار مشتركة، أو متقاربة بغض النظر عن الرغبة فيه أو الخوف منه أو استحالته، وفى ذلك ما فيه طبعا عن تداخل وتقريب شديدين، لكنه قد يعين فى إلقاء بعض الضوء.
- من البداية يبدو أنه قد وصل للجميع كيف أن التغيير قد يحمل نقلة تهدد بالوحدة كما أعلنت د. هبة منذ البداية، وهى تلتقط أن التغيير يهددها بالوحدة (لحسن أبقى لوحدى)، ربما بمعنى أنها ستكون مختلفة بالنسبة لمن تعود عليها “هكذا” قبل التغيير، ونظرا لهذا التحفظ فهى تعلن احتياجها لمن يأخذ بيدها (محتاجة حد يساعدنى).
- ثم إن التغيير بداية من د. هبة أيضا بدا مخيفا، حتى إذا زاد الوعى بالخوف يمكن أن يصبح مستحيلا، ومن ثم أعلنت د. هبة (عشان أنا جبانة) وقد شاركها فى الخوف من التغيير رأفت، (لحسن ما أحسش بالأمان) ونهى (لكن قلقانة)، ثم عبير التى أعلنت خوفها بنفس العبارة (عشان أنا جبانة)
- ثم إنه حين يصبح التغيير قضية مطروحة على الوعى، وليس نتاجا لعملية جارية، يمكن أن يعلن من يعتزمه حاجته للمساعدة كما قالت د. هبة، أو يعلن عجزه عن معرفة السبيل إليه كما أعلنت عبير (لكن مش عارفة) لكن العجز الصريح بدا أكثر مباشرة عند فاطمة، سواء وهى تعلن رغبتها فى التغيير(لكن باحاول بس مش عارفه)، أو خوفها من عجزها عن إنجازه (لحسن ماعرفشى) أو استحالته (عشان ما اعرفشى) كذلك الحال مع “طاهر” (مش قادر أتغير) (ماعنديش إراده للتغيير) (ماعنديش ثقه بنفسى)
- أما الحذر من التغيير لاحتمال أن يكون إلى أسوأ فقد عبرت عنه بصراحة عبير “أنا خايفه أتغير لحسن أبقى أوحش”، وكذلك سحر: “أنا خايفه أتغير لحسن أبوظ الدنيا أكتر ما هى بايظه” وأيضا : ابتسام: يا هند أنا خايفه أتغير لحسنأخسر حاجه، وأيضا د.نهى: يا طاهر أنا خايفه أتغير لحسن أتغير للأوحش، وأخيرا الليثى: ثم الليثى: يا محمد أنا خايف أتغير لحسن أكون أسوأ من كده، وأخيرا رأفت: يا مدام شريفه أنا خايف أتغير لحسن ماحسش بالأمان.
- ثم يأتى إعلان رفض التغيير والتمسك بالحال الراهنة بمعنى “أنا كده كويس“، أو “الطيب أحسن“، أو ما هو أقرب إلى : “إللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش“، ورد ما يفيد ذلك متواترا عند: سحر: يا مدام فاطمه أنا مستحيل أتغيرعلشان أنا مش غلط ، وابتسام: يا هند أنا مستحيل أتغير علشان شخصيتى عجبانى، والليثى: يا محمد أنا نفسى أتغير لكن مش لاقى حاجه فيـّا عاوزه تغيير، ثم رأفت: يا مدام شريفه أنا مستحيل أتغير علشان هى ديه طبيعتى ومش حاغيرها، وأخيرا د.نهى: يا طاهر أنا مستحيل أتغير علشان أنا مبسوطه بنفسى كده.
- ثم خذ عندك الاستصعاب وتجنب التعب والإنهاك فقد تكرر كما يلى، قالت ، شريفه: يا د.نهى أنا خايفه أتغير لحسن أرجع لنقطة البدايه ، هند: يا مصطفى أنا “مستحيل أتغير علشان أنا تعبت من التغيير“، يا مصطفى “أنا نفسى أتغير لكنتعبانه“، مصطفى: أنا مستحيل أتغير علشان التغيير بيبقى قاسى شويتين.
- ثم تظهر فكرة حسابات التغيير وشروطه : فيقول مصطفى: يا ليثى أنا نفسى أتغير لكن فايدة التغيير سلبيه أو إيجابيه وأيضا: مصطفى: يا ليثى أنا خايف أتغير لحسن ماكنش عامل حساب نسبة التغيير أو قادر عليها د.يحيى: يا عبير أنا نفسى أتغير لكن بشروطى وبشكل غير مباشر شريفه: يا د.نهى أنا مستحيل أتغير علشان أحافظ على الأسرة والأولاد.
- وأخيراً: “استجابات أخرى”: فقد وردت استجابات “أخرى” لم أستطع أن أدرجها فيما سبق، أو كان لها أكثر من دلالة فأوردها هنا مستقلة ومعها الاحتمال الذى خطر لى.
سحر: يا مدام فاطمه أنا نفسى أتغير لكن اللى حواليا بيمنعونى، (تبرير)
شريفه: يا د.نهى أنا نفسى أتغير لكن أبويا وحشنى أوى (اعتمادية أو نكوص) د.يحيى: أنا مستحيل أتغير علشان أنا حمار (عناد وإصرار)
هند: يا مصطفى أنا خايفه أتغير لكن مش لاقيه فايده (يأس)
ثانياً: قراءة حالة حالة:
لم أقتنع بكفاية هذه المحاولة البدئية حيث وصلنى أن استجابات كل فرد مجتمعه تمثل وحدة متكاملة، قد تفسر بعضها بعضها، أكثر من جمع مشاعر مشتركة ربما يكون وصفها بنفس اللفظ: “خائف” مثلا، مختلفا فى شخص عن حضوره فى سياق آخر عند شخص آخر.
فقررت أن أكمل محاولة قراءة استجابة كل فرد على حده باعتباره كيان قائم بذاته
فجاءت النتيجة على الوجه التالى:
د.هبه: ياعبير أنا خايفه أتغير لحسن أبقى لوحدى
د.هبه: يا عبير أنا مستحيل أتغير علشان أنا جبانه
د.هبه: ياعبير أنا نفسى أتغير لكن محتاجه حد يساعدنى
الزميلة هنا تعلن بصدق خوفها من الوحدة بعد مشوار تكوينها طالبة متفوقة كاملة التأهيل (دكتورة!!) حضرت هكذا، فى عيون ووجدان من يعرفونها، وبالتالى فالتغيير قد يعرضها للوحدة وهى تبدأ من جديد، فهى من حقها أن تعتبر التغيير مستحيلا، وأن تحتاج لمساعدة لو كان التغيير ضروريا خاصة فى مهنتها الجديدة، وهذا هو ما يلوح باستمرار حالة كونها متدربة، وهذا ما يبرر قاعدة “النور الأحمر” (نشرة 19-3-2013 مستويات وأنواع الإشراف)..
*****
عبير: يا سحر أنا مستحيل أتغير علشان أنا جبانه
عبير: يا سحر أنا نفسى أتغير لكن مش عارفه
عبير: ياسحر أنا خايفه أتغير لحسن أبقى أوحش
عبير أيضا تعلن تخوفا مشروعا من التغيير، وأنها لا تعرف الطريق (الأسلم) إليه مهما كانت تريده، فهى تخشى أن يكون إلى الأسوأ، ومن يضمن لها إلى أين.
سحر: يا مدام فاطمه أنا نفسى أتغير لكن اللى حواليا بيمنعونى
سحر: يا مدام فاطمه أنا مستحيل أتغير علشان أنا مش غلط
سحر: يا مدام فاطمه أنا خايفه أتغير لحسن أبوّظ الدنيا أكتر ما هى بايظه
بدأت سحر بالتبرير، ووضع اللوم على المحيطين، ونفى احتمال التقصير أو التردد من ناحيتها “أنا مش غلط“، لكنها اعترفت أن كل ذلك هو تحوّط لما تنتظره من احتمال أن تتغير إلى ما هو “أبوظ” مما هى فيه وهى تراها “بايظه” جاهزة!.
فاطمه: يا ابتسام أنا خايفه أتغير لحسن ماعرفشى
فاطمه: يا ابتسام أنا مستحيل أتغير علشان ماعرفشى
فاطمه: يا ابتسام أنا نفسى أتغير لكن باحاول بس مش عارفه
فاطمة تعلن عجزها، ولا يصح – بناء على ذلك – الشك فى أنها تحاول، وأنها ترغب فى التغيير لكنها تعترف بتواضع أنها لا تستطيع، وأن عدم استطاعتها هذه قد تصل إلى قبولها استحالة التغيير.
ابتسام: يا هند أنا مستحيل أتغير علشان شخصيتى عجبانى
ابتسام: يا هند أنا خايفه أتغير لحسن أخسر حاجه
الموقف هنا شديد الوضوح من حيث تمسك ابتسام بما هى عليه وهذا موقف لا تلام عليه، بل إن فرصة التغيير لمن يعلنه هكذا ومع ذلك يسمح أن يعرّض نفسه لاحتمال التغيير تعطى أملا أقوى وأكثر موضوعية.
هند: يا مصطفى أنا مستحيل أتغير علشان أنا تعبت من التغيير
هند: يا مصطفى أنا خايفه أتغير لكن مش لاقيه فايده
هند: يا مصطفى أنا نفسى أتغير لكن تعبانه
تبدو هند منهكة، لا أستطيع أن أجزم إن كانت تعبت لأنها تغيرت كثيرا من قبل ولم تنجح المحاولة، أم لأنها لم تحصل على مقابل يستأهل تعبها، أو ربما تغيرت إلى أسوأ، فلماذا التعب الآن، فهى تعلن من البداية أنها منهكة.
مصطفى: يا ليثى أنا نفسى أتغير لكن فايدة التغيير سلبيه أو إيجابيه؟
مصطفى: يا ليثى أنا خايف أتغير لحسن ماكنش عامل حساب نسبة التغيير أو قادر عليها
مصطفى: أنا مستحيل أتغير علشان التغيير بيبقى قاسى شويتين
مصطفى يبدوا حريصا فى خطواته، لا هو مندفع مدع الرغبة فى التغيير مهما كانت الصعوبات، ولا هو منهك أو متقاعس عنه، وهو يعلن أنه يحسبها إيجابية أو سلبية، وأيضا يحسب نسبة التغيير، وكأن ذلك ممكنا، ويبدو أنه يبرر مسبقا (أو من تجارب سابقة) قسوة العملية.
الليثى: يا محمد أنا نفسى أتغير لكن مش لاقى حاجه فيـّا عاوزه تغيير
الليثى: يا محمد أنا مستحيل أتغير علشان مش لاقى تغيير
الليثى: يا محمد أنا خايف أتغير لحسن أكون أسوأ من كده
وقفة ضد التغيير، يمكن أن يسرى عليها ما قلناه فى حالة ابتسام
محمد: يا د.إلهام أنا خايف أتغير لحسن أبعد عن نقطة الأمان والراحه
محمد: يا د. إلهام أنا مستحيل أتغير علشان مش عارف أتكيف
محمد: يا د. إلهام أنا نفسى أتغير لكن أخاف من الفشل
محمد صادق أيضا وهو يعلن أن السلامة أولا، ويعترف باحتمال عجزه، وهو يخاف من الفشل وأكرر أن مثل هذا الموقف ليس سلبيا، بل إنه قد يكون أقرب إلى الموضوعية فهو لا يتنافى مع فرصة صاحبه فى التغيير الحقيقى مادامت الفرصة متاحة.
د.إلهام: يا رأفت أنا خايفه أتغير لحسن التغيير أكبر منى
د.إلهام: يا رأفت أنا نفسى أتغير لكن ماباعملش حاجه علشان أتغيّر
د.إلهام: يا رأفت أنا مستحيل أتغير علشان إنت مش حاتساعدنى
حسبة موضوعية أخرى، واعتراف متواضع بعدم بذل جهد كاف وتخوف من أنه لو جرى التغيير اعتمادا على آخر يلوح بالمساعدة فإن هذا الآخر قد يتخلى دون إنذار، وهى حسبة موضوعية لا تتعارض مع صدق المحاولة أو فرصة التغيير.
رأفت: يا مدام شريفه أنا نفسى أتغير لكن مافيش وقت للتغيير
رأفت: يا مدام شريفه أنا مستحيل أتغير علشان هى ديه طبيعتى ومش حاغيرها
رأفت: يا مدام شريفه أنا خايف أتغير لحسن ماحسش بالأمان
يعلمنا رأفت أن التغيير ليس زرا نضغط عليه ، فننقلب إلى ما نريد،
ولكنه عملية تحتاج إلى وقت طويل، هكذا النمو، والنمو هو التغيير المتكرر إلى أحسن، صحيح أن كل دورة لها بداية تغير نوعى، لكنها لا تساوى شيئا إن يتواصل التشكيل، ويبدو أن رأفت يستشعر عدم الأمان لإمكانية الحصول على الوقت الكافى فى هذه المغامرة فيرضى بطبيعته الحالية التى يهددهها التغيير.
شريفه: يا د.نهى أنا خايفه أتغير لحسن أرجع لنقطة البدايه
شريفه: يا د.نهى أنا مستحيل أتغير علشان أحافظ على الأسرة والأولاد
شريفه: يا د.نهى أنا نفسى أتغير لكن أبويا وحشنى أوى
التغيير الحقيقى هو إعادة ولادة، ونقطة البداية فيه تكون عادة بتحول نوعى، ثم يكتمل، والرجوع هنا ليس رجوعا بمعنى النكوص، وإنما بمعنى بداية دورة جديدة، وفى نفس الوقت تنتبه شريفة إلى ما يمكن أن يعيق عملية التغيير، وبوجه حق، ومن ذلك مسئوليات الواقع، وأهمها مؤسسة الأسرة، وبالنسبة للأم يأتى الأولاد فى المقدمة، بحيث يمكن أن تفضل شريفة قبول استحالة التغيير حرصا على استمرار مسئوليتها الحالية،
أما استوحاشها لأبيها فلم أجد له تفسيرا إلا أن يكون تخفيفا عنها لقبولها عدم التغيير (استحالته).
د.نهى: يا طاهر أنا خايفه أتغير لحسن أتغير للأوحش
د.نهى: يا طاهر أنا نفسى أتغير لكن قلقانه
د.نهى: يا طاهر أنا مستحيل أتغير علشان أنا مبسوطه بنفسى كده
نهى راضية عن نفسها “كده” فلماذا التغيير، فتنضم بذلك إلى ابتسام والليثى، ومع ذلك فهى تعطينى الفرصة لأن أنبه مرة أخرى إلى ضرورة قبول هذه البداية بتحديد ما هو “هنا والآن” للانطلاق منه إذا لزم الأمر، وحينئذ يظهر القلق مع بداية حركية التغيير ويلوح الحذر من احتمال أن يكون مآل التغيير إلى الأسوأ
طاهر: يا د.يحيى أنا خايف أتغير لحسن مش قادر أتغير
طاهر: يا د.يحيى أنا مستحيل أتغير علشان ماعنديش إراده للتغيير
طاهر: يا د.يحيى أنا نفسى أتغير لكن ماعنديش ثقه بنفسى
يبدو أنه قد وصل إلى طاهر كم أن التغيير صعب، فأعلن بتواضع عجزه عن اقتحام التجربة، مرجعا ذلك إلى افتقاده لإرادة لها مواصفات خاصة، أسماها “إرادة التغيير”، ثم هو يؤكد موقفه بتبرير آخر، فى نفس اتجاه أقرب إلى التواضع والموضوعية منه إلى العجز، بأنه يفتقر إلى الثقة بالنفس، وهذه أيضا هى مجرد البداية وليست النهاية الثقة بالنفس.
د.يحيى: يا عبير أنا خايف أتغير لحسن أروح فى ستين داهيه
د.يحيى: يا عبير أنا نفسى أتغير لكن بشروطى
د.يحيى: أنا مستحيل أتغير علشان أنا حمار
لا أعرف إلى أى مدى يحق لى التحدث عن استجابتى شخصيا، لكننى أحاول إلى أن يحاول غيرى: يبدو أن الاستجابة تعلن إدراك حجم المخاطرة بتغيير حقيقى، ثم ربما لذلك، يلزمها حسابات وشروط، قد تلغى جوهر التغيير الذى من قواعده الأساسية أن يكون إلى مجهول، أما أن تطرح بعد ذلك استحالة التغيير الحقيقى حتى بحجة عدم توفر شروطه، فلا يقع اللوم إلا غباء (وحمورية) من وضع الشروط.
وبعد
لست راضٍ تماما عن ما قدمت من اجتهاد لا يعدو أن يكون مجموعة فروض لا تتحق أو تتغير إلا بالممارسة.
هذا علما بأن كل ما ورد هنا من اجتهادات وتفسير لم تخطر على بالى بهذا الشكل نهائيا أثناء الجلسة ولا بعد اللعبة مباشرة التى جرت منذ عام ونصف تقريبا، كما أنه غير مطروح أصلا أن نناقش فى المجموعة – بحسب منهجنا – تفسير استجابات أية لعبة بهذا الشكل، ولا بغير هذا الشكل، وكل ما نقوله بعد كل لعبة هو أن نطرح سؤالا يقول:
“حد وصلّه حاجة جديدة”؟
ونضيف أحيانا:
“عن نفسه، أو عن غيره، أثناء لعبه شخصيا أو أثناء متابعة الآخرين، أو عن فكرة التغيير نفسها”.
ونكتفى بأن يقول البعض أنه وصله شئ ما، ثم نطلب منه أو نسمح له ألا يتحدث عنه (حتى لا تحرق عليه ما وصله بالتفسير) اللهم إلا إذا أصر أو كان مناسبا للانطلاق منه إلى تفاعلٍ نالٍ فى نفس الجلسة.
هذا، وقد لاحظنا أن طرح مثل هذه القضايا التى تبدو نظرية على المشاركين فى العلاج الجمعى بين الحين والحين قد يفيد فى جرجرتنا إلى ما يساعد على أن تزيد تعرفنا عنه، فقد يساعد هذا أو ذاك مثلا فى الاعتراف بصعوبة التغيير أو لزوم الوقت الكافى لإنجازه، وقد يخفف ذلك من إحباط من يتلهف على التغيير على حساب طبيعته الظاهرة، وأبعاد مسارها.
[1] – (يلاحظ هنا أن ابتسام)، لم تكمل اللعبة “أناعايزة اتغير لكن”، ولا أعرف لماذا لم أضغط عليها كما اعتدت، أو لعل استجابتها سقطت فى التفريغ.