نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 15-9-2013
السنة السابعة
العدد: 2206
الكتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (62)
كشف الطبيعة البشرية: لاحتوائها، وتنشيط جدل النمو
(الكراهية)
جاء فى نشرة الإثنين الاسبوع الماضى ما يلى:
يبدو أن المطلوب فى العلاج الجمعى هو أن نتعلم كيف نحافظ على الفطرة البشرية التى تمثل أرقى ما نعرف مما خلق الله تعالى من خلال استعمال كل البرامج البقائية التى أوصلت الإنسان إلى موقعه المكرّم هذا بفضل الله. هل معنى ذلك أننا لا بد أن نعرف مسبقا طبيعة الفطرة البشرية، وأبعاد تلك البرامج البقائية التى وردت فى الجملة السابقة، الإجابة الجاهزة هى: “نعم لابد”، أما الإجابة الواقعية التاريخية التطورية فهى ليست كذلك بالضرورة، فقد استطاعت الأحياء الأدنى (التى قاومت الانقراض واحد من كل ألف) ، دون تعليم منهجى!! أو بحث علمى!! أو تنظير مسبق!! أن تعرف فطرتها التى فطرها الله عليها، وأن تحافظ على بقائها بدون كل هذا، ما العمل؟
جاءنى الجواب على هذا التساؤل أن الأفضل أن أواصل التعريف بما عرفت، بنفس الطريقة التى عرفته بها (ما أمكن ذلك)، بمعنى: أن أنشر ما تيسر من خبرات وممارسات وتجارب وملاحظات أولا، وأحيانا حنبا إلى جنب مع ما يلزم من تنظير تدعيمى أو لاحق.
وعلى ذلك ففى هذه النشرة نواصل التعرف على الطبيعة البشرية من بعض خبرات العلاج الجمعى، والتجريب الموازى وذلك بمواصلة فحص الفروض المتعلقة بوجدان الكراهية – كمثال- بمعنى مدى وطبيعة وجدوى حضوره فى التركيب البشرى بعد أن حقق الإنسان كل هذا التقدم.
وقد انهيتها بوعد أن احاول تحريك الموقف البارنوى من خلال هذه اللعبة (لعبة الكراهية) فى العلاج الجمعى، مع ما يلزم من تحديث ومراجعة.
واليوم أبدأ بعرض نص واحد جرى فى جلسة للعلاج الجمعى، لألحقها غدًا بالشرح المناسب ثم بعد ذلك ربما عرضنا عينات استجابة الأسوياء سواء فى برنامج قناة النيل الثقافية (سر اللعبة) أو ما جاءنا من استجابات مكتوبة عبر هذا الموقع.
من جلسة العلاج الجمعى الأربعاء قصر العينى بتاريخ: 4-6-2008
د.يحيى (لعبد العزيز): هوّا انت يا عبد العزيز بتعرف تكره؟
عبد العزيز: اكره؟!!
د.يحيى: آه
عبد العزيز: آه
د.يحيى: سمعت حمدو وهو بيقولِّى ما باحبكش
عبد العزيز: هو قال انا نفسى امسك فى الدكتور يحيى
د.يحيى: طيب قبلها قال ما باحبكش، مش ده نوع من الكره
عبد العزيز: بس وهو بيقولها: كره يؤدى للحب وحب يؤدى للكره
د.يحيى: ايش عرفك؟
عبد العزيز: هى كده
د.يحيى: طب يلا اكرهنا عشان تحبنا انت قلت الكره يؤدى للحب والحب يؤدى للكره زى ما يكون كده بتمزك …… ايش عرفك يا واد الحاجات الكلام ده
عبد العزيز: دى حاجه طبيعيه
د.يحيى: ان الكره يؤدى للحب والحب يؤدى للكره؟
……………..
…………….
عبد العزيز: ايوه بس أنا مش مستعد ان انا اكره حد
د.يحيى: ما هو موجود الكره جوانا بس بيطلع ما دام ضامن يعنى إن فيه احتمال انه يؤدى للحب يبقى خير وبركة، تيجى تجرب انك بلاش تكره، نجرّب مجرد نسمح للكره اللى جوانا انه يطلع، الكره اللى جواك انه يطلع.
عبد العزيز: ايوه
د.يحيى: طيب ما تمارسه يا أخى يمكن بداية علاقة! إيه رأيك؟ يمكن لما نعرف نكره ما نقتلتش بعض، يا مَىْ انت سمعتى الجمله اللى جت على بقى بالصدفه دى: يمكن لما نعرف نكره ما نقتلش بعض
د.مى: آه، وضايقتنى
د.يحيى: برافو عليكى، ليه ضايقتك يا ترى؟
د.شريف: انا خايف تبقى هى اللعبه.. يمكن يا فلان اما اعرف اكرهك ….
د.يحيى: الله اكبر الواد وصل!! قال خايف تبقى هى اللعبة، شوف الذوق، يلا انت الريس يا عم شريف اقترح علينا اللعبة، ومين، ونلعبها مع كلنا ولا اختيار ولا زى ما انت عايز.
د.شريف: لأ انا مش حاقترحها طبعا
د.يحيى: ما انت قلتها خلاص
د.شريف: ما انا قلتها عشان
يحيى: يا راجل!! “يمكن يا فلان لما اعرف اكرهك” هه …. وبعدين أى كلام، زى ما اتعودنا
د.شريف: اى كلام
د.يحيى: عادى يعنى، دى لعبة كويسة قوى، ياللا نخلى اللى اقترحها بقى يقولها يمكن يا فلان لما اعرف اكرهك….، ونكمل اى كلام….. يلاّ يا شريف
د.شريف: العبها مع مين؟ مع اى حد؟
د.يحيى: كل الناس برافو عليك بجد والله ما كانت حاتخطر على بالى بالمنظر ده
د.شريف: طيب ابتدى يا حمدو
اللعبة:
يمكن لما أعرف أكرهك ….. “كمـّـل”
I “حمدو”:
حمدو: ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك متوهمش بيك
حمدو: يادكتور يحيى يمكن لما أعرف أكرهك تبعد بعيد عنى
حمدو: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك كل واحد يروح لحاله
حمدو: يادكتور شريف يمكن لما أعرف أكرهك تسيبنى فى حالى
حمدو: يادكتورة مى يمكن لما أعرف أكرهك تساعدينى
حمدو: ياسامية يمكن لما أعرف أكرهك أضربك
حمدو: (لنفسه) يمكن ياحمدو لما أعرف أكرهك ربنا يشفيك
II “سامية”:
سامية: يمكن يادكتور يحيى لما أعرف أكرهك مقدرش أبعد عنك
سامية: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك أسيبك فى حالك
سامية: يادكتور شريف يمكن لما أعرف أكرهك تبعد عنى
سامية: يادكتورة مى يمكن لما أعرف أكرهك تشفينى
سامية: ياحمدو يمكن لما أعرف أكرهك تبعد عنى
سامية: ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك أسيبك فى حالك
سامية: (لنفسها) يا سامية يمكن لما أعرف أكرهك نبقى مع بعض كويسين
III “د. مى”:
د.مى: ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك أقدر أفيدك اكتر
د.مى: يادكتور يحيى يمكن لما أعرف أكرهك هابطل أجى
د.مى: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك حازهق منك
د.مى: ياشريف يمكن لما أعرف أكرهك أقوم أضربك
د.مى: ياحمدو يمكن لما أعرف أكرهك يوصلك حاجة
د.مى: يا سامية يمكن لما أعرف أكرهك تحبينى أكتر
د.مى: (لنفسها) يا مى يمكن لما أعرف أكرهك تستريحى شوية
IV “د. شريف”:
د.شريف: يادكتور يحيى يمكن لما أعرف أكرهك أخاف أوى
د.شريف: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك أعالج أحسن
د.شريف: يامى يمكن لما أعرف أكرهك أفهمك
د.شريف: ياحمدو يمكن لما أعرف أكرهك أخاف عليك
د.شريف: ياسامية يمكن لما أعرف أكرهك تعرفينى أحسن
د.شريف: ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك تخف
د.شريف: (لنفسه) يا شريف يمكن لما أعرف أكرهك أشوفك أحسن
V “عبد العزيز”:
عبد العزيز: يادكتور يحيى يمكن لما أعرف أكرهك أخف
عبد العزيز: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك إنك تبقى غيرى
عبد العزيز: يادكتور شريف يمكن لما أعرف أكرهك إنى اكون صادق أكتر من الأول
عبد العزيز: يادكتورة مى يمكن لما أعرف أكرهك يمكن أخذ فرصه أكبر
عبد العزيز: ياحمدو يمكن لما أعرف أكرهك تبعد عنى
عبد العزيز: ياسامية يمكن لما أعرف أكرهك إنى أنا اقدر أحبك أكتر
عبد العزيز: (لنفسه) ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك إنك تبقى إنسان غير كده إنك تبقى حاجه
أحسن من كده
VI “د. يحيى”:
د.يحيى: ياشريف يمكن لما أعرف أكرهك أشوفك احسن
د.يحيى: يامى يمكن لما أعرف أكرهك أحبك أكتر
د.يحيى: ياحمدو يمكن لما أعرف أكرهك أستحمل وأكمل
د.يحيى: ياسامية يمكن لما أعرف أكرهك مارضاش باللى وصلت له، حاطلّع عينك
د.يحيى: ياعبد العزيز يمكن لما أعرف أكرهك حاتحايل عليك إنك تكمل الجروب الثانى معانا
د.يحيى: يامحمد يمكن لما أعرف أكرهك ماتخفّش
د.يحيى: (لنفسه) يا يحيى يمكن لما أعرف أكرهك نكمل سوا
*****
(المناقشة)
د.يحيى: حد وصله حاجه من اللعبة الصعبة أوى دى، حاجه غريبه يعنى غير اللى كان يعرفه! احنا عاوزين نطلع من اللعبة ديه من غير دروس وخطب وحاجات كده، نطلع بحاجة تتعلق باللى إبتدينا بيها بالوجع والتعب اللى حمدو فيه ومع ذلك بنكمل الشغل وقلة شغلك وقادر ومش قادر وأنا صدقتك بعد مالعبنا يعنى لما جينا نكره بعض ممكن الإتفاق ينفع ويتنفذ ممكن
عبد العزيز: ممكن
د. يحيى: حد وصل له حاجه من اللعبة ديه عن نفسه أو عن غيره ماكنش متصورها، آه ولاّ لأه
سامية: أنا وصل بس
د.يحيى: مش مهم إيه الى وصل بس وصل حاجه عنك وعن الأخرين
سامية: آه
د.يحيى: بس كفايه
حمدو: أنا عندى حاجه واقفه
د.يحيى: من اللعبة؟ ما أنا عارف إن فى حاجه واقفه، احنا بنتكلم على اللعبه ديه، إنت لعبتها كويس أوى على اللعبه ديه وإنت بتلعبها وزملاتك بيلعبوها فيه حاجة شفتها؟
د.شريف: الحته ديه خفت عندى شوية
د.يحيى: خفت عندك شوية وانت بتلعب ولا من بعد ماسمعتنا كلنا
حمدو: من بعد ماسمعتكوا كلكم
د.يحيى: أنا إستغربت، وإنت ياعبد العزيز وصل لك حاجه جديدة بعد اللعبة ديه غير اللى كنت تعرفه عن الموضوع ده عن نفسك
عبد العزيز: لأه
د.يحيى: لأه؟؟ يا راجل مش ممكن ده أنا شايفه بعينى اللى وصل، وصل لك حاجه جديدة عنى عن الكره؟ عن موقفك؟ أو عن موقف الناس وهما بيلعبوها كنت متوقع ده منى؟ كنت متوقعها من حمدو؟ كنت متوقعها من شريف؟ مع إنك إنت اللى إبتديت وقلت إن الحب بيؤدى إلى الكره والكره بيؤدى إلى الحب إنت اللى إبتديت الحكايه اللى خلتنا نشتغل فيها
عبد العزيز: حسيت إن كلنا بنحب بعض
د.يحيى: كل اللى إحنا عملناه ده كره فى كره، واللى وصل إن كلنا بنحب بعض؟!!
عبد العزيز: ماعرفش
د.يحيى: ياراجل ده إنت متردد شويتين بس ده حقك،
طيب أخر خمس دقائق للأسئله وللأدوية
……………..
وإلى الغد نحاول قراءة بعض الدلالات مع أنى كنت أود أن اقدمها اليوم حتى يكون النص بين أيدينا، لكن الوقت لم يسعفنى.
فإلى الغد