أخبار الأدب
نشرت بتاريخ: 7 إبريل 2013
نبض الناس
القلم يكتب صاحبه
حتى لو لم يخرج التشكيل شعرا، قد يكتشف الكاتب نفسه وهو يكتب الموضوع الذى حسب أنه كان ينوى كتابته، قد يكتشف نفسه من خلال ما يكتب، كما قد يكتشف مكنونه، وقدراته. كثيرا ما هممت أن أكتب فى موضوع جمعت أطرافه، ووضعت عناصره، وألممت بمفرداته، حتى لو كان علما أو مقالا، ثم إذا بى أثناء الكتابة تتفتح لى تفاصيل وتراكيب ورؤى لم تكن فى بالى أثناء الإعداد، وأشعر ساعتها أن القلم أصبح له دفع ذاتى، وأنه هو الذى يكتبنى وليس العكس، بل إن الكلمات قد تستقل عن القلم وعنى وتصبح هى الرائدة فى التشكيل الشعرى الذى لا يقتصر على كتابة القصيدة، بل يكتب الشاعر كما اكتشفت ذلك فى قصيدتى “يا ليت شعرى لست شاعرا”ِ حين قلت:
.. تدقُّ بابى الكلمة، أصدّها، تُغافل الوعى القديم، أنتفضْ. أحاولُ الهربْ، تلحقنُى. أكونُها، فأنسلخْْ. أمضى أصارعُ المعاجِمَ الجحافلْْ، بين المَخاضِ والنحيبْ، أطرحُنى: بين الضياع وَالرُّؤى، بين النبىَّ والعدَمْ،
أخلّق الحياةَ أبتعثْ. أقولُنى جديدا، فتولًدُ القصيدةْ.
وفى ديوانى “أغوار النفس” أصرّ القلم أن يكتب بالعامية متحديا: “أصل العملية المرّادى كان كلها حسّ، والحس طلعلى بالعامى بالبلدى الحلو، والقلم استعجل، مالحقشى يترجم أيُّها همسهْ أو لمسهْ أو فتفوتة حسّ، ” فانطلق يقول (مقتطفات):
كل القلم ما اتـْقصف يطلعْ لُـه سـِـنّ جـْديدْ،
”وايش تعمل الكـلْمـَةْ يَابَـا، والقدَرْ مواعيد”؟
خلق القلم مِالعَدَمْ أوراقْ، وِ.. مَــلاَهَا،
وانْ كان عاجبْـنٍى وَجَبْ، ولاّ أتنّـى بعيدْ.
قلت انـَا مشْ قدّ قـَلـَـمِى.
قلت انا يكفينىِ أَلـَمـِى.
قلت أنا ما لى، أنا اسـْترزَقْ واعيشْ،
والهربْْ فى الأسْـَتـذَةْ زيّـُــهْ مافــيشْْ،
والمراكزْ، والجوايزْ، والـَّذى ما بـْيـنِـْتـهيشْ
بصّ لىِ “صاحـْبـَك” ولعـَّب لىِ حواجـْبـُهْ،
قال: وقِعْت. والقلم كـَمّل كإِنى لم وِقفـْت :
القلم صحصح ونطّ الحْرف مِنُّه لْوَحدُه بِيخزّق عِينَيـَّا،
وابْتْدا قَلمِى يِجَرّحـْنى أنا. ..، قالِّى: بالذمَّةْْ ،
لو كنت صحيح بنِى آدمْْ،.. بـِـتـْحِسْ،
والناس قدامك فى ألـَمْهُمْ، وفْ فَرْحِتـهُمْ،
وفْ كسْرتْهمْ، وفْ ميلة البخْتٌ،
مشْ ترسـِمـْهُم للناسْ؟ الناس التانيهْْ؟
إٍللى مِشْ قادْرَهْ تقولْ “آه” عَنْدِ الدَّكْتورْْ؟
أصل “الآه” الموضَهْ غاليهْ، لازم بالحَجْزْ، لازم بالدورْ.
مش يمكن ناسْنا الَغْلبَانَهْ إِللى لِسَّه “ما صَابْـهَاشِ” الدورْ؛
ينتبهوا قبل الدُّحْدِيرَةْ – قبل ما يغرقُوا فى الطينْ.
ولاّ السَّبُّوبه حَاتتعْطَّلْ لَو ذِعْت السِّر؟ ولاّ انْتَ جَبَان؟
بصراحة انا خفت.
خفت من القلم الطايح فى الكل كليلة.
حيقولُوا إٍيه الزُّمَلاَ المِسْتَنِّيَهْ الغلْطَهْ؟
حيقولوا إيه العُلَماَ المُكْنْ
(بِسْكون عَالْكَافْ .. إِوعَكْ تغْلَطْ)
على عالِم، أو مُتَعَالم: بيقولْ كَماَ راجِل الشَّارع
القلم اتهز فْ ايدى، طــلّــعْ لى لسانُهْ،…..، ما يقولوا!!
حدّ يقدر يحرم الطير من غُـنَـاه؟!
من وليف العش، من حضن الحياةْْ؟!
تطلع الكلمة كما ربِّى خلـقْها،
تطلع الكلمةْْ بْعَـبلْها،
تِبْقَى هىَّ الِكْلمة أَصْل الكُونْ تِصَحِّى المِيِّتِيْن.
والخايفْ يبقى يوسَّعْْ،
أَحْسن يطَّرْطـَش،
أو تيجى فْ عينه شرارة،
أو لا سـَمـَحََ الـلّه :
يِكْتِشِفِ انُّه بِـيْحِسْ !