نشرت فى الأهرام
14-5-1999
العولمة ونوعية الحياة
كثر الحديث عن العولمة، وعن العالم الذى أصبح قرية صغيرة، وعن ثورة الإتصالات التى سمحت للإنسان المعاصر بأكبر قدر من الحرية(حرية ماذا؟) عبر التاريخ، وعن الشفافية التى جعلت كل شئ متاحاً لكل أحد، وعن النظام العالمى الجديد الذى به حلت نهاية التاريخ!!!, عن صراع الحضارات الذى لابد بالتالى أن ينتهى لصالح الحضاره المنتصره،[على فرض ان الحضارة الامريكية قد إنتصرت جدً، إذا كانت قد وجدت اصلا!!].
ويبدو أن كل ذلك قد شغلنا عن الأهم والأولى بالنظر، وهو محاولة التساؤل بعد كل هذا، ومع كل هذا عن: إلى أين..؟(و) إذن ماذا؟.
ونحن إذ نتساءل عن ذلك لا نعترض ولا نتحفظ ولا نضع شروطا لاستفادتنا من انجازات العولمة، لكننا نحاول أن نرتقى بوعينا وفعلنا إلى مسئوليتنا عن وجودنا، وعن نوعيته هذا إذا كان لنا ان نختار ما فضلنا به الله، وهو الوعى بما نحن، ومن ثم الإسهام فى اختيار ما يمكن ان نكونه.
لقد أنهى بيل جيتس كتابه الطريق يمتد قدما1995) المترجم باسم المعلوماتيه بعد الانترنت(فى سلسلة عالم المعرفة ترجمة عبد السلام رضوان مارس1998) بأمل واعد يقول… ويمكننا بالتأكيد أن نواصل توفير برمجيات أفضل وأفضل من أجل جعل الكمبيوتر الشخصى اداة تمكين معممه فى كل مكان… ولم يقل، ولا يبدو أنه شغله أن يقول لنا، اداة تمكين من ماذا؟ ولا أداه تمكين للوصول إلى أين..؟ اللهم الا إشارة عابره لانشاء شركات جديدة،, وعلوم جديدة تحقق ما يتصوره عن تحسين نوع الحياة.
فهل يوجد تعريف إجرائى لنوعية الحياه التى نريد ان نحسنها؟ أهى إطاله العمر، ام مجتمع الرفاهية، أم أوهام الحرية، أم تعميق الوعى والإمتداد الايمانى، أم مزيد من تأنيس الإنسان؟.
كذلك انهى الكاتيان هانز بيترمان، وهارالد شومان كتابهما فخ العولمة(المترجم ايضا فى نفس السلسلة أكتوبر1998 ترجمه د. عدنان عباس على برص عشرة أفكار رائعة لإنقاذ اوروبا من غباء العولمة(الأمريكية), وليس لإنقاذ الجنس البشرى من الإنقراض المحتمل، وقد بدت لى هذه الافكار الأوروبية التى لوح بها المؤلفان بدت لى أفكاراً مثالية خاصة بأوروبا جداً، آملة، وقصيرة الأجل.
كذلك تتبعت مقدراً إجتهادات ا. د. زقزوق، وأيضا د. محمد رءوف حامد (اهرام الجمعة7 مايو1999)، فى محاولة التوفيق بين الإسلام والعولمة من جهة، وبين الوطنية والعولمة من جهة أخرى، إلا اننى شعرت بعد الإمتنان لهما أن الأمر قد يحتاج الى خطوة أبعد مما ذهبا إليه مشكورين.
وسوف اتجنب ألا أركز على فتح ملف الفروق بين ثقافة الشرق(المتخلف أو الوجدانى أو الإشراقي) وثقافة الغرب والشمال(المتقدم، البالغ الوفرة، المحقق للرفاهية) فهو ملف مفتوح دائما، والنقاش فيه مغلوط عادة،(مثلاً بالمعايرة أو التشفى بذكر مذبحة كولورادو الأخيرة على أنها نذير تدهور الغرب كله لا محالة.. إلخ).
كذلك لن أحاول أن أعدد فضائل الأخلاق(المنقرضة) التى كنا نتمتع بها، أو التى يمكن أن نفخر بها، أو التى ينبغى أن نتصف بها(راجع مقال فهمى هويدى11/5/1999، فمثل هذه الدعوات لا جدال حول وجاهتها، من حيث أنه على الإنسان أن يكون على خلق عظيم، سواء باحياء تعاليم دينه او بإتباع مواثيق حقوق الإنسان، إلا أن المطلوب ليس مباريات الفخر والهجاء، ولا حتى محاولات التوفيق والتزام قدر من الموضوعية، وإنما المطلوب هو محاولة التساؤل المبدئي:
هل توجد فروق جوهرية فيما يتعلق بنوعية الحياة التى يلوحون لنا بها، وبين نوعية الحياة التى تصلح لنا من وحى إختلافنا التاريخى والآنى، والتى قد يكونون هم أحوج ما يكونون إليها(إلينا) إذا نجحنا فى إثبات جودة وصلاحية ما ندعو اليه ونحققه؟ ام ان العولمة قد أزالت هذه الفروق بالمرة؟
يقول بطرس غالى فى شأن العولمة حالة كونه سكرتيراً للأمم المتحدة: ليست هناك عولمة واحدة، بل ثمة عولمات عديدة، فعلى سبيل المثال، هناك عولمة فى مجال المعلومات، والمخدرات، والاوبئة والبيئة، وطبعاً، وقبل هذا وذاك، فى مجال المال أيضا ثم يتكلم غالى عن الجرائم العابرة للحدود كما يتكلم عن الأموال العابرة للحدود، لكنه ربما من باب الحذر لا من قبيل الغفلة لم يشر إلى عولمة التدين، وعولمة التوحيد، والأخلاق الحميدة العابرة للحدود، والوجود الإيمانى العابر للحدود.
وقد تناول ديستويفسكى حضور الله سبحانه فى وعى الإخوه كارامازوف واحداً واحداً ليعلن بطريق مباشر أو غير مباشر أن هذا المتغير حضور الله فى الوعى هو أساسى فى بناء الشخصية، ومن ثم فى تحديد نوعية الحياة، بحضورها الآنى فى الفعل اليومى، يستوى فى ذلك تسليم إيفان الملحد بأنه.. إذا فقدت الإنسانيه هذا الإعتقاد بالخلود فسرعان ما ستفيض جميع ينابيع الحب..(و) أكثر من ذلك أنه لن يبقى شئ، يعد منافياً للأخلاق، وسيكون كل شئ مباحاً، او رأى ديمترى أنه: أنك إذا أنكرت الله تنتهى إلى زياده سعر اللحم.. الخ.
كذلك ظل نجيب محفوظ يلح حول هذه القضية بكل اصرار ومثابرة من أول زعبلاوى حتى الحرافيش إلى أصداء السيرة، مارين بالطريق دون إستبعاد أولاد حارتنا، ومن أنصت إلى عمر الحمزاوى فى الشحاذ وهو يستمع لذلك الصوت يعاتبه فى نهاية الرواية إن كنت تريدنى، فلم هجرتنى، لابد أن يدرك أين وضع محفوظ هذه القضيه محوراً فى تحديد نوعية الوجود البشرى.وكل ذلك وغيره خليق بأن يلح علينا بضرورة إكتشاف وتاكيد حقيقة جوهرية فى الوجود البشرى تقول: إن وجود الله هو ضرورة حيويه ليكون البشر بشراً، وأن هذه القضيه يستحيل أن تكون مجرد مسألة منطقية شبه عقلية، أو حتى أن تختزل إلى إستسلام دينى غيبى.
ولن استطرد بعد ذلك فى شرح هذه المسالة حتى لا أخرج عن هدف المقال الاصلى الذى يقول:
أننا ونحن نتناول هذا التمادى المطرد فيما هو أدوات التمكين التى تتيحها وسائل الحياة المعولمة، لابد أن نضع هذا المتغير الأساسى فى حسباننا، وإلا فسوف نستدرج إلى التسليم ضمنا بموقع العقيدة والإيمان كإضافات اختياريهOptions (مثل كماليات السيارات) يمكن أن يتحلى بها من يشاء بعض الوقت تحت زعم أن الدين لله والوطن للجميع، أو أن ما لقيصر لقيصر وما لله لله وكلام من هذا، مما يخدعنا تحت وهم تسامح كاذب لا يصل إلى عمق حقيقة التواصل البشرى تحت مظلة الله.. سبحانه وتعالى طوال الوقت؟.
إننى أزعم أن هذه المسألة وجود الله سبحانه كمتغير فاعل طول الوقت هى الجوهر الذى ينبغى أن نعتنى باستعمال الأدوات الأحدث لبرمجته بطريقه تميزنا نحن، وفى نفس الوقت قد تضيف إلى إحتياجاتهم ما يمكن أن ينقذهم من أوهامهم حول الإكتفاء بالحرص على الرفاهية والتنافس الكمى المتنامى، والإستغناء عن الله باثارة الفنية فى إبداعهم؟ أن الحياة البشرية تختلف نوعياً إذا كان الله موجوداً عنها إذا ما أنكرناه أو أبعدناه أو حددنا أوقات لقائه أثناء العبادات او ايام الأحاد أو الجمع! ولعل هذا، فى رأيى، هو الفرق بين الإسلام الموقف الوجودى، وبين الإسلام المغترب، او المختزل، او الإسلام المستعمل من الظاهر لتولى سلطه، أو إعلان وصايه، وكذلك بين الإسلام الفطرة وبين التشويهات التى لحقت بممارسات الإسلام المؤسسة، والأديان الأخرى التى تمارس بإعتبارها إضافه طيبه للحياه لا مانع منها بعض الوقت!!!
أن التاريخ الحيوى للتطور يعلمنا أن أى نوع من الأحياء ينقرض إذا تمادى عدم التناسب بين مجالات وجوده، ونوعيات قدراته، وطبيعه فطرته، وأيضا ينقرض نتيجه عدم التناسب بين إحتياجاته ومعطيات الوسط المحيط، هكذا تعلمنا دروس إنقراض الديناصور مثلا حين تمادى عدم التناسب بين ضخامة جسده وصغر حجم مخه وسرعة حركته إلخ، وما تعرضه علينا الآن أدوات العولمه يكاد يضعنا فى موقف مشابه اذ نتهدد حتماً بدرجة من عدم التناسب بين سرعة الحصول على المعلومات وبين امكانية استيعابها، وايضا بعدم التناسب بين غلبة الحسابات الظاهرة على الحس الإيمانى التواصلى الاعمق.
فهل عندنا اى موقف او تاريخ او اختلاف يمكن ان يسهم فى تحقيق إعادة التوازن المطلوب هذا؟
الاجابه عندى بكل عناد(او غفله) نعم.
أن الحياة تختلف كل الإختلاف إذا كان الله موجوداً عنها إن لم يكن موجوداً.
أننى أتصور أن المسألة كالآتى:
هناك نوعان أساسيان من الوجود البشرى يمكن أن نتحقق منهما عند المتدين(أو من يدعى ذلك), وأيضا عند غير المتدين(أو الذى يتصور ذلك):
النوع الأول هو النوع الذى يقف شامخاً فخوراً لينتهى عند أعلى نقطة فوق هامة الإنسان وقد زانه عقله ولمعته أدواته(وهو ما يمثله اغلب ما يسمى الحضارة الغربية الشمالية التكنولوجية، الخ).
والنوع الثانى هو الذى تمثله الحضارات الايمانية التوحيدية التواصلية النابضة الممتدة إلى ما لا يحد من وجودها عقل ظاهر، او وصاية إله محدودة.
ثم ان هذين النوعين من الوجود يختلفان اختلافاً جوهرياً، بحيث تصطبغ الحياه بطعم مغاير عند من يعيش هذا النوع أو ذاك، على الرغم من تشابه الأدوات والأمكانات المتاحة.
وأتصور أن وجودنا نحن المصريين مثلاً الممتد من ألاف السنين مشدوداً بالخلود دائراً حول التوحيد، مازال يمثل أو يمكن أن يمثل النوع الأول، كذلك أتصور أن كل المؤمنين من كل الأديان، ذلك الإيمان الفطرى الأولى الذى يتجلى فى ممارسات دينية مختلفة، متضفرة، وضامة فى أن، ينتمون أيضاً إلى هذا النوع الأول من الوجود، أما النوع الثاني: فهو ذلك النوع الذى تمثله الحضاره الشماليه الغربيه قبل إفاقتها مؤخراً وهو نوع جميل البريق وافر الرفاهيه كثير المواثيق المكتوبة رائع الإنجاز رضى بواقعيه آنيه أعفته من الإفراج عن وعيه الأعمق الممتد عبر البشر وعبر الأكوان.
أن حقيقه وجود الله فى كل مكان وزمان هى حقيقة لا تتجلى فعلاً يومياً إلا إذا ملأت الوعى البشرى طول الوقت، وهى حقيقة قد اثبتتها رغم أنها لا تحتاج إلى إثبات اختبارات التاريخ، لا حجج العقل(راجع العوده الدينيه التلقائية بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي).
فهل يمكن أن يظل الإنسان إنسانا إذا هو تمادى فى صياغة حياته المعاصرة بمزيد من التقنيات والإمكانات الجديدة، وفى نفس الوقت راح يهمش هذه الحقيقه أن الله موجود تهميشاً يهدد بفقد التوازن فالإنقراض، أم أنه قد آن الأوان لإفاقة شاملة فى الوقت المناسب لكى نعد برمجياتنا ونحن نضع هذا المتغير الرائع(أن الله موجود) فى الحساب؟
إننى أتصور أن التمادى فى تقديس الحضاره الكتابيه أدى إلى إهمال الحضارة الشفاهية حتى أصبح إحترام ميثاق حقوق الإنسان مثلاً أهم من إحترام الإنسان نفسه، وأيضاً أصبح الإلتزام بمواد القوانين المكتوبة(بما فى ذلك حذق التحايل عليها) أهم من الإلتزام بما كتبت هذه القوانين من أجله، ووجود الله سبحانه وتعالى كحقيقة يومية طول الوقت هو الذى يمكن ان يقرب بين ما هو مكتوب وما هو معاش بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره.
والتحدى الجديد لا يمكن فقط فى إحلال حضارة الاتصالات والتواصل والشفاهية محل الحضارة الكتابية، وإنما هو يهدد بعدم تناسب جديد بين كم المعلومات المتاحة وإمكانات البيولوجيا البشرية لاستيعابها لما يفيدها، وهنا نتهدد بتضخم الوسيلة حتى تختفى الغايات الاساسية من الوجود البشرى بين ثنياتها العملاقة.
ليس عندى إقتراحات محددة، ولا أشعر باى إعتراض على أدوات نحن كبشر ينبغى أن نفخر بإختراعها وتملك ناصيتها، فقط أنبه إلى أن علينا أن نتحمل مسئولية الحصول عليها، أولاً على مستوانا المحدود، ثم على مستوى العالم.
صحيح أن مثل هذه الآراء، والمقالات والآراء، والإجتهادات لن تقدم ولن تؤخر مهما صدق محتواها، فأصحابها لا يملكون تسخير أدوات تمكين كافيه لنشرها وتسويقها(!!), إذن فنحن أحوج ما نكون إلى برامج، ومبرمجين يضعون ماهية الإنسان الممتد فى الإعتبار، فيصيغون لنا أدوات إختبار تصنف إنجازاتنا الفردية والجماعية لنعرف أول بأول إن كانت تسير فى الإتجاه الصحيح الذى يعمق إنسانية الإنسان أم أنها تتعملق فى ذاتها لذاتها كوسيله بلا هدف واضح او لهدف هدام؟
أننى أتصور أن هذه البرامج ربما تشبه برامج كشف فيروسات الكمبيوتر، التى تختبر أية تداخلات غريبة يمكن أن تضرب المحتوى، أو العتاد أو البرامج الصالحة، والشاطر هو الذى يختبر كل ما يعمل وما يخزن وما يبرمج أولاً بأول بهذا البرنامج الكاشف للفيروس ثم يبطل مفعوله ببرنامج مضاد، وعلى هذا القياس دعونى آمل أن نصنع برمجيات تقيس إنجازنا اليومى فردا فردا، فتجيب لكل واحد منا عن أسئلة بسيطة يعتبر نسيانها هو آفة اغترابه وهلاكه، أسئلة تحدد له إن كان انجازه هذا اليوم(سواء اشترى فيه عربة جديدة، أم أصدر قراراً برفع ثمن دواء مهم فى شركة أدوية لتكسب شركته اكثر، أم شاهد غروب الشمس، أم ساهم فى إطعام جائع لا يعرف جنسيته او دينه), يجيبه هذا البرنامج قبل أن ينام كل ليلة، إن كان هذا الذى أنجزه طول يومه أولاً بأول قد زاده إمتداداً فى الكون(إيماناً) أو قرباً من آخر(حباً) أو عمقاً فى الوعي (ابداعاً), أم أن العكس هو الذى حدث.
صحيح أنه لم يعد هناك مجال لهبوط الوحى على نبى جديد على الرغم من ظهور ديانات شاذه ومريبة كل يوم فى كل مكان يسمح بذلك، لكن الأصح أننا إستبعدنا الأديان القائمة بالجمود أو بالإنكار أن تصبح فعلاً يومياً نحدد به ما حاولت فى هذا المقال أن أبينه من إختلاف نوعية الحياة إذا إنتهت عنده هامة الإنسان الفرد أو الإنسان النوع، عنها إذا إمتدت بلا حدود عبر الأكوان سعياً إلى وجه الله طول الوقت.
أن إستبعاد حضور الله سبحانه فى وعى البشر طول الوقت ليس فقط خطيئة وخسارة من انكروه تعالى، أو من همشوه، بل أن هذا الإستبعاد ساهمت فيه بعض الممارسات الدينية السطحية، حتى لو كانت حسنة النية، فحتى الدعاء، الذى نبهنا رب العالمين أنه من حقنا عليه طول الوقت فى كل مكان، كدنا نقصره على اماكن مقدسة بذاتها(أنا ذاهب للعمرة وسوف أدعو لك هناك), وكأننا نشير بذلك ضمناً إلى إغترابنا عن حقيقة دوام حضور الله سبحانه فى كل مكان، وكأننا نسينا كيف يكون العبد أقرب إلى ربه وهو ساجد هنا والآن، وكأننا نسينا أين يقع حبل الوريد.
ولحين عودة تفصيلية نذكر مرة أخرى أن المسألة ليست دعوة مثالية أخلاقية، ولا هى أسلمة أو ديننة العولمة، ولكنها تنبيه ضرورى عملى إلى إحتمال يقول: أننا فى حديثنا عن العولمة نركز على الوسائل دون الغايات منها، ونهتم بسرعة وكم الإنجاز على حساب نوع وإمتداد الوجود.
وهذا هو موضوع الحديث اللاحق عن: عولمة الأخلاق ومنظومة القيم.