اليوم السابع
الأثنين : 21-4-2014
العواطف عقل تانى !!
كثر الحديث عن أن الشعب المصرى شعب عاطفى، وأن الذين يلعبون فى مسار ناس مصر، ومصيرهم، “يضحكون عليهم”، لأنهم يخاطبون عواطفهم، وليس عقولهم، وأننا بذلك يمكن أن نكون تحت رحمة أية “مغسلة للمخ”، يا حبذا لو تكون مستوردة، ماركة الديمقراطية الأمريكانى، وهات يا حقوق إنسان مضروبة !! وهات يا “حاسب والنبى” “مش كده قوى” ، إن شالله تخرب، وان شالله الدم يعلى للرُّكبْ.
وأحيانا تكون العواطف “شغل زمان: أبيض واسود”، وكل حاجة تتقلب “إما …أو ..”، “إما حرامى وإبن كلب…. أو حامى حمى العشوائيات، ونصير الفقراء”، إما “غنى وطماع مجرم….أو شحات ونتن ولئيم” ، وكله نابع من القشرة الظاهرة، البدائية المنفصلة التى تسمى خطأ انفعالات: “إما مستشيخ وبتاع ربنا وبيسمع الكلام….وإما بجح ومجرم وبيفكّر غير اللى بيتاقل له”، وللأسف يُـعزى كل ذلك لغلبة العواطف، وليس لفقر الأخلاق، وقلة التفكير النقدى، والوجدان المعرفى.
الأبحاث الأحدث فى هذا المجال، والعلم المعرفى عامة، والعلم المعرفى العصبى خاصة، يتعاملون مع العواطف الآن باحترام شديد، ويقرون أنها تقوم ببرمجة ما يصلها من معلومات فيما يسمى عملية “اعتمال المعلومات”Information Processing على أكثر من مستوى، تماما مثلما تتعامل العقول المتعددة التى يمتلكها كل واحد منا (وليس فقط العقل الظاهر) مع المعلومات على أكثر من مستوى، واللعب الإعلامى الخبيث يدرك هذا، ولو بدون دراسات أو تجارب، وهو يوظـِّـفه فى آلة الإعلام المغيرة، الرسمية والأهلية، بشكل منظم ومبرمج وهادف لتحقيق أغراض من وراءه من ممولين ومستعمرين، على حساب ما خلقـّنا الله من أجله، وما أوصانا به من عدل ورحمة.
وكل هذا قيد البحث العلمى والمعرفى والمواجهة عبر العالم فى محاولة فهم الإنسان أعمق وأنفع، وهو لم يصل بعد إلى التطبيق فى مجال السياسة والإعلام، لأن الماسكين ناصية هذا وذاك يحولون بقصد أو بدون قصد دون ذلك.
فى شطح آمِل، تصورتُ أن الأسهل أن أوصل هذه المعلومات للأطفال –داخلنا وخارجنا- بدلا من مواصلة الحوار والصراخ والمحايلة على الإعلام والمثقفين والدولة : أن لنا أكثر من آلة فكرية ووجدانية لبرمجة المعلومات على أكثر من مستوى وعى، وأن العواطف ليست هى ما شاع عنها، ولا هى بدائية على طول الخط، ولا هى سبب تخلـُّـفنا.
دعوة إلى كل قارئ أن يبحث عن الطفل بداخله، وهو يقرأ هذه الأرجوزة، أو يدندنها، لعله يلتقط ما تصورتُ أنه يمكن أن يصل للأطفال أسرع وأنفع منا ، قلت :
-1-
…. والعواطف حلوة خالصْ
آنا فرحانْ، وانتَ هايصْ،
بس هيّه مشْ مجرّد يعنِى فرحهْ
ولاّ غمّ وهمّ، أو غيظ أو مقاوْحَهْ.
العواطف مش حكاية حبّ، أو دمْع الولايَا
هيه لمـَّانِى على بعضِى مَعَـايَا،
-2-
اصل باينْ إنّ يعنِى: إلعواطف عقـْل تانى
مش بعيد مالأوّلانى
العواطف ما فيهاش إنك تـِتَـنّحْ: يعنى تِتّطمِّنْ وبـَسْ
أو تموتْ فى اللى احتواك مِـنْ دُونْ تحسْ
-3-
العواطف زى ما تكون مُهْر جامحْ
وانت فارسْ، بس فالحْ
يعنِى راكبه تْلجِّمهْ،
مشْ تِكْتِمُـهْ ،
يعنى قصدِى تـْعـلِّـمه
مشْ تِـشـْكُمُـهْ
آه: توريه انه يطلعْ كل مطلعْ:
واحدهْ واحدهْ
وامّا يرمَحْ، برضه يرمَحْ، واحده واحده
-4-
بعد حبةْ وقت وشوية علامْ،
مش حا تحتاج اللجامْ
تلقى نفسك، وانت فارسْ: إلفرسْ
والفرسْ تلقاه بقى ضِمنِ الحرسْ
يعنى يحرُسْ شطحُه من حُسن علامُه،
بعد ما تكون سِـبت إيدكْ مِن لجامهْ
-5-
العواطف هيَّا حاجة كلـّهَا على بعضهَا
مش ضرورى تسمِّى يعنى كل واحدهْ باسْمهَا
هىّ حلوة بدونْ كلامْ
حتى مش محتاجة حُضنْ، أو غرامْ
هىّ حلوة لما تطلع فى أوانْها
لما تتحط فْ مكانـْهَا
-6-
العواطفْ تحلـَى خالصْ لمّا تبقى الأصْلانيـّةْ
يعنى نبقى إحنا بيها فينا بينا: يعنى هيـَّهْ
لو تعبّر عنها ماشى، قومْ تشاركْ،
لو تعيشها حتى وحدكْ:
تملا روحكْ “باللى هـُـوّا” ، الله يباركْ.
-7-
لما تتبادِلْها مع غيركْ، تِرَعْرَعْ
هِىّ سـرَّكْ، لو تهدِّى أو تولـَّـعْ
سوف تِلقَى الكون دا مليانْ كل حاجةْ
تبقى كاره ما يسمى: اللجاجة والسماجةْ
يبقى عقلكْ
هوّا حسّكْ
هوّا قلبكْ
تلقى كل الناس معاكْ،
زى ما ربـَّـكْ خلقهمْ، مش على رسمةْ هواكْ
تحتمِلْ إللّى مِخالفْ
برضه تفرح باللى يـِستحمل بلاويكْ، ماهو شايفْ،
ربنا يبارك ويرضى عاللى جارى، واللى كانْ،
ترضى عنّه انت كمانْ.