يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 17-7-2016
السنة التاسعة
العدد: 3243
الطبنفسى الإيقاعحيوى (72)
Biorhythmic Psychiatry
المقابلة الإكلينيكية (25)
“خوارزمية نسبية” من أول لقاء (2)
وصلنا فى نشرة أمس إلى أنه ما دام حضر للاستشارة هو مريض، وهو مريض نفسى ، وما دام مرضه النفسى هو ليس نتيجة لخلل عضوى تشريحى محدد فى المخ، فنحن نواجه مهمة تحديد موقع المريض بما لدينا من معلومات وخبرات وفروض بطريقة سلسلة أقرب إلى الخوارزمية، ونبدأ بإعادة الشكل الجامع لذلك التسلسل (1)
إن هذا التسلسل يتماشى مع الفرض الذى أنتمى إليه عن “المفهوم الواحدى للأمراض النفسية” Unitary Concept of Psychiatric Disorders وهو الذى قدمته سابقا فى نشرات وندوات متعددة (نشرة: 27-2-2016) و(نشرة: 29-2-2016) وندوة (2/2/2004″الأمراض النفسية: اضطراب واحد وتجليات مختلفة؟ أم أمراض عديدة متميزة؟”) وندوة (4-4-2016 “العلاقة بين الطبنفسى الإيقاعحيوى وبين فرض:”واحدية الأمراض النفسية” ومؤتمر (قصر العينى 16-2-2016 “الطب النفسى الإيجابى فى مواجهة: الطب النفسى السلبى”)، ثم آن الأوان لنعيد الإشارة إليه من منظور الطبنفسى الإيقاع الحيوى ببعض التفصيل، ونحن نجمع كل الأمراض فى أصل واحد له تجليات متناولة متتالية.
الافتراضات الأساسية التى تَوصَّلْنا إليها حتى الآن تقول:
أولاً: إن الإيقاعحيوى هو العامل الأساسى لتنظيم دورات الكون ودورات النمو ودورات التطور ودورات المخ ودورات الإبداع.
ثانياً: إن فشل (أو إفشال) الإيقاعحيوى فى القيام بدوره الأساسى يترتب عليه خلل واضطرابات فى كل مجال بلغته، وفى مجال الطب النفسى: تترتب عليه كل الانحرافات والأمراض (2).
ثالثاً: إن الإيقاعحيوى ليس واحدا وإنما هو يجرى فى دورات متوازنة متكاملة معا، سبق أن أشرنا إليها: مثل دورات “الأنتوجينيا والماكروجينيا والميكروجينى” (نشرة 9-2-2016) وأيضا ودورات أخرى مثل “دورات حالات الوجود المتبادلة”(العادية والمفترقية والإبداعية) (نشرة 3/7/2016).
رابعاً: إن الأمراض النفسية تظهر نتيجة لخلل فى إيقاعية وإبداعية الإيقاعحيوى، وتتوقف مظاهرها على مرحلة ظهور هذا الفشل وأيضا على ما يضبط الإيقاع المرضى أو يخفيه أو يحوره، لكن يظل الإيقاع السلبى مستمرا وراء حائط أو حوائط الدفاعات.
خامساً: إن العلاج يهدف أساسا إلى استعادة كفاءة دفاعية وإبداعية الإيقاعحيوى للانطلاق إلى النمو والإبداع والتطور من جديد.
سادساً: إن الاختزال الذى اضطررنا إليه له مزية عملية علاجية كبرى، فهو يسمح لنا بالرجوع إلى أصل الخلل باستمرار ما أمكن ذلك، وتصحيح الجذور جنبا إلى جنب مع تشذيب الفروع.
سابعاً: إن هذا الاختزال نكمل به شرح وتوظيف الفروض المقترحة يقول:
(أ) إن كل الأمراض النفسية (بعد الاستثناء العضوية منها كما ذكرنا) نابعة من خلل أساسى واحد الذى سوف (يمكن أن يسمى البعد عن أصل التركيب البشرى الإيقاعى الإبداعى الإيمانى السوى)
(ب) إن الصحة النفسية تتحقق طالما يعيد الإنسان بناء نفسه عبر الإيقاعحيوى بما فى ذلك أن المخ يعيد بناء نفسه، والشخصية فى حالة تكوّن مستمر، والذوات ومستويات الوعى وحالات العقول فى حالة جدل نمائى إيقاعى متصل .
(ح) إن المرض النفسى هو فشل ما جاء فى (ب)
(ء) إن الفصام بمعنى التفسخ والتناثر والنكوص فالاندمال هو المآل السلبى النهائى إذا فشلت كل الدفاعات الصحية والمرضية ضد الحيلولة دون تماديه، والفصام هو بشكل ما: كل ما هو ضد حركية الحياة.
(هـ) إن أى ظاهرة عادية أو مرضية تحول دون ما جاء فى (ء) هى دفاع ضد الفصام بالتعريف السابق.
(و) إن العلاج لا يبدأ بالتشخيص وإنما يتوقف على التعرف على الخلل النفسِمْراضِى، مع الوضع فى الاعتبار أن نحافظ على المرض ألأخف ضد التمادى إلى الأخطر (وأخطر الخطر هو الفصام) وذلك حتى نقيم بالعلاج البنائى بدائل صحية ومجالات إبداعية (انطلاقات للإيقاع الحيوى النمائى العلاجى).
(ز) إن هذه العملية (ء) تحتاج إلى الإلمام بكل الممكن عن مستويات المخ (الوعى العقول) وكيميائياتها، ومشتقاتها جنيا إلى جنب مع إحياء نبض الإيقاعحيوى فى الاتجاه السليم بدءًا بتنشيط الوعى “البينشخصى” إلى “الوعى الجمعى” “فالوعى الجماعى” “فالوعى المطلق” إلى “الوعى الكونى” إلى “الغيب” إلى “وجه الله”.
أكتفى بهذه الخطوط العريضة وأنشر فى نفس الوقت بعض الأشكال التى آمل أن تفيد فى تحريك الخيال والحدس والخبرة لقبول ملامح ما أود توصيله.
ثم نبدأ غدًا فى تناول بعض الأمراض انطلاقا من هذه الواحدية المرتبة للأمراض إلى الواحدية الهادية للعلاج فالنمو فالإبداع والإيمان.
أنشر كل الأشكال اليوم بدون تعليق لو سمحتم
(ربما انتظارا لتعليقاتكم!!)
***********
***********
شكل يبين تدرج النمو مقابل تدرج فشل الدفاعات من منطلق العلاقة بالموضوع
***********
***********
[1] – مرة أخرى أنبه أن تقديم مثل هذه الاشكال على الورق لا يوصل الرسالة وخاصة من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى، وأرجو أن اتمكن من إلحاق الطبعة الورقية بأقراض مدمجة إن سمح لى ربى بوقت لذلك.
[2] – باستنثاء ما استثناه من أمراض عضورية تشريحية ولن أكرر هذه الملاحظة ثانية.