نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 20-3-2016
السنة التاسعة
العدد: 3124
الطبنفسى الإيقاعحيوى (22)
Biorhythmic Psychiatry
الطب النفسى، ومستويات التكامل الإنسانى
(من منظور إسلامى (1)/إيمانى) (1)
مقدمة:
هذه هى الورقة الناقصة التى قدمتها فى الندوة العلمية السنوية المصرية للجمعية المصرية للطب النفسى بالاشتراك مع الجمعية العالمية للطب النفسى سنة 1992، والتى أشرت إليها فى نشرة أمس، وهى التى تبدو تمهيدا تاريخيا لكل من النظرية التطورية الإيقاعية والطبنفسى الإيقاعحيوى وعلاقتهما بثقافتنا الخاصة.
مدخل:
أصبح الخلط بين الأمور واختزالها إلى ما سبق الفراغ منه أسهل الطرق للامتناع عن الإسهام فى تجديد الحياة، وإذا كان هذا يــُعزَى فى الحياة العامة والحياة الاقتصادية والحياة السياسية إلى ألاعيب السلطة ومجموعات الضغط، فكيف يكون الأمر هو هو فى مجال يدعى أصحابه أنهم أكثر موضوعية وأقدر إبداعا، أعنى مجال البحث العلمى والمعرفة ؟
الجواب يحتاج أن أوضح فى هذا المدخل، قبل تناول متن الموضوع ماهية المخاوف التى دعتنى لهذا التقديم، وكذلك أرضية الدراسة، ومبرراتها.
أولاً: المخاوف:
ترددت كثيرا قبل أن أستقر على عنوان هذا البحث، ذلك أننى خشيت:
أولاً : أن يختزل إلى ما يسمى بالطب النفسى الإسلامى كما شاع مؤخرا
ثانياً: أن يُشَوّه فى اتجاه الدعاية السطحية لمقاومة الغرب بعناد البدائيين والطفليين، والمتشنجين غرورا
ثالثاً: أن يـُقاس بمقاييس تقليدية سطحية، على أنه تفسير المقدس بعلمٍ أحدث!! مع أننى حذرت مرارا من الاندفاع نحو التفسير العلمى للنصوص الدينية أو ما شابه، ولذلك لجأت ابتداء بنقد هذه المحاولات التى تسطح العلم، ولا تفيد الدين.
رابعاً : أن يقرأه غير أهله بلغة غير لغته.
خامساً: أن يُطَبَّق ما جاء به لغير ما ينفع له,
لكل ذلك قدرت إبراء لذمتى، وتحديدا لموقفى أن أبدأ بنفى أمور لم أقصد إليها كالتالى:
مخاوف مما ليس كذلك:
1 - هذا البحث ليس خاصا بـ (مغلقا على) دين الإسلام الحنيف.
2- وهو ليس خاصا بتفسير سابق (ثابت) لدين الإسلام الحنيف
3- وهو ليس خاصا بالأطباء النفسيين من المسلمين
4- وهو ليس خاصا بالتطبيق العشوائى السطحى واستعمال ظاهر الدين للتداوى
5- وهو لا يتطرق أصلا لمسائل خارج نطاق ما وُضِعَ له (مثل الحلال والحرام، والجنة والنار..)
إذن هو بحث فى ماذا؟
- هو بحث فى المدخل إلى المعرفة
- وهو بحث فى المنهج
فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إصرارى على العنوان هكذا ؟.
بصراحة، لقد حاولت أن أحل عنوانا آخر محل هذا العنوان الذى جاء فى النسخة وذلك بتغييره مثلا إلى: من منظور إيمانى أو ”منظور تطورى كونُىَ أو مَنَظور شرقى أخناتونى“، لكننى وجدتنى أخون أمانتى، فهذا المنطلق فى الفهم والإبداع هو نابع من لغتى العربية، ومن دينى الإسلام أساسا، فحسبت أن أبسط درجات العرفان والأمانة أن أنسب الأمور إلى أصولها، فكان العنوان التزاما أخلاقيا، ومـَوْضَعَةً علمية لا مفر منها.
ثانياً: تنبيه ورجاء:
أبدأ بعد ذلك بالإشارة إلى حرصى على أن يتلقى من تصله رسالتى هذه بما تحمل لا أكثر، وخاصة بالنسبة لفريقين:
1- الفريق الأول: هم الزملاء الأطباء النفسيون الذين اعتادوا أن يفكروا بلغة أخرى، وأن يمارسوا بلغة أخرى، وأن يحلموا بوعى آخر.
2- الفريق الثانى: هم المسلمون التقليديون الذين يتصورون أنهم أهل التخصص دون سواهم فى مجال تفسير ديننا، فهم إما سوف يجتزؤون ما أقدمه يروجون به لأفكار لم تخطر على بالى من باب التفسير العلمى للإسلام أو للقرآن الكريم الذى أحذر منه كما نبهت ابتداءً، أو لعلهم سوف يضمونه إلى ما يسمونه معجزات القرآن الذى لا يحتاج إلى معجزات، وإما أنهم سوف يرفضون ما ذهبت إليه باعتبارى غير مختص ولا يحق لى أن أفهم دينى كما ألقاه ربى فى وعيى الإيمانى، ووعيى العلمى، ووعيى اللغوى، أثناء خبراتى وعباداتى معا، وكل ذلك هو الذى تخلقت منه بصيرتى، التى سوف يحاسبنى الله بها وعليها.
بالنسبة للنقطة الأولى سوف أقدم فى هذا المدخل البديل المناسب الذى قد يوضح الفرق بين التفسير العلمى للدين، وبين الدين كوسيلة معرفية موازية.
أما بالنسبة للنقطة الثانية، وأن الإسلام لم يقل كذا، والآية الفلانية لا تعنى كيت، فهذه رؤيتى التى سوف يحاسبنى الله عليها كما ذكرت، وقد استلهمتها من دينى ولغتى، (ومرضاى ووعيى طبعا كما خلقهم ربى)، فإذا قبل أهل الإسلام أن يتركوا حسابى على الله سبحانه كما ألهمنى، فهم بهذا يكسرون وحدتى، ويقبلون اجتهادى، وأدعو الله أن يسمحوا للمعرفة أن تصل لمن يتحمل مسئوليتها، وإذا لم يعجبهم ما جئت به ورأوه تزيدا، أو فهما خاصا فما عليهم إلا أن يرفعوا كلمة الإسلام لتصل المعرفة غفلا من أصلها، وتظل معرفة على طريق كدحى إليه وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر.
وسائل المعرفة:
لا مبرر فى هذا المقام أن أكرر بديهية أن العلم ليس مرادفا للمعرفة، ولا هو أفضل الوسائل للوصول إليها، كما أن الفن ليس نشاطا تفريغيا أو جماليا مكملا وإنما هو – فى صورته الحقيقية – وسيلة أيضا للمعرفة، ثم يأتى الدين الذى هو بدوره ليس فقط مجرد طقوس تؤدى أومعتقد دفاعى مشترك، وإنما هو بالضرورة وسيلة للمعرفة الأشمل دائمة الامتداد إلى وجه الله.
كما أن للمعرفة مناهل أخرى كثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، خذ الأحلام مثلا،(2)وخذ النشاط الحركى الجسدى(3) كوسيلة للمعرفة…إلخ)
هذا، وقد سبق أن استعملت تعبير التوازى بين طرق المعرفة، بمعنى أن العلم والفن والدين هى طرق متوازية للوصول إلى المعرفة (الحقيقية) لكننى رجعت فتحفظت تجاه ذلك خشية أن يفهم -ضمنا- أن التوازى يعنى عدم التقاء المتوازيين. وقد يكون تعبير “التكامل” هو الأصح شريطة أن يعنى:(1) التفاعل الجدلى، (2) والتعدد الكشفى، (3) والتضامّ الغائى فى آن واحد.
ممارسة الطب النفسى بوجه خاص، هو ما علمنى هذه الحقائق البديهية، فهو ليس علما خالصا، لكنه يستعمل العلم، وهو ليس فنا تماما مع أنه – فى أصوله على الأقل – هو فن اللأم ونقد النص البشرى، ثم إنه كشف متبادل من المريض والطبيب لعمق علاقة الإنسان بالإنسان وبالكون والمابعد (الغيب) بما يحضر البـُعد الدينى فى بؤرة الممارسة الطبنفسية، وذلك قبل أن يُختزَل مؤخرا إلى معطيات جزئية، وممارسات أغلبها قمعية كيميائية بأقل قدر من الإنتقاء.
ممارسة الطبنفسى فى مجتمع فقير غير نام مثل مجتمعنا – وهو كذلك لحسن الحظ مع بالغ الأسف – يتيح الفرصة المعرفية الأخرى لإعادة النظر، وهو بذلك قد يحول دون اختزال هذا الفرض واختزال الإنسان إلى ما تسمح به وسيلة واحدة ، لها منهج محكم مغلق تسمى “العلم”، مهما اتصف بالتقدم أو الحداثة.
منطلقات
لا بد أيضا أن أعرض ابتداء ماهى المنطلقات التى جعلت هذه الدراسة ضرورية فى هذه المرحلة من تطور العالم وتطور المعرفة وتطور الطب النفسى، ابتداء بتطورنا دعونى أقول:
- إن المتغيرات فى مجال الطب النفسى مرتبطة بالمرحلة التاريخية بقدر ارتباطها بالظروف السياسية والاجتماعية فى العالم بأسره، وفى كل قطر على حدة.
- كما أن الطب النفسى بمفهومه الحقيقى مرتبط أشد الارتباط باللغة كتركيب، وبالدين كمحور وجودي.
وقد طرأت على منطقتنا وعلى العالم فى العام الأخير (1991) (4) حدثين هامين: كارثة الخليج (الأولى) وانهيار الاتحاد السوفيتى وأوربا الشرقية، وهذا وذاك أفرزا ما يسمى “النظام العالمى الجديد”، وهو الأمر الذى لم تتبين معالمه تماما بعد، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية عينت نفسها بسرعة وصية عليه حتى أصبحت بلا منافس تقريبا، وإذا كانت أمريكا قد أثبتت – أو تحاول أن تثبت– بذلك أنها أقوى سلاحا وأمتن اقتصادا وأظهر حرية، فهل معنى ذلك – تلقائيا- أنها أدرى بطرق المعرفة، وأحذق فى الإسهام فى مسار التطور (وكما يجرى منه العلاج) وأعظم بمقاييس الحضارة التى لم يعودوا يفرقون بينها وبين “المدنية”، وهل كل ذلك أصدق وأنفع بمقاييس التدين والإيمان والأخلاق والإبداع والنمو؟ الجواب عندى هو بالنفى الحذِرْ.
لقد بدأت تظهر على السطح مشاريع الاستقلال والمنافسة فى مجال السياسة مثل عملقة محاولات أوربا المتنوعة، وفى مجال الاقتصاد: مثل عملقة إنتاج جنوب شرق آسيا؟ فماذا عن مجال الفكر؟
لقد تصورت فى البداية أن ظهور الحركات الإسلامية السياسية، والتعصبية، والأصولية قبل انحرافها إلى ما ارتدت إليه: كان إرهاصا برفض السيطرة المستوردة والاستكبار والاستعلاء والاحتكار، انتبهت إلى ذلك من علامتين، إحداهما عامة وهى: الثورة الإسلامية فى إيران بكل ما لها وما عليها، والأخرى فردية وهى مغزى إسلام روجيه جارودى بكل ما أسئ تأويله أو أحسن فهمه.(5)
وحين انهار الاتحاد السوفيتى وتخلخلت أوربا الشرقية لاح البديل الإسلامى أكثر إلحاحا فى مجال السياسة، وراح يطل من السودان والجزائر وغير ذلك، لكنه يطل ضعيفا وعلى استحياء حتى أصبح تحت رحمة الاستعمار والتآمر، ثم تبعهما بلا بصيرة ولا حذر.
هذا عن السياسة والاقتصاد، فماذا عن الفكر؟
عندى أن الطب النفسى نافذة من النوافذ التى تطل على مرحلة من الفكر الإنسانى كأحد صور حضور الفكر فى الفعل الفردى حالة كونه مهزوما بالمرض ومع ذلك يكشف عن الحقائق الأعمق؟
رفض الطب النفسى السياسي:
ليس معنى ذلك أننى من دعاة الطب النفسى السياسى أو تفسير الأحداث الجارية تفسيرا نفسيا، بل لعل العكس هو الصحيح، بمعنى أن السياسة قد تؤثر فى شكل ممارسة الطب النفسى بل وفى تفسيرمساره، ومعناه، وتنظير أسبابه وطريقة مداواة مرضاه، بل وأحيانا يستعمله الحاكم السياسى الطاغى لوشم خصومه وقهرهم وعزلهم.
رفض الطب النفسى الديني:
كذلك لا بد أن أعلن أيضا أننى لست من أصحاب الرأى القائل أن المرض النفسى هو مجرد ضعف اعتقاد، وأن الدين بالمعنى الرسمى السائد هو علاج كل الأمراض، فلا يخفى أن نسبة المرض النفسى، الجنون خاصة، هى هى نفسها فى كل بيئة وبين أهل كل دين، ومعتقد، ثم إن تفسير الدين بالعلم، والعكس هو أمر سبق أن أشرت إلى تسطحه حتى الإضرار والتلفيق أحيانا، وبذلك فإن ما أقدمه هنا هو شيء آخر غير الطب النفسى السياسى، وغير الطب النفسى الدينى، إنه مدخل من واقع لغتى وإيمانى الذى أوصلنى إليه إسلامى، حالة كونى فى طريقة تفكيرى وممارستى مهنتى متأثرا بهما فى عمق أعماق ذاتى، بوعى نسبى على الأقل.
مبررات الدراسة:
إذن، فالمبررات لهذه الدراسة يمكن أن توجز فيما يلى:
1- أن الطب النفسى الحديث هو أحوج ما يكون إلى ما يكتمل به، قبل وبعد التفسير الكيميائى، وقبل وبعد التحليل النفسى، والمفهوم الدينامى، وأن لدينا فى ثقافتنا منطلق معرفى قد يكون مفيدا فى هذا الصدد وهو قد يضيف إضافة متواضعة، لكنها قد تكون جذرية.
2- إن مسايرة الحركات الإسلامية التى تسود العالم الإسلامى فى شكل الإسلام السياسى، ثم هى تظهر بقدر ما فى أفراد فى العالم الغربى فى شكل التحول إلى الإسلام فرادى، تلزمنا بالبحث عن البعد المعرفى والحضارى البديل فى هذا الفكر الذى ربما بدأ إيجابيا ثم إذا به يؤول إلى عكس ما لاح باكرا ويختفى وراء الظاهر السياسى والدينى، ثم ينحدر إلى هوّه البدائية، والظلم، والعدوان، والتعصب، والتخلف.
3- إن الحركة المسماة بالطب النفسى الإسلامى -على حد علمى- إنما تركز على جانبين ليسا هما الإسلام بالمعنى المعرفى، ولكنهما أقرب ما يكون إلى الفكر الاستثمارى الكمّى، وبالتالـى لم يصلنى من أغلبها أنها وجه آخر للتسطيح والتسكين والترييح والتسليم.
4- إن علاقة الدين كطريق للإيمان وثيقة، وهى تتجلى أثناء ممارسة الطب النفسى، لكنها لم تأخذ حقها، ويبدو أن اعتبار الدين مجرد شكل طقوسى، قد حل محل التدين طريقا إلى الإيمان عبر الكشف والإبداع، والاجتهاد باستمرار، وهو ما أحاول تقديمه من هذا المدخل الكشفى المعرفى؟.
5- إن الدراسات البيئية المقارنة لا تهتم كثيرا بما بعد المحتوى، فى حين أن الاختلافات البيئية والثقافية هى أساسا اختلاف تركيب، واختلاف طريقة فهم، واختلاف تناول كيانى للحياة, واختلاف غائى، وكل هذا من صلب مظاهر ومسار ومعنى المرض النفسى الذى لم يدرس بالطريقة المناسبة ولا بالدرجة الكافية، ثم إن الاختلافات الثقافية أيضا تكمن فى التاريخ بقدرما تظهر فى الحاضر، والمريض النفسى هو -أيضا- مستودع للتاريخ يكشفه المرض، وإن كان الذى يكشفه المريض هو أكثر مما يكشفه المرض، وذلك من خلال حركية الوعى بينه وبين المعالج، ولا أعنى بالتاريخ : التاريخ المسجل كتابة أو حكيا، وإنما أركز على التاريخ المرصود فى الدّنا DNA عبر ملايين السنين وأكثر، وهذا بُعدٌ تطورى آنىّ.
………..
وبعد
لم ينته المقال الناقص بعد، وأستبعد أن أكون قد قرأته كله فى المؤتمر المشار إليه، فالوقت عادة لا يسمح بهذا الحجم والتفصيل، ثم إننى عثرت عليه مسجلا بالعربية، وأيضا هو ناقص كما ترون وكما سوف ترون، ولعله كان المسودة الذى اختصرتها لما ألقيته بالإنجليزية فى المؤتمر، أما تسجيله هنا فهو يحتاج إلى تبرير مناسب.
أولاً : أنه جاءت الإشارة إليه بالنص فى مقدمة الكتيـَب القديم عن التشخيص كما ظهرت فى مقتطف مقدمة ذلك الكتيب بالإنجليزية (نشرة أمس).
وثانياً : لأنه يسجل تاريخ وعمق علاقة ما أقدِّم – وما سوف أقدِّم – بالبعد الثقافى الذى أنتمى إليه – بالذات بما يرتبط بتوسيع مناهل المعرفة والاعتراف بفضل دينى وإيمانى ولغتى على مسار فكرى وتحديد منهجى .
وللمقال بقية ومازلت مفتقدّا الجزء الأخير، لكن دعونا نختم بها هذه “الوقفة” التاريخية مهما كانت ناقصة.
[1] – هممت أن استعمل الكلمة الجديدة المضغمة التى صكّها أ.د. على زيعور ليكون العنوان “… من منظور عرباسلامى، فهى كلمة أقرب إلى ما أريد لكننى عدلت – شاكرا له – لأحافظ على عنوان المقال كما ألقيته سنة 1992 .
[2] – ملف الأحلام (من نشرة 29-6-2015 إلى نشرة 18-10-2015)، عدده 179 صفحة A4
[3] – نشرات الجسد : (نشرة 6-11-2007 ) و(3 -12-2007) و(نشرة 24-12-2007).
[4] – للتذكرة: هذه الورقة قدمت فى مؤتمر سنة 1992
[5] – مرة أخرى، لاحظ تاريخ كتابة هذا المقال!!