نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 13-11-2016
السنة العاشرة
العدد: 3362
الطبنفسى الإيقاعحيوى (123)
Biorhythmic Psychiatry
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى
حيرة بالغة
ما رأيكم، دام فضلكم؟!!
مقدمة:
اعلنت حيرتى أمس وأنا أهم بمواصلة تقديم أصل الأصول “الفصام”: أصل الجنون، وأصل كل الأمراض النفسية، وهو هو أصل التطور فالنمو والإبداع، حتى تعميق وتجديد الإيمان، ولم أستقر حتى آخر النشرة كيف أواصل، حيث قلت نصا: “وإلى الغد دون وعد بالاستمرار فى اتجاه معين”،!!،
وطبعا حين أقول عن الفصام أنه “أصْل” ، فأنا لا أعنى أن كل ذلك ينبع منه، وإنما أقصد أن حركيته الحتمية هى وراء كل هذه الظواهر الحياتية الإيجابية والسلبية، دفاعا ضد تماديه، أو جدلا للإحاطة به، أو تسليما لغلبة مساره التفكيكى (وكل هذا أشرنا إليه وسوف نعود له !!),……..
……………
خطرت لى عدة احتمالات إلى أن أستطيع أن أخرج من هذه الحيرة، أعرضها كما يلى:
1) أن أعيد نشر الحالات التى أشرنا إليها الأسبوع الماضى ( قد بلغت أكثر من ثمانمائة صفحة من الحجم الكبير (A4) مع إضافات مناسبة عن دور موقف الطبنفسى الإيقاعحيوى منها (إذ يبدو إننى أمارسه قبل تسميته).
2) أو أن أمضى فى لغتى الخاصة مع التجاوز عن مدى صبر المتلقى أو قبوله.
3) أو أن أتوقف نهائيا عن استكمال “التنظير” فى الطب النفسى مكتفيا بعرض الحالات، وعينات العلاج، مثل أبواب: “حالات وأحوال”، و”التدريب عن بعد” ومقاطع ومشاهد وألعاب من “العلاج الجمعى”، كما كان الحال قبل أن يطلب منى طلبتى أن أسجل خبرتى فى كتاب فى متناولهم، (فكانت البدايات مع كتاب “الأساس فى الطب النفسى”) ثم تخلـوا عن المتابعة، وعن التعليق وعن وعود الترجمة (وفقهم الله!).
4) أو أن أعود لأكمل ما تبقى فى المقابلة الإكلينيكية وهو “الاستقصاءات” ثم “الملخص والصياغة”، خاصة وأن “الصياغة” هى المدخل إلى تطبيق عملى لما يمكن أن يتميز به الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى، فالصياغة مرتبطة بشكل أكثر مباشرة بالنفسمراضية التركيبية وهى التى تهدينا إلى التخطيط العلاجى أكثر من التشخيص غالبا، دون إهمال أو إغفال التشخيص طبعا.
وبعد:
سوف أكتفى اليوم بعرض هذه الاقتراحات، فإن وصلنى ترجيح أى منها فكرت فيه وربما أخذت به، وإلى أن يصلنى ما يعيننى دعونى أدعو الله أن يهدينى للأوْلى حاليا فهو أعلم بتقـّلب وجهى للمعرفة، ورغبتى فى مواصلة الوفاء بحمل الأمانة، وهو الذى أمر نبينا عليه الصلاة والسلام أن يبدأ دعوته بأن “يقرأ”، فأوّل وأوْلى ما نقرأه هو كيف خلقنا فى أحسن تقويم ، ومن ثـمَّ: كيف نحافظ على ماخلقنا به : إليه .