نشرة “الإنسان والتطور”
الاثنين: 6-2-2017
السنة العاشرة
العدد: 3446
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (157)
وقفة مراجعة واسترشاد
هذه النشره كلها مقدمة:
أمرّ حاليا بظروف طيبة بفضل الله، ومؤلمة ومتحدية بحسابات البشر، لا أجد مبررا لتعدادها، لكن المهم بشأنها هو أنه يبدو أنه سوف يترتب عليها أن يضيق وقتى أكثر حتى أعجز عن مواصلة كتابة هذه النشرة اليومية التى دخلت عامها العاشر من خمسة أشهر، وأنا احمد الله على أن منحنى القدرة على الاستمرار حتى الان، وأدعوه سبحانه وتعالى أن يغفر لى تقصيرى وقصورى.
ترتب على ذلك أن خطرت لى خواطر تدعونى لاتخاذ بعض القرارات التى قد تساعدنى على الاستمرار فى حمل الأمانه ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأنا أكرر دعوة الصوفى الطيب “اللهم أعنّى أن أملأ الوقت بما هو أحق بالوقت“. حين كنت أردد هذا القول من قبل، وأدعو طلبتى (أبنائى وبناتى) وبعض مرضاىَ إلى محاولة تجربة الالتزام به، كنت أحسبه أمرا يمكن تنفيذه ولو بدرجة نسبية، لكننى الآن حين ثقلت الأمانة، وزادت الواجبات وتعددت المطالب واحتدّ الرجاء من الأمِلين فىّ، وضاق العمر، اكتشفتُ أنه مطلب صعب المنال جدا، فأنا لم أعد أستطيع أن أميز بدقه ما هو “الأحق بالوقت” الذى يستحق أن أملأ به ما تبقى لى من وقت، وقد حاولت أن أستعين ببعض الأقربين ممن حولى، ويعرفون كيف أملأ وقتى (تقريبا)، وأن أستشيرهم فى التفضيل بين مهمتين – مثلا – تتنافسان على وقتى فى لحظة بذاتها وإذا بالمستثار -بمنتهى حسن النية والثقة فى شخصى- يعرض علىّ مهمة جديدة يرى أنها أوْلى مما كنت أستشيره حولهما!!
أى والله.
خذ مثلا:
تقوم ابنتى مُنَى وهى استاذ فى كلية الطب جامعة القاهرة، قسم الطب النفسى (وأشياء أخرى) بإنشاء مركز للتدريب والتنوير والتثقيف والبحث والكدْح والابداع، وهى تقول لى أن ذلك مرتبط أشد الارتباط بما وصلها منى طول عمرها (كما تزعم)، وكلما حاولتُ أن اثنيها عن بعض ذلك وأن تكتفى بنشاطها فى الجامعة وفى مجال العلاج الجمعى – الجمعية التى أسستها وأنجحتها، محليا ودوليا-، أصرّت على ما تفعل، وهى تذكّرنى أننى السبب فى ما تلح علىّ فيه، لأننى أنا الذى علّمّتُهَا ألا يكون لحياتها معنى إلا بالناس وللناس ابتغاء وجهه، فأتذكر بعض ذلك وأخجل وأنا أحمده، وأدعو لها، ثم إذا بها تتقدم لى بعشر اقتراحات (مع المبالغة!!) وتطلب منى مواعيد لإنجازها، او مواعيد للمشاركة فى تفعيلها
لا أطيل فيما يمكن استنتاجه بعد ذلك مما لا داعى لذكره
خطرت لى فى وقفة المراجعة هذه عدة أفكار ولّدَت عدة اقتراحات كادت تصل إلى قرارات، لكننى وجدت نفسى لست متحمسا لتنفيذها جميعها، ولا حتى لتنفيذ بعضها، علما بأننى سبق أن عرضت أفكارا أشبه بذلك – لمن يذكر- ولم يُشِر علىّ إلا قلة من الأصدقاء على رأسهم الابن الفاضل صاحب الفضل أ.د.جمال التركى، وكانت مشوراته دائما حانية واقعية أمِلة فى نفس الوقت.
وأكتفى اليوم بتقديم خمس قرارات أو خواطر أو اقتراحات لمن يهمه الأمر، وأنا أعرف- وهو كذلك – أننى سأحسن الاستماع، ثم يفعل الله ما يشاء ويختار.
1- أن أتوقف عن مواصلة النشرة اليومية بمجرد أن يتم عمرها عشر سنوات (أى فى 31/8/2017، أو قبل ذلك حسب مشيئه الله)
2- أن أختصرها من الآن وحتى هذا التاريخ، بل وحتى إذا امتدت بعده، بحيث لا تزيد عن 400 كلمة اكتب فيها أهم الأفكار والفروض باختصار دون شرح أو تفسير إلا لمن يطلب ذلك فى بريد الجمعة، حتى أتفرغ للتدريب العملى والإشراف المباشر لتنمية الخبرات وتحريك الوعى لمجموعات أوسع وأوْلى كما تخطط ابنتى.
3- أن أكتفى من الآن فصاعدا بموضوع واحد، وأرجح أنه “الفصام” كما تجلّى مؤخرا، وهو الذى اعتبر قراءته وتفسيره بمثابه المفتاح لشفرة قراءة الطبيعة البشرية، وقوانين الحياة، وكل الأمراض وعمق أصل الإبداع، وامتحان الكدح إليه، بما يرتبط خاصة بالطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى.
4- أن أسمح لنفسى بنشر ما سبق نشره إما باختصار، أو باقتطاف، أو بتحديث محدود، سواء كان قد سبق نشره فى هذه النشرات أو فى أى مما سبق لى نشره ورقيا أو سبق تسجيله إلكترونيا، على ألا تتعدى النشرة نفس عدد الكلمات (400).
5- أن أكف عن كل هذا واتفرغ لجمع ما تفرّق منى هنا وهناك، وأعيد تحريره للنشر الورقى، ثم الإلكترونى، وياحبذا التقنى التحريكى (1) فى شرائح متاحة، والتى ثبت لى أنها أكثر قدرة على التوضيح والوصف، وخاصة أن كل ما أقدمه، – وهو كل ما وصلنى – لا يمكن استيعابه كما أرجو إلا من خلال مواكبه بُعْد الحركة الذى يمكن تمثيله بهذه التكنولوجيا الأحدث (وهى إضافة رائعة أتاحتها لنا التكنولوجيا القادرة الأحدث).
أما بالنسبه لواجباتى الأخرى وما يتعلق بالتزاماتى نحو من يرجون منى خيرا أو يأملون نفعا، فهى تدور بتلقائية ذاتية يومية رائعة لا أملك لها وقفا، إلا أن يشاء الله غير ذلك كيف يشاء وقتما يشاء.
ما رأيكم دام فضلكم (بالشروط السابقة)؟
[1] – animation