نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 14-1-2017
السنة العاشرة
العدد: 3424
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (146)
خطوات أكثر تحديدا لممارسة (1)
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى
مقدمة
بعد كل هذا التمهيد وهذه المقدمات وددت أن تكون اللغة التى أتناول بها تقديم ما أقدم أكثر وضوحا وتحديدا، إلا أننى بمراجعتى ما قدمت وأثبت وكررت، وأيضا من خلال بعض مناقشاتى مع زملائى (الأصغر خاصة) وطلبتى، وجدت أننى لم أحقق ما أريد، ونظرا لعجزى عن ابتداع كلمة جديدة بدلا من لفظ “المخ” كان يمكن أن تعفينى من هذا الحرج، وقد تمنع كثيرا من الخلط، أجدنى مضطرا إلى أن أبدا كل نشرة فى هذه المرحلة بتحديد مبدئى (سوف يبدو سخيفا من فرط تكراره) فى بضعة سطور ربما أجدنى مضطرا لتكرارها قبل أى نشرة تتعلق بهذا الموضوع.
أولاً: المخ ليس فقط هو العضو داحل عظام الجمجمة، فهو ليس كيانا تشريحيا (1).ثانياً: المخ فى حضوره الفاعل النابض هو وعى مشتبكىّ ممتد.
ثالثاً: المخ ليس واحدا، والأمخاخ منظومات نيوروبيولوجية طاقاتية غائية متعاونة ومتكافلة فى الصحة. رابعاً: الجسد وعىٌ متُعيِّن (2) فهو مَسْمَعٌ للمخ، ومشارِكٌ له، ونابض معه خامساً: “المخ/الوعى” ممتد خارج الجمجمة وبعد الجسد سادساً: وهو ممتد لما بعد الذات إلى دوائر أوسع فأوسع من الوعى (الأمخاخ) بلا نهاية! |
هل تسمحون لى أن أبدأ كل نشرة بهذه السداسية حتى نصل إلى لغة مشتركة ولو نسبيا تجمعنا ولو نسبيا؟!
منطلقات أساسية لممارسة الطبنفسى التطورى (مبادئ عامة):
(1) أهمية التعامل مع الأمخاخ أكثر من التعامل مع الأعراض، فالأعراض نتعرف منها على نشاط الأمخاخ ما أمكن ذلك.
(2) أهمية التعامل مع “الطاقة” كمًّا ونمطُاً ونبضاً، طول الوقت
(3) أهمية النظر فى حقيقة وموضوعية وهدف “ملء الوقت” (بكل التفاصيل)
(4) أهمية ترتيب العقاقير تطوريا هيراركيا، وليس كيميائيا معمليا، وذلك من واقع الفروض فالممارسة
(5) أهمية الربط بين التأهيل والتنشيط للأحدث من الأمخاخ، جنبا إلى جنب مع التثبيط والتحجيم فالتنظيم للأقدم منها، بهدف العودة إلى النبض المتناغم والمتبادل (الإيقاعحيوى السليم)
(6) أهمية رصد الأعراض الناتجة مباشرة عن نشاز مخ أقدم، وتمييزها عن الأعراض المترتبة عن إعاقة أو تشويه عمل مخ أحدث نتيجة لهذا النشاز.
خطوات التطبيق
توصية: يستحسن الرجوع إلى جدولَىْ المقارنة المرتبطين بهذا الموضوع: الأول ويشمل المقارنة بين الطب النفسى التطورى (فقط) والطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى، وقد بينت فيه أن إضافة “الإيقاعحيوى” إلى “التطورى” هى إضافة جوهرية لأنها تُحْضِرُ عملية التطور “هنا والآن” ولا تكتفى بقراءتها تاريخا لاستلهامها حاضرا، بمعنى أننا فى الطبنفسى الإيقاعحيوى نتعامل مع عملية تطور جارية فعلا طول الوقت وليس مع ناتج تاريخ التطور، وهذا يزيدنا تفاؤلا ويزيدنا مسئولية فى نفس الوقت.
أما الجدول الثانى وهو الجدول المقارن بين الطبنفسى التقليدى والطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى، فإنى آسف لضرورة إعادة نشره فى هذا المقام مع بعض التحديث تمهيدا لتقديم الخطوات العملية لتطبيق ما جاء فيه
جدول للمقارنة بين الطبنفسى التقليدى والطبنفسى التطورى
(مع بعض التحديث)
الطبنفسى التقليدى |
الطبنفسى التطورى الإيقاعحيوى (3) |
الهدف فى المقام الأول: هو التشخيص. | الهدف فى المقام الأول: هو قراءة المريض ومعنى حضوره (وليس فقط معنى مرضه). |
مع رصد الأعراض. | الأهم هو التركيز على “الصياغة بكل مستوياتها الآن” |
ثم تحديد السبب الكيميائى (ما أمكن). | ثم قراءة لغة الأعراض والهدف من ظهورها. |
ثم اختيار المضادات (الكيميائية للسبب الكيميائى). | ثم قراءة المخ (الأمخاخ) وما آل إليه ترتيبها الآن |
ثم الإسراع بالتخلص من الأعراض. | ثم محاولة “تجنيب الأعراض” ومواصلة تنمية الإيجابيات، وكذا مواصلة الطريق برغم وجودها (بهدف أن تضمر الأعراض لاحقا). |
ثم إعطاء العقار المضاد للخلل الكيميائى المفترض. | تعطى العقاقير انتقائيا لتثبيط نشاط المخ الناشز البدائى حسب ما تشير به النفسمراضية التركيبية |
مع التوصية عادة بالالتزام بثبات العقاقير لأطول مدة (بما فى ذلك مستواها فى الدم). | اتباع أسلوب تعاطى العقاقير لأىِّ من الأمخاخ انتقائيا، مع الذبذبة تواكبا مع تنوع دعم نشاطات الامخاخ الأخرى. |
غالبا: التجنب الأعمى – ما أمكن ذلك – لما يسمى جلسات علاج الصدمات الكهربائية. | استعمال علاج “إعادة تشغيل المخ” بعد التمهيد لغلبة المخ المحورى الاجتماعى العلاقاتى لتولى القيادة (انظر بعد) فى الوقت المناسب بالجرعة المناسبة. |
كل ذلك مع محاولة ترييح المريض، وإرضاء الأهل. | مع احتمال دفع المريض لتحمل آلام ومخاطر النمو بما يشمل: العمل /العلاقات/ الإبداع العادى/ الإبداع الفائق/ الإيمان، مع تحفيز تنشيط الوعى الجمعى بدءًا بالأهل. |
[1] – anatomical
[2] – Concretized Consciousness
[3] – بدءًا من هذا سوف نكرر استعمال مصطلح الطب الإيقاعحيوى بديلا عن الطب الإيقاعحيوى التطورى للاختصار.