نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 2-1-2017
السنة العاشرة
العدد: 3412
الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (142)
تخطيط النفسمراضية التركيبىة
تذكرة وتحديث
مقدمة:
الجديد فى تطور النظرية، ومن ثم الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى هو إضافة هذا المستوى الإيجابى فى تركيبة الأمخاخ (تعدد العقول)، ويشمل المخ الاجتماعى التكيفى ،والمخ التواصلى الجدلى الإبداعى، هذه الإضافة شديدة الأهمية ، لأنه من مبادئ الطبنفسى الإيقاعحيوى البدء بقراءة النص البشرى برصد ما جرى فى التركيب الحالى (وخاصة للأمخاخ) بإيجابياتها وسلبياتها، فلم يعد يكفى أن نرصد نشاط المخ النكوصى الانسحابي، أو المخ القتالى الكرفرى، وما جرى نتيجة لذلك على الصحة والأداء السليم، وعلى التواصل والنمو، وإنما علينا أن نرصد حالة ونشاط وتاريخ المخ الأحدث وهو المخ الاجتماعى، والمخ الأقدر على التكامل والجدل والإبداع، وهو الصورة الطبيعية لمسار التطور، وهو ما أسميناه المخ التواصلى الجدلى الإبداعى، وهو ليس أحدث تماما، لأنه من طبيعة التركيبة البشرية ، بل والحياة، القادرة على النمو والتطور من خلال برامج البقاء كما أنعم الله بها على الأحياء الذين بقوا حين اتبعوها، وبالتالى فهى أكرم ما تكون عند الكائن البشرى إذا ما حمل أمانتها.
الشكل فى أول النشرة يشير إلى ذلك أكثر من الجدول، لكن لعل الجدول يضيف بعدا للمقارنة
جدول يبين آخر تطورات الأسماء التى نتعامل بها للتعرف على هذه المنظومات
(الأمخاخ) وهى التى سوف نبدأ منها قراءة المخ (النص البشرى)
ومن ثم توصيف النفسمراضية التركيبية تمهيدا للتخطيط العلاجى.
الاسم حسب مدرسة “العلاقة بالموضوع” | الاسم من وجهة نظر الطبنفسى الإيقاعحيوى | اسم منظومة الوعى المقابلة = المخ (كما جاء هنا) | |
Schizoid Positionالموقع الشيزيدى = | Regressive withdrawal defensive phase= الطور النكوصى الانسحابى الدفاعى | المخ البدائى المنسحبPrimitive Regressive brain | |
Paranoid Positionالموقع البارانوى | Fight – Flight Suspicious phaseالطور الكر /فري التوجسي | المخ القتالىFighting Brain | |
Depressive Positionالموقع الاكتئابى | Relating Strenuous Ambivalent phaseالطور العلاقاتى الصعب متصادم الوجدان & الواعد بالتواصل | المخ الاجتماعى المتعسر | |
المخ الاجتماعى التكيفى | المخ التواصلى الجدلى الإبداعى |
من هنا يمكن القول:
1) أننا نتعامل مع مستويات وعى (أمخاخ) وليس مع مواد كيميائية أو أعراض، وكلاهما ليس إلا مظهرا لما جرى فى التركيب الكلى لمستويات الوعى وعلاقاتها ببعضها البعض
2) إن الأعراض تهدينا إلى أى الأمخاخ طاَحَ نشازا، وأيها استولى على الطاقة وأيها أصبح أعجز تأثيرا إذا انسحبت منه الطاقة، وأيها يحتاح إلى تثبيط مناسب، وأيها يحتاج إلى تنشيط لازم.
3) بناء على ذلك، أمكن من واقع الممارسة أن نحاول ترتيب العقاقير ترتيبا هيراركيا (تطوريا) لا يركز على معادلة مادة زائدة، أو تعويض مادة ناقصة، بقدر ما نستهدى من الممارسة كيف يغيّر التدخل الكيميائى فى تنظيم مستوى بذاته من مستويات الوعى، بإعادة تشكيل علاقات مشتبكاته الكيميائية نتيجة استعمال هذا العقار أو ذاك، والمنطلق كان دائما وما زال إكلينكيا قبل أن يكون معمليا، (وهذا ما سنرجع إلى فروضه لاحقا ببعض التفصيل)
4) يترتب على ذلك أيضا تنظيم التأهيل والعلاجات المعرفية والسلوكية والعلاقاتية (الجماعية خاصة) بحيث نخاطل كل مخ بلغته، فى محاولة ترويض الناشز دون سحقه، وتنشيك المعاق دون السماح له بالعودة إلى الإزاحة والقمع (أنظر بعد)
وبعد
هذا بصفة عامة، ولعل الأمر يتضح أكثر مع عرض حالات أكلينيكية ومتابعتها تفصيلا إذا أتيحت الفرصة؟
ولعل الأمر يتضح أكثر حين ننشر شكلا أو اثنين للتصور السابق على هذه الإضافة