نشرة “الإنسان والتطور”
24-11-2010
السنة الرابعة
العدد: 1181
الفصل الأول
الصحة النفسية (7)
الحركة – اللغة – الزمن- الإيقاع
مراجعة
….، وهكذا كدت أتراجع عن هذا الفرض حين اختلط لفظ الجنون بكل ما تمنيت ألا يختلط به، لم أتمكن أن أفعل ذلك ببساطة، ففكرت فى البحث عن ألفاظ بديلة منعا للخلط والتداخل والربكة، إلا أننى وجدت أننى بذلك أتنازل عن الهدف الأساسى وهو تقرير أن ما نسميه “جنونا” هو جزء حركى أساسى فى تركيبنا مهما كانت تجلياته الظاهرة التى استولت على اللفظ بهذه السلبية الشائعة، بصراحة: لم أجد لفظا مناسبا يمكن أن أستعمله وأنا لا أعنى إلا الجنون الذى أعايشه مع مرضاى ومع نفسى، ومع الإبداع ومع النقد الأدبى، خاصة وأن ما وصلنى من تعليقات – برغم قلتها – كانت شديدة الأهمية، فهى لم ترفض الفكرة الأساسية، ولا حتى استعمال لفظ الجنون، لكن وصلها احتمال الخلط وسوء الفهم.
نقرأ معا هذه المقتطفات من الأصدقاء والصديقات
(الصديقة: ……..)(1)
رغم انى غير متخصصة في الطب النفسي ولكنى ازعم انى افهم هذا المقال بشكل كبير جدا ليس لعبقريتى الزائدة اولحبى لهذا العلم الذى يتعامل مع اسمى ما تمتلكه البشرية الا وهو العقل ولكن نظرا للقدرة على توصيل المعلومات العلمية النفسية الدقيقة بشكل يسهل على غير المتخصص الفهم كما لو كان يطالع نصا ادبيا شغوفا باستيعابه
“يكون الانسان المعاصر صحيحا نفسيا بقدر ما يصبح الجنون جزءا من وجوده….”
كده انا اطمنت انى صحيحة نفسيا لانى فهمت ان قدرة الانسان على الانتصار على جنونه والتعامل معه والعودة الى حالة التعقل والانضباط هى دليل على سلامة صحته النفسية.
نلاحظ هنا كيف أن الرسالة وصلت إلى الشخص العادى أنه إذا اطمأن عل قدرته على الانتصار على جنونه، وليس إنكاره، يعرف كيف يتعامل معه.
ثم لاحظ حكاية “العودة” إلى حالة التعقل، إذن فقط التقطت الصديقة فكرة “التعامل مع الجنون ” ثم “العودة” التى تعنى تغير الأحوال.
قارن ذلك بهذا الترحيب العشوائى بالجنون، وهو ما خشيت منه حين تصل الفكرة فجة، فليستجيب لها صديق آخر بالتصفيق والتهليل : هكذا:
(الصديق:….)
حقيقى كلام حضرتك مرآة للواقع الصعب والمخبول الذى نعيشة ….فى دنيا العقلاء…ياريت كنت مجنون!!!!!
فأرد عليه قائلا:
إياك إياك
الجنون فى نهاية النهاية هزيمة وإجهاض لثورة
نحن لا نحترم إلا مشروع الجنون فى بداياته، ثم نحترم نجاحه إذا تحول إلى إبداع، ونتعامل معه فى حدود دوره إذا لم نستطع أن نواكبه إلى حالة الإبداع،
أما أن نصفق له ونتمناه حلا نهائيا، فهذه هزيمة
نقرأ متقطفا آخر من استشارى أشعة تشخيصية (ليس طبيبا نفسيا!!)
(الصديق:….)
– لا يوجد شئ اسمه العاقل ولكن يوجد شئ اسمه المجنون الذي يريد أن يعقل جنونه فيعقل
– يخفي العقلاء جنونهم تحت زعم العقل. والمجنون (داخلهم) يضحك ويقول لهم لا يا شيخ بالذمة جد؟؟؟؟
الجنون اليقظ ان لم يصاحبه فعل يقظ فلن يتوقف عن ارسال الحمم
وبعد
ربما يثبت – مع المضى فى التجربة – أن المشاركة فى الحوار أثناء تأليف الكتب، وخاصة إذا كانت من هذا النوع الحالى المزدحم بفروض غير مكتملة، نابعة من تسجيل الخبرة المعُايشة، هى سبيل آخر لأخذ رأى عينة من المتلقين أولا بأول، وخاصة من غير المختصين، قبل الإصدار النهائى للعمل فى صورته الورقية الثابتة (ولو لمدة الطبعة الأولى، ـ أوأى طبعة واحدة)
أغلب التعقيبات، على قلتها، نشر معظمها فى بريد الجمعة الماضى، جاءت تؤيد فكرة التناوب بين حالات الوجود الثلاثة” (العادية والجنون والإبداع)، لكنها فى نفس الوقت تستغرب استعمال كلمة الجنون بمضمونها الموحى بإيجابية ما هكذا، ويبدو أننى قد كنت أعيش هذا المأزق فعلا حتى قبل أن تصلنى التعقيبات، حتى كدت أندم على التسرع فى عرض الفرض هكذا، بل امتدت مراجعتى إلى إعادة النظر فى مشروعية سبق نشر الفكرة بهذه اللغة سنة 1986، جاءت كل التعقيبات المندهشة الصادقة برغم التحذير المبدئى الذى نشرته فى الحلقة السابقة فى محاولة التفرقة الواضحة بين الجنون “النشط” activeفى بداية حركية عملية الجنون، والجنون “المآل” outcome المسستب الذى يعلن الهزيمة والشذوذ والانسحاب، لم ينفع كل هذا التحذير المبدئى.
وهكذا عدت أراجع الفرض الاصلى المنشور سنة 1986 فى مجلة فصول العدد الرابع، ثم بعد أن تم تحديثه فى كتاب “حركية الوجود وتجليات الإبداع”، فوجدت أن الفكرة واضحة، والتحذير من الخلط بين ما شاع عن كلمة “جنون” وبين استعمالى لها، مقدم قبلها بتنبيه كاف، إلا اننى حين وصلت إلى جداول المقارنة (ص 227-257) وجدت أننى شرحت حالة “العادية بما تستحق”، وأيضا “حالة الإبداع” مع التوسع فى مفهوم الإبداع ليشمل الإبداع الذاتى دون أن يقتصر على ناتجه المسجل بالضرورة، إلا أننى حين رحت أصف حالة الجنون (فى الجداول وشرحها تحتها فى الملحق خاصة) وجدتنى قد ذكرت كل أوصاف الجنون السلبية (وليس المفهوم الذى قصدته) وهى الصفات التى أعايشها مع أغلب مرضاى: إما فى مرحلة الهزيمة والتراجع، أو فى مرحلة التفسخ والتناثر، أو فى مرحلة الاندمال والتكلس، وما هذا هو الجنون الذى أعنيه اصلا حين استعملت تعبير “حالة الجنون” كمرحلة دورية تتناوب مع حالة العادية والإبداع، وهكذا وصلنى الخطأ الذى وقعت فيه سابقا، وهو خطأ لا يتعلق بجوهر الفرض، وإنما يتعلق باحتمال الخلط فى استعمال الألفاظ.
فتعقب زميلة قديمة وصديقة طبيبة نفسية استشارية من مدرستنا بما يلى :
(د. ……….)
المقتطف: “يكون الانسان المعاصر صحيحا نفسيا بقدر ما يصبح الجنون جزءا من وجوده، وفى نفس الوقت لا ينفصل عن كل الوجود ليقوده إلى التناثر”.
التعقيب: أن شرحك لحالات الوجود الثلاثة (العادية والجنون والإبداع) فى هذه اليومية الرائعة “عملىّ دماغ” حيث أنها صححت بعض اللبس الذى أصابنى عند قرائتى (لجدلية الجنون والإبداع) حين نشرتها وايضا أكدت صحة فهمى لباقى المقالة. فشكرا لك.
ثم نرجع إلى صديقة أخرى غير مختصة ونسمعها تقول: الصديقة:
إنني اتفق تماما مع الفكرة ولكنني أختلف فى المسمى “حالة الجنون”، لأن الجنون مرتبط بكل ما هو غير طبيعى. وربما لذلك يرفضها الكثيرون عندما يمرون بها ويفضلون القبول “بالعادى” لأنها تشعرهم أنهم فى طريقهم للجنون. ولكن هذه الحالة، كما ذكرت فى المقال، هى ضمن الدورات الطبيعية لأى فرد.. بالنسبة لى، هى أصل طبيعة الإنسان، هى “حالة استنارة”، حالة رفض العادى، محاولة، أو بالأصح فرصة لاكتشاف الذات ومعرفة الهدف من وجودى على الأرض. فعند الوصول لهذه الحالة وقبولها والقدرة على التعامل معها يبدأ الانسان فى ممارسة الحياة الطبيعية (الحياة الحقيقية).
نلاحظ كيف استعملت هذه الصديقة تعبير “ضمن الدورات الطبيعية” وتظل الصعوبة فى كيف نجعل الحياة الحقيقية طبيعية “ربى كما خلقتنى”.
قراءة أعمق فى ماهية ما أسميناه “حالة الجنون”
وهكذا أتاحت لى فرصة الاعتذار عن نشرتى الثلاثاء والأربعاء الماضيين (إجازة العيد) أن أبحث من جديد فى أسباب هذه الربكة، أو هذا التناقض، أو هذه الدهشة التى تمثلت فى “قبول الفكرة”، مع “الحذر من الخلط بين المرض واللامرض”، وهو ما نبهتنى إليه هذه التعقيبات اليقظة موافقة ورفضا وتحذيرا وتصفيقا معا
وفيما يلى بعض ما وصلت إليه:
- حالة الجنون التى نتحدث عنها هى حالة مؤقتة قد تستغرق جزءا من ثانية إلى بضعة أيام ونادرا بضعة أسابيع، مع أو بدون ظهور أعراض، وهى حالة تفكيك بيولوجيى ضرورى قد يتقدم إلى إعادة تشكيل (إبداع) وقد يتراجع إلى العادية
- أى تمادٍ فى هذه الحالة بوجه خاص، لا تنطبق عليه دورات التبادل المقترحة، (إلا نادرا بعد علاج مكثف مواكب نمائى مسئول)
- حالة الجنون (وليس الجنون) تركز على حركية التفكيك وليس على محتوى السلوك أو ظاهر السِّمات أو أسماء الأعراض
- حالة الجنون بهذا المعنى تحدث بشكل إيقاعى راتب بعيدا عن وعى الصحو، إلا فى خبرات بدايات الإبداع (التى تشبه خبرات بدايات الجنون وليس الجنون)
- حالة الجنون التى أعنيها هى حالة حتمية للانتقال من حالة العادية إلى حالة الإبداع ولو لم تستغرق سوى هذا الزمن الشديد القصر (جزء من الثانية إلى ما تيسر لتحريك التنشيط والتفكيك: أنظر بعد)
- إن الخوف المعلن من الاعتراف بواقعية هذه الحالة وضرورتها ينبع من أنه لا ضمان لمسار ناتج هذا التفكيك إلى الإبداع، ومن ثم فإن الإجهاض أو الإنكار أو كليهما يتم للاثنين معا (حالة الجنون وحالة الإبداع)
- بمعنى: إن هذا الخوف نفسه (من تمادى حالة الجنون إلى الجنون)، خاصة إذا تم بطريقة إرادية نسبيا (بمعنى الإرادة المشتملة ظاهرا وباطنا) هو الذى يحول دون إطلاق خبرات الإبداع نموا أو ناتجا.
- وهكذا – مرة أخرى- تصل حدة هذا التحفظ المشروع عادة إلى إجهاض الإبداع قبل أن يولد خوفا من التفكك غير المضمون مآله
- فى أغلب الأحوال: يمنع هذا التحفظ (أو الخوف حتى الجبن) السماح بحالة الجنون من الحضور فى الوعى خشية استمرارها، وكذلك توقّـيا لمألها السلبى فى حالة اليقظة، وهذا الخوف مشروع، لأنه نوع من الوقاية بشكل أو بآخر، فى مرحلة بذاتها، إلا أن استمراره حتى يصبح حاجزا صلدا مستمرا ضد الإبداع (إبداع الذات بوجه خاص) هو ضد طبيعة النمو، فهو إعاقة خطيرة لمسيرة التطور
- إلا أن الطبيعة البشرية بإيقاعها الحيوى الراتب أثناء النوم، تقوم بالواجب ببرنامج بقائى مهم، وبالتالى فلا يمكن إيقافها لأنها بييولوجية منتظمة غائرة ربما منذ ملايين السنين (إيقاع النوم:الحلم مثلا: بالذات عشرون دقيقة كل تسعين دقيقة)
- بالرغم من استحالة إيقاف هذا الإيقاع البيولوجى الطبيعى الذى يتبادل بين التفكيك (نوم الريم: REM حركة العين السريعة) وبين إعادة التشكيل re-patterning تبادلا مع حالة النوم غير الحالم، (وهو غالبا المقابل لما أسميناه حالة “العادية)، فإن الخوف (والتخويف) من المرور بمخاطرة الوعى بحالة الجنون يعمل على إجهاض ناتج الإيقاع الحيوى الفسيولوجى (فالنفسى) بمجرد الاستيقاظ
- من ضمن وسائل الإنكار ما يتم حين يجرى اختزال النشاط الحالم كله، بما يحوى من إعادة تشكيل يمكن أن يسمى “الحلم الحقيقى: استبداله بتزييف الحكى عن حلم بديل، وهو الذى يتم فى جزء من الثانية أو بضعة ثوان بين النوم واليقظة (حسب الفرض السابق الإشارة إليه: الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع)
- إن تبادل هذه الحالات –بغض النظر عن التسمية – هو حتمىٌ (بحسب الفرض الحالى) سواء تم ذلك فى الإيقاع اليوماوى circadian، أو الإيقاع النمائى growth biorhythm، أو الإيقاع الإبداعى
- إن غياب الوعى بحتم الإيقاع الحيوى هكذا، يكمن وراء إنكاره ومواصلة المحاولة المستحيلة لإيقافه، ولكنه ينجح فى إبطال فاعليته النمائية.
- إن غلبة حالة “العادية” على سلوك شخص بذاته مدى الحياة (خاصة بعد مرحلة الطفولة والمراهقة)، هو ما يحدث لأغلبنا، لكنه لا يمكن أن يلغى حركية الإيقاع بين التفكيك (الجنون)، والإبداع (إعادة التشكيل).
- إن استمرار طغيان “حالة العادية” طول الوقت مع إنكار التناوب فى الوعى هو ما يسمى الاغتراب (العادى) عادة.
- إن ما أسميته “إبداع الشخص العادى”، فى فرض تشكيل الحلم فى أطروحة “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع” هو هذا النوع من الإبداع الغالب فى حركية هذا الإيقاع الحتمى، وهو الذى اعتمدنا عليه فى فرض ان كل إنسان – بلا استثناء – مبدع برغم أنفه.
- إن ما نمارسه فى العلاج الجمعى، مثلا: (لعبة نعمل حلما) (“نشرة 22-9-2010 فرض: نحن نؤلف أحلامنا”) أو لعبة “فائدة عدم الفهم “دانا لما مابافهمشى يمكن”) هو دعم غير مباشر لهذه الفروض الحالية دون حاجة إلى إثبات بالأساليب المنهجية التقليدية أو المنطق المعتاد.
اقتراحات بديلة
أكتفى بهذا القدر وأختم هذه المراجعة بأن أقترح أن تكون تسمية الحالات المتناوبة كما يلى ::
- حالة العادية الدفاعية
- حالة التفكيك التنشيطى المغامر
- حالة إعادة التشكيل الإبداعى
فتحل هذه المصطلحات محل “العادية” و”الجنون” و”الإبداع”
- وقد يكون فى إضافة صفة الدفاعية إلى حالة العادية ما يؤكد غلبة استعمال آليات الدفاع فهى تقربنا من المستوى الدفاعى الذى جاء فى الفرض الباكر (سنة 1971)
- وقد يكون فى استبدال حالة التفكيك التنشيطى المغامر بكلمة الجنون، ما يحدد أى نوع من الجنون نعنى ونحن نؤكد على أن بكل منا دورات تدخلنا فى مجال مرحلة مما يسمى جنونا لا يمكن تجنبها، وأن التعامل مع “حالة الجنون” بكل هذا الرعب من “الجنون” نفسه، هو الذى يؤدى إلى الإنكار الكامل، والإجهاض الجاهز باستمرار مما يفسد آلية استيعاب التنشيط اللازم للنمو والإبداع من ناحية، كما أنه يقلل من احترامنا لأزمة الجنون التى يصاب بها بعضنا بين الحين والحين، باعتبار ان المجنون هو صنف آخر من البشر، وتركييب آخر من الوجود، وأننا: نحن – الأسوياء- لسنا معرضين لما تعرض له، وهذا الإنكار إن نفع البعض لاستمرار الأمان داخل ميكانزمات العادية، فإنه قد يصبح نقيصة لمن يتصدى لعلاج الجنون خبرة إنسانية معاشة عند كل الناس، ينبغى احتواؤها، لا إسقاطها على المرضى فحسب، فضلا عن هذا الاحتواء هو الطريق الأنسب توافقا مع الإيقاع الحيوى استكمالا لدورات الحالات المذكورة
- كما قد يكون فى إستبدال إعادة التشكيل محل تعبير الإبداع ما يسمح لمن يقصر مفهوم الإبداع على الناتج المبدع فنا أو علما دون النمو الذاتى ودون خبرات الكدح الإيمانى للتناسق مع الإيقاع الحيوى الكونى، ما يسمح لهؤلاء بتوسيع مفهوم الإبداع الذى نعنيه ونحن نحاول أن نتناول الصحة النفسية من منظور الحركة والزمن والهارمونى جميعا.
وهذا ما سوف يرد فى الحلقات القادمة (وربما فى الكتاب كله).
الخلاصة
من كل ذلك كان علىّ أن أقدم هذه المراجعة بعد الوقفة بما تيسر من شرح وتوضيح، حتى لا ينتهى بنا الأمر إلى أن نصفق للجنون وكأننا نعتبره حلا، وفى نفس الوقت نحتفظ بحقنا باعتبار حالة الجنون طبيعة بشرية فى حدود الحركة والإيقاع.
آخر لحظة
هذه النشرة “الإنسان والتطور” هى امتداد محدود، لمجلة خاصة اسمها “الإنسان والتطور”، فجأة تذكرت أننا تناولنا هذا الموضوع من أول عدد يناير سنة 1980 فى سلسلة متتالية فى السنوات الأولى حتى عدنا إليه فى عدد 63 أكتوبر 1998، وكان ذلك فى مشروع كتاب حوارى مع المرحوم محمد جاد الحق، وسميناه ” الحكمة الملقاة على قارعة الطريق” لكنه لم يكمل كالعادة،
كذلك نبهت إلى خطورة هذا الخلط بين حكمة المجانين وبين “خذوا الحكمة من أفواه المجانين، وذلك فى كتابى الذى اضطررت أن اسميه “حكمة المجانين”. والذى آمل أن أغير عنوانه فى الطبعة التالية وهى التى تنشر تباعا كل اثنين فى هذه النشرة.
ملحوظة أخيرة
الأرجح أننى سوف أقوم بتعديل الجداول التى سبقت فى أطروحتى الباكرة لأضيف خانة رابعة اسمها “الجنون” (بدون لفظ “حالة”) مع الاحتفاظ بعامود “حالة الجنون ” كما هو وذلك فى محاولة التفرقة الأكيدة بين الاثنين لعلنا ننجح أخيرا أن نحدد الفرق بينهما .
لننتظر لنرى !
[1] – فضلت أن أحجب الأسماء، ومن يرغب أن يتعرف على أصحاب الفضل يمكن أن يرجع إلى بريد الجمعة.