نشرة “الإنسان والتطور”
21-12-2010
السنة الرابعة
العدد: 1208
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (21)
الصحة النفسية (14)
الإرادة – التوجّه – الحرية
فى تجليات الوجود البشرى
مقدمة:
أجلت المقارنة بين تجليات الوجود البشرى الخمس فيما يتعلق “بالوعى” نظراً لغموض مفهوم ما يسمى “الوعى” كما ذكرنا فى النشرة رقم (1106) ماهية الصحة النفسية (3) بتاريخ 3-11-2010، وفجأة وجدت نفسى فى مواجهة المقارنة فيما يتعلق بكل من “الإرادة” و”التوجه” وحين حاولت تعريف “الإرادة” أولاً والفرق بينها وبين التوجه، قفز إلىّ وبكل وضوح مفهوم “الحرية“، فزاد الأمر تعقيداً.
لكن لا مفر.
فى النشرة الحالية سوف أكتفى بعرض الجداول السابقة بعد التعديل والتحديث، وبعد أن فصلنا الجنون بمعناه السلبى، عن حالة الجنون/اللاجنون بمعناه الحركى الدورى، فضلا عن تعديل حالة الجنون، إلى حالة الجنون/اللاجنون.
هذا، وقد أدركت كم هى بداية صعبة أن أرص هذا الكلام هكذا بهذا التكثيف فى جداول، لكننى تصورت أن هذه البداية أدعى لاستثارة الخيال وبذل جهد التصور مسبقا ولتكن مجرد “عناوين” للمناقشة فى النشرات التالية على أن نبدأ اليوم بهذه المفاهيم الثلاثة المتداخلة بعد أن أضيف إليها بعد الحرية.
الإرادة
نعنى بالإرادة هنا: القدرة على إصدار قرار قابل للتفعيل (من بين بدائل ما أمكن) ويمكن أحيانا أن يُختبر على أرض الواقع، أو ترصد نتائجه حتى لو لم يظهر هو، يحدث هذا على أى مستوى من مستويات الوجود ظاهراً أو باطناً.
التوجه
لابد من تفرقة هنا بين التوجّه بمعنى اتجاه السهم، وبين السعى للحصول على هدف محدد له طريق معروف، وخطوات موصِّلة. إنما يقصد بالتوجه هنا الالتزام الفعلى (ليس بالضرورة الإرادى أو المعلن) بنوع من الاتجاه إلى خدمة ما يسمى “الفكرة المحورية” وهى عادة منظومة غائرة وقوية ، وليست مجرد فكرة، سواء ظهرت فى شكل أيديولوجى أم تجمعت نحوها وحولها كل توجهات السلوك والتوازن فى شكل فاعلية.
الحرية
يحتاج التعرف على ما نعنى بالحرية إلى تقديم مسهب لا مجال له هنا الآن، ويمكن مؤقتاً الرجوع إلى أطروحة “الجنون والحرية” فى الموقع، ومجلة فصول(1) ، (الكتاب ص 282-289)
[1] – نشرت فى صورتها الأولى فى مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986 ص(30 – 58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها.