09-05-2012
تعتعة الوفد
الشباب ينتخب “نجيب محفوظ” رئيسا…!!
قالت البنت لأخيها: هل ستنتخب؟
قال أخوها: طبعا.
قالت: وأنا؟ هل سيقرطسونى مثلما اتقرطست فى انتخابات مجلس الشعب
قال: وهل لو كنت شاركت فى انتخابات مجلس الشعب كنتِِ ستغيـّرين النتيجة
قالت: يجوز
قال: اسم الله، إطمئنى سوف تنتخبين العام القادم، حين تبلغين الثامنة عشرة
قالت: وهل توجد انتخابات العام القادم؟
قال: ربنا يسهل ويحلـّون المجلس من أجل خاطر عيونك
قالت: بطّـل كفى، كان ينبغى أن يكون من حق كل من ذهب لميدان التحرير أن ينتخب
قال: هذا شىء، وذاك شىء
قالت: هذا ماذا؟ وذاك ماذا؟
قال: إيش عرفنى؟
قالت: كيف ستنتخب إذن وأنت لا تعرف أى شىء هكذا؟
قال: وهل أحد يعرف شيئا، أنا سأنتخب والسلام
قالت: تنتخب والسلام!!؟ أهكذا؟ بعد كل هذا؟ وهل نحن فعلنا كل حاجة هكذا والسلام؟
قال: أنت تحاكمينى أم ماذا؟ لقد كنتِ معنا جنبا لجنب فى ميدان التحرير، وأنت مسئولة مثلى تماما
قالت: ما دمت مسئولة مثلك تماما، لماذا لا أنتخب مثلك تماما؟
قال: عندى فكرة، ما رأيك؟ تذهبين لميدان التحرير، وهات يا “الشعب يريد، برلمان جديد”، فيحلون هذا البرلمان، ويعلنون انتخابات جديدة، وتكونين ساعتها قد بلغت الثامنة عشرة
قالت: أنت تهرج وتسخر من هتافاتنا التى غيرت مصر، ثم إن عندهم هتـّيفة أعلى صوتا
قال: المسألة ليست بعلـو الصوت، وإنما بطريقة الضغط.
قالت: طريقة الضغط يعنى ماذا؟
قال: إيش عرفنى أنا سمعتها هكذا
قالت: لا أريد أن أندم، لكن الحمد لله أننى لن أنتخب
قال: لماذا؟
قالت: أنتخب من وأنا لا أعرف ما هى اختصاصات الرئيس
قال: يعنى مَن مِن المرشحين يعرف؟ خلّها فى سرك.
قالت: إذن لماذا رشحوا أنفسهم؟
قال: إيش عرفنى؟!
قالت: هو كل حاجة “إيش عرفنى” “إيش عرفنى”؟
قال: يعنى أكذب عليك مثلهم؟
قالت: وهل هم يكذبون؟
قال: غالبا، ليس دائما
قالت: كلهم يقولون إنهم سيحلون مشاكل مصر فورا
قال: أليس هذا هو الكذب بعينه؟
قالت: هل تريد أن يقول أحدهم أنه رشح نفسه وهو لا يعرف كيف يحل مشاكل بلده حين يصبح رئيسها؟
قال: أظن أنه لو اعترف بذلك يكون أقرب إلى الصدق
قالت: أنت تـُيْـئسنى، أنا لست ناقصة، طيب والدستور؟
قال: ماله الدستور؟
قالت: هل هو الذى سيحل مشاكل مصر؟
قال: يجوز!
قالت: هل الدستور سيوفر الخبز، أم البوتاجاز؟ أم المساكن، أم المدرسين الخصوصيين مجانا؟
قال: تسخرين أم تستعبطين؟
قالت: الاثنان معا، لكن قل لى : لماذا تنتخب وأنت بهذا الجهل وبهذا اليأس؟
قال: لأجد معنى لما عملناه فى التحرير
قالت: عملنا ماذأ؟
قال: قلبنا الدنيا، ماذا جرى لك؟
قالت: قلبنا الدنيا أم عدلناها؟
قال: عدلناها
قالت: وهل هى معدولة الآن؟
قال: أنت تسأليننى وكأنى الرئيس، ما حكايتك؟
قالت: والله تلاقيك نـِفسك فيها
قال: لماذا؟ هل أنا مجنون؟
قالت: وهل هؤلاء المرشحون مجانين؟
قال: إيش عرفنى؟
قالت: ومع ذلك ستنتخب أحدهم
قال: طبعا، هذا واجب وطنى
قالت: ألم تتعلم من انتخابات مجلس الشعب؟
قال: وهل كان بيدى شىء أعمله غير أن أنتخب؟
قالت: اسم الله عليك وعلى حواليك.
قال: لا تزوديها، أحسن والله العظيم ما انتخب
قالت: أنت تهدد مَنْ بالله عليك، ما ان شالله ما انتخبت
قال: هم يحتاجون صوتى
قالت: من هم هؤلاء الذين يحتاجون صوتك بالصلاة على النبى
قال: المرشحون
قالت: كلهم هكذا مرة واحدة؟ قل لى بصحيح من ستنتخب؟
قال: والله العظيم ما انا عارف، كلهم مثل بعضهم
قالت: فلماذا يتنافسون كل هذا التنافس
قال: إسأليهم
قالت: أنا ليس لى حق الانتخاب، إسألهم أنت
قال: ربنا يوفقهم
قالت: أهكذا؟ كلهم؟ هكذا مرة واحدة، نجاح بالإجماع؟
قال: ماذا أعمل لك، قرفتينى بأسئلتك
قالت: لماذا يرشح الواحد منهم نفسه، ويتعب كل هذا التعب، ما دام هو كما تقول؟
قال: أنا لم أقل شيئا: أنا أتصور أن أى واحد منهم، إن لم يكن يخطط ليلهف هو وعائلته كم مليار، فهو قد ورط نفسه فيما لا قدرة له عليه، الحكاية كبرت على أى واحد، ويبدوا أنهم سوف يغرقونها.
قالت: من هم الذين سوف يغرقونها؟
قال: أولاد الكلب
قالت: تعنى الإخوان أم القاعدة أم البلطجية؟
قال: أعنى أمريكا والماليين المتلمظين فى الداخل والخارج
قالت: المتـ ..ماذا؟
قال: الذين يسنون أسنانهم ليلتهمو بقية الضحية، أمريكا بنت الكلب تساوم كل واحد منهم ليتبعها
قالت: ومن الذى وافق منهم؟
قال: كلهم، غالبا
قالت: إذن لماذا تنتخب وتتعب نفسك؟ ما رأيك لو تنتخب أمريكا وتوفر المشوار؟
قال: نعم نعم؟!! والله فكرة!!
قالت: فهمت من كلامك أن من يترشح فى هذه الظروف إما أن يكون لصا، أو يكون غير فاهم أى حاجة
قال: أو يكون مجنونا يريد أن يصلح ما لا ينصلح
قالت: يا خبر اسود، تريد أن تفهمنى بعد كل ما فعلناه أن حالنا لن ينصلح
قال: ليس قصدى، لكن قصدى يعنى، ليس قصدى، المسألة صعبة جدا ألا ترين ذلك؟
قالت: أراه جدا، لذلك كنت أريد أن أنتخب
قال: وهل صوتك هو الذى كان سيعدل المائل؟ عندى فكرة: ما دمتُ أنا لم أستقر على رأى بعد، ما رأيك لو أنتخب نيابة عنك، يعنى أنت تختارين، وأنا أدلى بصوتى؟
قالت: موافقة
قال: إذن قولى لى يا فالحة من ستنتخبين؟
قالت: سأنتخب حازم أبو اسماعيل
قال: اسم الله!، ألا تعلمين أنهم استبعدوه من أجل المرحومة أمه؟
قالت: أعلم ونصف، ولهذا سوف أنتخبه فهو خير من يمثلنى
قال: يمثل من يا أم “بلوزة” نصف كم، أنت تمزحين
قالت: من حقى أن انتخبه حسب القانون الجديد
قال: أى قانون هذا؟
قالت: قانون اقترحتـُه على صاحبتى، أبوها فى مجلس الشعب، وسوف يقدمه ويوافقون عليه
قال: وماذا فى هذا القانون؟
قالت: فيه مادة تقول: “من ليس له حق الانتخاب يصح له أن ينتخب من ليس له حق الترشيح “
قال: والله فكرة! ساعتها سوف أتنازل عن حقى فى الانتخاب لأكون حرا مثلك وربما –يمكن أن أنتخب من أشاء حتى لو لم يترشح
قالت: ومن تنتخب؟
قال: نجيب محفوظ
قالت: وأنا معك، هل تعرف أنه تنبأ بكل شىء فى رواياته، وحكى التاريخ كأنه يحكى المستقبل
قال: أعرف ونصف، فهو خير من يمثلنا
قالت: ما رأيك، نقنع أمى وأبى أن ينتخبوه معنا، لقد قالت لى أمى أنها ستنتخب “نهى الزينى”
قال: لكنها قالت لى أنها ستنتخب “تهانى الجبالى”
قالت: إنها لا تثق فيك فأنت لا تكتم السر
قال: وأبى؟هل يرضى أن ينتخب معنا نجيب محفوظ؟
قالت: أبى قال لى إنه سوف ينتخب عمر سليمان
قالت: حتى بعد أن منعوه؟
قال: أبى لا يهمه، المهم أن يؤمّن نفسه
قالت: طول عمره يخاف من العسكر ويعمل لهم ألف حساب
قال: لا أظن أن المسالة خوف من العسكر، وإنما هو يرى أن الحكاية سابت أكثر من اللازم
قالت: وهل عمر سليمان هو الذى سيمسك السايبة؟
قال: وهل نجيب محفوظ هو الذى سيمسك السايبة؟
قالت: نعم
قال: كيف؟
قالت: بالتوت والنبوت
قال: سمعتِ آخر نكتة
قالت: أنا بطّلت أسمع نكتا أصبحت سخيفة ومعادة، خصوصا السياسية.
قال: لكنها نكتة من نكت زمان
قالت: ولو، ولاّ أقول لك، قلها لأنك ستقولها ستقولها سواء وافقت أم لا، هاتها وخلصنى
قال: سأل مراسل أجنبى الرئيس مبارك فى المركز الطبى العالمى عن رأيه فى الجارى هذه الأيام، فماذا تظنين كانت إجابته؟
قالت: قال، “خليهم يتسلوا”
قال: يا خبيثة، يبقى سمعتيها من قبل
قالت: والمصحف الشريف أبدا