اليوم السابع
الأحد 18-8-2013
الزمن “ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره”
يقول الصحفى الأمين “آلان جول” (صحفى يكتب بالفرنسية): “جاء مرسى بصناديق الانتخاب كما جاء هتلر تماما، ولكن استطاع المصريون أن يحموا منطقتهم من خطط وعنف الإخوان، ولم يستطع الألمان حماية أوروبا من عنف هتلر وحزبه، الفرق بين المصريين والألمان هو سبعة ألاف سنة حضارة استُحْضِرتْ فى التوقيت المناسب”
هذا شاهد أمين يقرأ الأحداث وهو يستحضر سبعة آلاف سنة من الحضارة والضمير والوعى والإيمان، ليفسر بها إجماع شعب عريق ألا ينساق وراء خطأ شارك فى ارتكابه، ليس فقط لسوء حساباته، وإنما أيضا لفساد الأداة المضروبة التى أدت إليه؟
يبدو أن ما يسمى الديمقراطية، بوضعها الصناديقى الراهن، قد انتهى عمرها الافتراضى، والإنسان فى كل مكان يبحث عن بديل أطول عمرا، وأصدق قياسا، وأبعد عن ألعاب تغييب الوعى، ورشوة الغرائز البدائية.
يقول الشاعر الأمريكى الرائع “باركر بالمر” (ليس كل الأمريكيين كيرى أو أوباما!!): “إنك لن تعلم أبدا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم ، على حياة الملايين غدا”!!
هل أجرؤ الآن، ورائحة الدم تزكم الأنوف حتى من خلال شاشات التليفزيون، وعويل الثكالى، أمهات أبطالنا الشرفاء من الجنود والضباط شرطة وجيشا، جنبا إلى جنب مع عويل أمهات الضحايا الأبرياء الذين ذهبوا إلى تلك الميادين وهم يحسبون أنهم ينقذون الإسلام العظيم، تلك الحضارة الخالدة المتجددة، من أمثال ” جول” و”بالمر”، دون أن يعرفوا أن أمانة هذا وذاك هى جزء لا يتجزأ من حضارة الإسلام، أقول هل أجرؤ أن أذكـّّر أولادى وأحفادى هؤلاء أن يعرفوا المقياس الحقيقى الذى يقاس به “وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ”، هذا المقياس الذى يمتد من ثوانى “بالمر” إلى آلاف سنين حضارة مصر على لسان “جول”، وأن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبنا على كل جزء من ثانية، وكيف ملأناها ظاهرا وباطنا: ثورة وإبداعا، أم صياحا واستعجالا،.. كسلا وتبريرا أم نفعا وتعميرا، “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ” و”مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا “هيا نتق الله، ونكمل المشوار، لتكون ثورة تليق بهذا التاريخ، وهذا الشعب، وهذه اللحظات المسؤولية : لحظة بعد لحظة،
ليرحم الله شهداءنا على الجانبين، ويبارك فى أعمال من تبقى يحمل الأمانة وهو يرجو لقاءه.