نشرة “الإنسان والتطور”
الأحد: 23-2-2025
السنة الثامنة عشر
العدد: 6385
الديوان الثالث
من باريس إلى الطائف وبالعكس [1]
مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا
(16) الجناز . . والجنين
[إلى ”لاكان” (أو) Lacan والبنيوية الحديثة][2]
-1-
ونعــَـى الناعِى:
أن الإنسانَ الميـِّتَ ماتْ
من زمنٍ ماتْ
والدفنةُ سرَّا
من خلفَ ظهور القتلهْ
لا يحملُ نعشَ الميـِّتِ قاتلُهُ
-2-
الميـِّتُ ماتْ
لكن شهادة دفنـِهْ
لم تـُخـْتـَمْ بعــدْ
يقضى العصـرُ المــُلـتـاثْ
أنَّ التوقيعَ يتم بخطِّ الميأِّت
والميـِّتُ يرفضُ أن يعلنَ موتـَهْ
يختلفُ الورثهْ
[هـُـمْ نفسُ القتلة]
أبناءُ سفاحِ المرحومْ
مع فــِكـْرِهْ
مع أحــْرُفِ كلماتـِهْ
مع آلــةِ فـِـتـْـكـِهْ
مع كلِّ زُنـَاةِ الخمـَّارَهْ:
الساسةُ ورجالُ العلمِ المُفرَغْ
-3-
وبرغم الفحص وتأكيدِ المشرحةِ الثلاجة
- غــُرْفـَةِ نوم العذراءِ المومـسْ -
يملأ وجه الميــِّتِ أحشاءَ الحارة
يعلنُ وسـْط الجمـْعِ الحاشدْ:
لنْ أتركـَهـَا إلا حيـَّـا!!
________________________
[1] – يحيى الرخاوى، (2017) الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس، الطبعة الثانية، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، وكانت طبعته الأولى 1983 بعنوان: “البيت الزجاجى والثعبان”، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net.
[2] – جاك لاكان : من أشهر المحللين النفسيين الفرنسيين، وهو مبدع غريب صعب جدا، وكنت قد حضرت له بضعة لقاءات (سينمار) فى باريس، ولم أكمل، ولم أفهم شيئا، واطمأننت آنذاك حين وجدت أن زملائى الفرنسيين يتحدثون عن صعوبته حتى عليهم، وقد صالحت بعض فكره فيما بعد،
أما عن هذه القصيدة فهى أننى حين وجدت الوقت يسمع لى وأنا فى مرتفع الطائف انتهزتها فرصة وقرأت كتابا بالعربية عن “البنيوية” وهو من ضمن انتماءات لاكان الحديثة، وفهمت فكرة “موت الإنسان” على قدر اجتهادى، وكيف أنه يكاد يكون مسيـَّرا فى بنية مرسومة، …إلخ فجاءت هذه القصيدة التى لا أحبها كثيرا.