الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا (6) ‏اليمامة‏ … ‏والهدهد

الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا (6) ‏اليمامة‏ … ‏والهدهد

 نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 15-12-2024

السنة الثامنة عشر

العدد:  6315

 

الديوان الثالث:

من باريس إلى الطائف وبالعكس [1]

مروراً بأى “باريس” وأى “طائف”: داخلنا وخارجنا

‏(6) ‏اليمامة‏ … ‏والهدهد

 (بعد‏ ‏حياة‏ ‏صارعتْ‏ ‏فيها‏ ‏الداخلَ‏ ‏والخارج‏ ، أنهتـْها‏ ‏من‏ ‏شاهق،‏ ‏

وتركت‏  ‏قصتها‏ ‏ممشوقة‏ ‏كالرمح‏ ‏الملتهب‏ ‏داخل‏ ‏وجدانى طول الوقت)

إخضرَّ‏ ‏الشطرُ‏ ‏الأول‏

هاجمهُ‏ ‏طيفٌ‏ ‏أصفرْ‏ ‏

ذبـُلـَتْ‏ ‏أوراقُ‏ ‏الألـوانْ‏ ‏

أحســِنْ‏ ‏توقيتَ‏ ‏الأضواءْ‏ ‏

. . .

حرمونا‏ ‏بالذوقِ‏ ‏الحانـِى ‏

والحبِّ‏ ‏الثـانى

حقَّ‏ ‏دفاعِ ‏النــَّفــْس‏ ‏

حــقَّ ‏ ‏هلاكِ‏ ‏ النــَّفــْس ‏ ‏

-1-

إذْ‏ ‏كانتْ ‏طفلــــــهْ:

إقتربتْ‏ ‏يوما‏ ‏من‏ ‏سور‏ ‏الشــُّـرْفــَهْ‏ ‏

رأت‏ ‏الهـُدهــدَ  ‏يتمايـــلُ‏ ‏مختالا‏ ‏بجمالــِهْ‏ ‏

عشــــقـــتْ‏ ‏لونَ‏ ‏الريش‏ ‏

وحفيفَ‏ ‏الحركــــهْ.

-2-

شبـَّـــــــــــتْ‏ ‏شابــَّه‏ ‏‏

رأتِ‏ ‏العـُشَّ‏ ‏ترتــَّبَ‏ ‏قشــُّـةْ‏ ‏

لفَّ‏ ‏الزوجُ‏ ‏الزاجلُ‏ ‏دورَهْ‏ ‏

دغـْـدَغـَها‏ ‏تحتَ‏ ‏الرقـَّبـَةْ‏ ‏

                                      ثمَّ‏ ‏انطــَلــَقــَا‏ ‏

سمعتْ‏ ‏شدْو‏ ‏يمامــهْ‏

فترطَّـبـَتِ‏ ‏الجـــــذْوَةْ

-3-

غمستْ ‏فى ‏أحبار‏ ‏الوحدةِ‏ ‏والغــُربــَةِ‏ ‏والهجرْ‏ ‏

                                                  طرْفَ‏ ‏الريشهْ‏ ‏

قالتْ‏ ‏نظــْـمًا‏ ‏فى ‏الإنسانِ ‏المغلوبْ‏ ‏

فى ‏الوطنِ‏ ‏المسلوبْ‏: ‏

“لـُعبةُ‏ ‏عسَـسٍ‏ ‏ولصوصْ”‏ ‏

‏- 4 -‏

لم‏ ‏تفتـَأ‏ ‏تتمرغُ‏ ‏فى ‏حـُضن‏ ‏الشـَّوق‏ ‏

تـنْـتـَظِـرُ‏ ‏المجهولْ‏ ‏

ما‏ ‏هـَبـَّتْ‏ ‏نـِسمـة‏ ‏ودّ ‏

والصوتُ‏ ‏يطـنُّ‏ ‏بأذنـيـْهـَا‏ ‏

بحلاوتـِهِ‏ ‏المـرَّة‏ ‏

قد‏ ‏يآتى . . ،

                            قد يأتى‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ..‏،

                                  يأتى ‏؟‏ ..‏

                              قــــدْ ..‏

ـ‏ 5 ‏ـ‏ ‏

والويلُ ‏ ‏اليومَ‏ ‏لمنْ‏ ‏يعرفُ‏ ‏أكثرْ‏،

قال‏ ‏الصـِّدقُ‏ ‏يلوِّح‏ ‏بالإصباحْ‏: ‏

“الدنيا‏ ‏تستأهل”‏  ‏

صدَقَ‏ ‏الصدقُ‏ ‏ولكنْ‏: ‏

تستأهلُ‏: ‏ماذا‏ ‏؟‏ ‏

ـ‏ 6 ‏ـ

ضاقتْ‏ ‏دائرةُ‏ ‏الناسِ ‏رويدَا‏ ‏

                                                                  ورويدا‏ ‏ألعـَنْ‏ ‏

وبطاقاتُ‏ ‏الأعذار‏: ‏

السِّـن، ‏وأكلُ‏ ‏العيش‏ ‏وحـُكم‏ ‏الصذَنعهْ”‏‏

يـتـَّسـِعُ‏ ‏فراغُ ‏الحـفـْرهْ

القصرُ ‏المهجورُ‏ ‏المخدعْ‏ ‏

واستجدَتْ‏ ‏لمسهْ‏، أو‏ ‏شبهَ‏ ‏تحيــَّهْ‏ ‏

أو‏ ‏دَقـَّـةَ ‏جرس‏ ‏الهاتفْ ‏

‏(‏لو‏ ‏حتـَّى ‏جاءَ‏ ‏نتيجةً‏ ‏خطأ‏ ‏النمرة‏) ‏

ـ‏ 7 ‏ـ‏ ‏

نظرت‏ ‏للأرض‏ ‏الرحِم‏ ‏الأمّ‏ ‏

ناداها‏ ‏الهـُدْهـُدْ‏ ‏

فتذكــَّرت‏ ‏العشِّ ‏المجدولْ‏ ‏

طارت‏ ‏مثل‏ ‏يمامهْ‏ ‏

تبحثُ‏ ‏عن‏ ‏صدر‏ ‏وليفٍ‏ ‏لم‏ ‏يولدْ‏ ‏أبدا‏ ‏

وتهادتْ‏ ‏فى ‏زفةِ ‏عرْس‏،

‏……..‏

دارتْ‏ ‏دورهْ‏ ‏

نبتت‏ ‏زهرهْ‏ ‏

كتبت‏ ‏همساتُ‏ ‏الريحِ‏ ‏على ‏الأوراق‏ ‏بدمع‏ ‏الهجر‏: ‏

“لا‏ ‏يطلب‏ ‏أىٌّ ‏منكمْ ‏ماليس‏ ‏يحقًّ‏ ‏لهُ‏ ‏طلبُهْ” ‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى، (2017) الديوان الثالث: من باريس إلى الطائف وبالعكس، الطبعة الثانية، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، وكانت طبعته الأولى 1983 بعنوان: “البيت الزجاجى والثعبان”، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى  للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *