نشرت فى الدستور
21-11-2007
الدهشة طريق إلى الله: طفلان – داخلنا – يتحاوران
مازالت كتابة مقال سياسى بشكل مباشر، وفى الدستور، عصية على قلمى، كلما أمسكت لأعود إلى ما اعتدته سنوات توقف قلمى مثل “البغلة الحَرْنة”، (تعبير البغلة الحَرْنة فى بلدنا، هو أول ما أوصل لى معنى “العصيان المدنى”، ثم “إضراب التباطؤ”). أهدهده، وأرجوه، وأحايله بلا فائدة، أستبدل به غيره، فلا يخون صاحبه ويحرن بدوره، أنتظر وأدعوه للتفاوض، فيكاد يقنعنى منطقه.
يحتج قلمى وهو يسألنى: ماذا يكتب – بشكل مباشر – بعد سنة ونصف تقريبا؟ هل يكتب عن مصر التى دخلت عالم الدول الذرية، أم عن إعادة انتخاب الرئيس – متعه الله بالصحة– رئيسا للحزب الوطنى، أم عن تصريح نجله الشاب الواعد عن أن “ترشيحات للرئاسة” ينظمها الدستور؟ (مفاجأة!!!)، هل يكتب عن أحكام السجن لصحفيين شرفاء، أم عن البلطجة فى انتخابات الجامعة؟ كل المواضيع كتبت فيها كل الآراء، قلت له: (لقلمى) عندك حق، لا جديد، وحيث لا جديد، فلا دهشة، وحيث لا دهشة، لا حياة، مع ذلك …. قاطعنى: هل تذكر مقال “فضيلة الدهشة” التى نشرتها فى الأهرام فى أوائل الثمانينات، قلت: طبعا قال: طيب ومقالك “عن الصوفية والفطرة والتركيب البشرى” الذى نشرته فى موقعك، قلت: ماله؟ قال: ألم تضمنه أغنية بين طفلين عن الدهشة وربنا؟ قلت: حصل، قال: أليس قراء الدستور أوْلى من الخمسة ستة الذين يراسلونك فى موقعك، قلت: أوافقك على شرط تطاوعنى ونكتب مقالا مباشرا المرة القادمة حتى لو طلع ماسخا، قال راقصا راجِزًا: ربنا يسهل، ومضى يغنّى:
* شفت يابنى البرتقانة؟
ـ شفتهاَ
* بس دى مش برتقانةْ
ـ أيوهْ عارفْ.
* تبقى إيهْ ؟
ـ تبقى هيّهْ البرتقانهْ
* يعنى إيهْ ؟
ـ يعنى هيهْ زى دكههْ، بس لأْ: مش زى دكههْ.
* ما انا عارفْ، بس قول لى: يعنى إيهْ؟
ـ يعنى تِسْكتْ.
* طبْ سكتْ.
ـ إنت ساكتْ وانت عارفْ! ولاّ خايف إنَّى شايفْ؟
* ما انت عارف إن خوفنا مالجديد، هوّا بيقرب لنا الحاجة البعيد
ـ قومْ تشوفْها ازاىْ بقى؟
* قوْم أشوفها جوّا منى، بس برضُهْ برّه عنى.
ـ يعنى إيه؟
* يعنى اشوفها كل مرّة زى ما أكون باخترعها
ـ يعنى إيه ؟
* جرى إيه!! ! هوَّا انا “بابا” قُصادك؟
ـ هوّا بابا بيعمل ايه؟
* بابا بيجاوب عليّا قبل ما اسأل أى حاجة.
ـ يعنى إيه ؟
* لسّه برضه تقوللى تانى “يعنى إيه”!!
ـ تيجى يابنى نقول لبابا “يندهش” كدا زينا
* لأ يا عم
ـ لأَّه ليه؟
* بابا لو إنه “اندهش” حايطب “ساكت”
ـ يانهار اسود
* لأ، ولسّه….
ـ لسّه إيه ؟
* لأ ،.. خلاصْ.
ـ ما خلاصشى لسّه.
* أيوه فعلا، طول ما إحنا “بنندهش” “ما خلاصشى لسّه”،
ـ يا حلاوة.
* ياحلاوهْ لو بقوا كدا زيّنا !!
ـ همّا مين؟
* هما كل الخوّافين
ـ يعنى مين؟
* إللى “بيجاوبوا” بِـدَال ما يشوفوا إحنا شفنا إيه
ـ وانت عايز منهم ايه؟
* يعنى لو سمحوا كدا كام حبّة نونو، كنا نكبر زى خلقةْ ربنا
ـ آه صحيح، يبقى ممكن إننا.. …، ولاّ بلاش
* خُفت ليه؟
ـ أصل انا كنت حاقول : كنا ممكن إننا نشوف ربنا، قصدى يعنى نحبّه جدا.
* يعنى إيه؟
ـ إللى يعرف يندهش يوصلّه فعلا
* لما يبقى حـر جدّأ، مش كده؟
ـ حر تانى !!!!؟
* قصدى يعنى زى ما قلنا هناك
ـ قول ياربّ
* بس حاسبْ يسمعونا
ـ طبْ خلاصْ