نشرة “الإنسان والتطور”
15-9-2010
السنة الرابعة
العدد: 1111
الخاتمة
هذه النشرة هى آخر حلقة فى هذا العمل، الحمد لله
قـررت ألا أشوه الخاتمة بأى شرح لا لزوم له، (ربما مثل كل شرح سابق، لكن ما العمل وقد تم) ، لعل ما شجعنى أكثر على تجنب الشرح هو أن الخاتمة خاتمة، فعلاقتها ضعيفة نسبيا بما هو علاج نفسى، اللهم إلا فى التأكيد على أن الأصلح لعلاج المصرى هو المصرى، والأصلح لعلاج العربى هو العربى، والأصلح لعلاج الهندى هو الهندى، والأصلح لعلاج الأمريكى لست أدرى!!!.
الاختلافات الثقافية ليست مجرد فروق تاريخية أو جغرافية أو اجتماعية أو دينية، وإنما هى كل ذلك معا، وأكثر.
الصراع الذى كان ومازال قائما بينى وبينى هو مدى تعلقى بطين هذا البلد الذى ولدت على أرضه، ونشأت فى رحابه، ورضعت من طيبته وكرمه، وبين حبى للإنسان فى كل مكان على أى أرض، ما دام هو هو زميلى فى البشرية – “خلقةْ ربنا”.
ثم خيل إلىّ أننى وجدت الحل أخيرا حين تذكرت أن أى صاروخ مهما كانت وجهته فإن لابد له من قاعدة ثابتة ومتينة وجاهزة ومنضبطة، سواء كان صاروخا عابرا للقارات، أو عابرا للأزمنة، أو عابرا للأفلاك، من هنا أحسست أن حبى لمصر/الطين/ الناس/ الطيبة/ الخيبة/ التاريخ/ الوقفة ، هو هو حبى للإنسان البشر/البَعد/ الكون/ الله .. فى رحلة التكامل.
أذكر أن بداية القصيدة كانت موجهة لصديق سافر وفى نيته الهجرة، وقد كتبت هذه الخاتمة وهو لم يستقر بعد نهائيا بعد عودته، هو صديق أحببته، وكنت وما زلت أحبه حبا شديدا، فجذوره من طين بلدى، برغم أن فروعه أو تفرعاته قد طُعِّمت بعضها بطعم خوجاتى، وقد ورد تلميح يخص هذا الصديق فى بداية هذا العمل ، أفضل أن يبحث القارئ عنه بنفسه، وقد ثابرت على دعوته إلى الرجوع لنعملها سويا ، وقد عاد، ثم كان ما كان، لكنه عاد.
تعميم معنى ومحتوى ودلالة ما هو “مصر” بداية من الفقرة الثانية هو الحل الذى اهتديت إليه، ولعل المراجع لبعض النشرات التى جاءت فى هذا العمل يدرك بعض ذلك مثلا فى نشرة “إنى لو لم أولد مصريا” أو“..لوددت أن أكون مصريا”، أو “برغم كل الجارى، مازال فينا: “..شىء ما”، ….إلخ.
الفكرة الجوهرية الذى أنهى بها هذا العمل وهذه الخاتمة، هى الفكرة التى شاعت فى طول هذا العمل متنا وشرحا، بل عبْر مدى مما رستى للعلاج بكل تشكيلاته، بل ربما عبر كل رحلتى الذاتية بما قدر لى أن أعايشه، وهى:
إن كل ما يمكن أن نفعله أثناء رحتنا المحدودة ، نموا، وعلاجا وتطورا،هو أن نتحدى التشويه القائم والمحتمل، وسوف نجد أننا نرجع تلقائيا إلى أصل شرف ما هو نحن ( “خلقة ربنا”، “ربِّى كما خَلَقْتنى”،) وهذا يحتاج إلى معرفة متواصلة متجددة، ومحكات عملية محددة، وممارسة متواصلة مفتوحة، ومراجعة ناقدة قادرة، وإبداع مغامر، ومثابرة
وهذا هو العلاج (النفسى، وغير النفسى)
و…. خلاص
الخاتمة (دون شرح على المتن ، ..هيه !!!)
-1-
يا طير يا طاير فى السَّمَــا …
رايح بلاد الغـُـرْب ليه؟
إوعكْ يكون زهقكْ عماك
عن مَصرنا.
عن عَصرنا.
تفْضل تلفّ تلفْ .. كما نورسْ حزين.
حاتحط ّ فين .. والوجْد بيشدّكْ لفوق.
إلفُوقْ فََضَا.
إلفُوقْ قََضَا.
وعْنيكْ تشعلق كل مَادَى وتنسى طين الأرض: مصر.
– 2 -
دانا لما بابص جوا عيون الناس،
الناس من أيها جنس،
بالاقيها فْ كل بلاد الله لخلق الله.
وفْ كل كلام، .. وف كل سكات.
وِذَا شفت الألم، الحب، الرفض، الحزن الفرحهْ فى عْيونهم..
يبقى باشوف مصر.
وباشوفها أكتر لما بابصّ جوايا.
والناس الحلوين اللى عملوا حاجات للناس،
كانوا مصريين:
”كل واحد همُّه ناسُهْ،
كل واحد ربـّه واحدْ،
كل واحد حُـرّ بينا،
حُر لينا
يبقى مصرى”
تبقى مصر بتاعتى هى الدنيا ديه كلها،
هى وعد الغيب، وكل الخـلـق، والحركة اللى تبني.
= لأ يا شيخ !!؟
- قلت اصـبّـر نفسى برضه بكلمتين،
[بس هـمّا،
بس صحْْ،
يعنى ! برضهْْ !!]
-3-
توتا .. توتا ..،
واهى خلصت منى الحدوته.
لو حلوه .. حاتقول غنوه:
”هوه دا يخلص من الله:
اللى غمّض ماتْ غبِى،
واللى شافْْ، خاف واترعبْْ،
مابـقـاش نَبِى“
لو ملتوته،
حاتقول حدوته:
“كان فيه زمان،
واحد رفض عيشة الهوان،
قال إيه وحاول يبقى “خلقـة ربنا”
مع إنه زيه زيـنا،
يعـنى : بشر.
قالـو لـه حاسب مِــا لقْـدرْ،
قامْْ راح عاِملْــها، وقال :”فـَشَـرْ “.