“يوميا” الإنسان والتطور
11-3-2008
العدد: 193
الحق فى الفَرَح والفَرْحة
“لعبة الضحك” (1 من 2)
مقدمة:
بدأت هذه النشرة تتكشف عن ما لم يكن فى حسبانى: مثل أية ورطة اعتدت أن أضع نفسى فيها، فأكتشف من خلالها ما هو أهم من الدافع إليها غير دور الصدفة، والمفاجآت الأخرى!
بالنسبة لقراءة هذه الألعاب كتابةً هكذا، كنت أحسب أننا سوف تؤدى المهمة الأساسية التى وجدت نفسى فيها (1) مهمة تحريك الوعى، وإذا بها تتكشف عن تناول قضايا فى الثقافة والنفس والعلم والتراث والنقد والإبداع، كل هذا كان واردا بشكلٍ ما، لكن الأهم فى هذه اللحظة، هى أنها تكشفت لى أيضا عن إضافات واقتراحات فى المنهج.
هذه الألعاب التى راحت تتخلق لنا، وبنا، ومنّا، خلال العلاج الجمعى طوال ثمان وثلاثين عاما هى التى نجحت نسبيا فى إثبات مفهوم “تعدد الذوات” (الذى مازال محمد إبنى قلقا بشأنه: انظر بريد الجمعة القادمة)، هذه الألعاب هى بمثابة “المينى دراما”، أو قل الـ “الميكرودراما”، ولها فائدة علاجية واضحة، لكن من الناحية النظرية وفيما يتعلق بالتركيب البشرى، تبين لنا من خلال هذه النشرة كيف يمكن أن تهدينا هذه الألعاب مع الأسوياء إلى إعادة النظر فى ما يسمى “الوظائف النفسية”. (هل تذكرون ما أثارته لعبة الذل منذ اسبوعين فقط؟!!)
بالنسبة للعبة اليوم، ها هى تلامس موضوع الوجدان (الذى يسمى أحيانا بالعواطف أو الانفعال)، وقد قدمتُ فى نشرة سابقة كيف شغلنى هذا الموضوع حتى وضعت له نظرية بأكملها – لم تنشر بعد – منذ سنة 1974.
لعبة اليوم تقدم تساؤلات متعلقة بهذا الموضوع مثل:
هل هناك فرق بين كل من الضحك والفرحة والفرح؟
وهل الضحك هو نقيض البكاء؟
وهل الفرح هوعكس الحزن؟
وهل يمكن أن يجتمع الفرح مع الحزن؟
وما علاقة الفرح بالسخرية؟
وما علاقة كل هذا بعلاقاتنا ببعضنا البعض؟
أعنى بالعلاقة بالآخر؟
أكتب هذه المقدمة بعد انتهائى من قراءة اللعبة التى لم تُجِب أية إجابة حاسمة عن أى من هذا.
وهل العلم يكون علما إلا إذا لم يصل إلى إجابات حاسمة مغلقة!
هيا بنا.
الألعاب الخمس الأولى لنشرة اليوم
اللعبة الأولى: الضحك حاجة والفرح حاجة تانية، دا أنا ساعات وانا باضحك……….
اللعبة الثانية: أنا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت………
اللعبة الثالثة: أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!!، دا انا علشان أضحك لازم…….
اللعبة الرابعة: طبعا لازم اضحك مهما كان، ما هو أصل المسألة……..
اللعبة الخامسة: مش معنى إنى باضحك انى ناسى همومى او هموم الناس هو يعنى قلة الضحك…
* * * *
الضيوف المتطوعون:
ولاء:؟
شريف:؟
محمود: ليسانس آداب عربى
د. رانيا: طبيبة
بالإضافة للدكتور يحيى
* * * *
اللعبة الاولى: الضحك حاجة والفرح حاجة تانية، دا أنا ساعات وانا باضحك……….
ولاء: يا شريف الضحك حاجة والفرح حاجة تانية دانا ساعات وانا باضحك،…. ممكن أعيط
شريف: يا محمود الضحك حاجة والفرح حاجة تانية دانا ساعات وانا باضحك بيتهيألى إن أنا فرحان جداً
محمود: يادكتورة رانيا: الضحك حاجة والفرح حاجة تانية دا أنا ساعات وانا باضحك ببقى مبسوط جدا جدا
د.رانيا: يا دكتور يحيى الضحك حاجة والفرح حاجة تانية دا أنا ساعات وانا باضحك ببقى مخبية حزن كبير
د.يحيى:عزيزى المشاهد الضحك حاجة والفرح حاجة تانية دا أنا ساعات وانا باضحك ببقى مستغرب
المناقشة (الآن):
(وتشمل تعقيباً واقتطافات من مناقشة المشاركين عقب كل لعبة):
يبدو هنا أن اللعبة لم تنجح بدرجة مناسبة فى التفرقة بين الضحك والفرح، الفكرة التى تبدو أن مصمم اللعبة كان يهدف لكشفها لم تصل إلى أغلب المشاركين.
ثم أننى لا أخفى أننى أفرق أيضاً حتى بين الفَرح والفرحَةْ، لا أعرف لماذا، أحياناً يرتبط لفظ الفرح عندى بالعُرْس والزفة والهيصة، فى حين أن الفرحَة هى اتساع فى الصدر (وربما فى الوعى)، حين سمعت من أمى دعوة “روح يابنى الله يفرّحك“، أو أمنية من صديقة لصديقة أنه “ربنا يفَّرحِكْ” فرحت، وعرفت أن الأمر يختلف حتى وأنت تستعمل الفعل “يفرحك” عنه وأنت تستعمل الاسم “الفرح”، و”الفرحة“، يبدو أن “الفَرَحْ” اسم، أما الفَرْحَة فهى “حَدَث“، فى حين أن الفعل يفَرّح فهو “علاقة“!!
كل هذا مقدمة ربما اصبّر نفسى بها عن إحباط مبدئى عن تحقيق القصد من اللعبة كما تصورته.
بدءًا بالدهشة التى أبداها فى المناقشة د.يحيى بعد هذه اللعبة قائلا: “أنا استغربت يا شريف مثلاً على إنك بتقول.. دا انا ساعات وانا باضحك بابقى مبسوط“، فينبه شريف د.يحيى شارحا أنه “..لأنى مش دايماً أو كنت متصور إن الضحك لازم يبقى مرتبط بالفرح“، وكأن إجابة شريف فى عمقها تُنبه أن الفرح يصاحب الضحك “ساعات” وليس “دائماً“، ويضيف شريف “أنا جالى..جديد، إن مش بالضرورة كل واحد بيضحك يبقى فرحان”.
كما أن محمود عقب بعد ذلك تعقيبا مهما، أرحِّبُ به أحياناً أكثر من تحديد ما وصله بالألفاظ، قال: “أنا وصلتنى حاجات بس مش عايز أقولها“، فيوافق د.يحيى ولايزيد.
بالرجوع إلى مناقشة الاستجابات الآن نلاحظ أن محمود هو الذى قال أنه دائماً يكون مبسوط وأكد أنه مبسوط جداً جداً، ربما فى نفس اتجاه شريف، مع أنه لم يعقب بعد اللعبة إلا بأنه قد وصلته “حاجات” رفض أو عجز عن التعبير عنها.
ولاء، و رانيا أقرتا بعض المفارقة بين الضحك والفرح (ربما التى كانت تهدف إلى تعريتها اللعبة) ولاء: “ممكن أعيط“، ود.رانيا “وانا باضحك بابقى مخبية حزن كبير“، لا أرجح أن بكاء (عياط) ولاء هو مجرد أن الدموع تطفر من عينيها من فرط الضحك، بل وصلنى تعبير “ممكن أعيط” بمعنى الحزن، أما د.رانيا فقد أكتشفتْ أن الضحك –أحيانا- يكون تغطية لحزن كبير، استجابة د.يحيى ليست جاهزة الوضوح، فأنا لم أفهم دهشتهً، ولا حتى الآن، ربما هو لا يسمح لنفسه بالضحك الطليق، فإذا ضبط نفسه متلبساً به تعجَّب، فهو لا يرفضه، ولا يقلبه غما، لكنه ربما لا يتوقعه، أو لا يسمح به، ومن هنا: دهشته.!!
* * * *
اللعبة الثانية: أنا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت………
شريف: يا ولاء أنا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت من فترة كبيرة قوى، ومش عارف أضحك
ولاء: يا دكتورة رانيا أنا أخر مرة ضحكت من قلبى كانت يوم 20 مارس2004
د.رانيا: يا محمود أنا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت من أجمل لحظات حياتى
محمود: يا دكتور يحيى أنا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت مش متذكرها خالص
د.يحيى: عزيزى المشاهد انا آخر مرة ضحكت من قلبى كانت امبارح وأنا بقرا حاجة
المناقشة:
ما وصلنى من المناقشة بعد اللعبة (يمكن الرجوع لها مكتملة فى التسجيل) كان أكثر دلالة من الاستجابات فى ذاتها. يبدو أن تعبير “ضحكت من قلبى” هو أقرب إلى الفرحة منه إلى الضحك، حددتْ “ولاء” تاريخا بذاته لم نسألها عن ما كان فى هذا التاريخ، اكتشفت الآن أنه كان اليوم السابق للتسجيل، ولم نسأل آنذاك عن سبب الضحك، لم يكن هذا مطروحا ولا ينبغى أن يطرح.
شريف فتح المدة على الآخر (من فترة كبيرة قوى) ثم أردف أنه “ومش عارف أضحك“، هل كان يعنى أنه لم يعد قادرا على الضحك من قلبه أصلا؟
د.رانيا، برغم أنها لم تحدد وقتا بذاته، إلا أنها أقرت أنها “كانت من أجمل اللحظات“، ولا نستطيع أن نؤكد أو ننفى أن استجابتها تعنى ندرة ذلك حتى أمكنها تحديده بهذه الدقة.
أن يمكن أيضا أن نستنتج أن الانبساط جدا جدا، (محمود فى اللعبة الأولى مثلا، وشريف فى نفس اللعبة) ليس له علاقة بالضحك من القلب كما يبدو ظاهرا هنا، وربما هذا يؤكد الافتراض أن الضحك من القلب هو أقرب للفرحة كما افترضنا ابتداء
أما د. يحيى فبدا فى استجابته شئ من الغرابة، فكيف يأتى الضحك من القلب أثناء القراءة، أنا أعرفه قليلا، وهو عادة لايقرأ نكتا مثلا، لكن دعونا نسمع تعقيبه – حرفيا – عن ذلك عقب اللعبة مباشرة (ويمكن الرجوع إليه فى التسجيل) قال:
“إمبارح أنا مش عارف هى كانت ضحكة ولا فرحة، أنا أتلخبطّ .أنا فرحت من معرفة معينة .كنت بقرا حاجة انبهرت بيها خالص، وفرحت فرحت، بس مش عارف ضحكت ولا لأ، مش فاكر .هو الواحد لما بيضحك من قلبه بتبقى فرحة باين، مابتبقاش ضحكة من الوش، دى برضه أكتشفتها دلوقتى، اكتشفت إن المعرفة بتفرّح وإن الضحك من القلب فرحة”
يمكن الانتباه هنا إلى أن تعبير “الضحك من القلب” هو أقرب إلى الفرحة خاصة وأن د. يحيى لم يستعمل كلمة ضحك ولا مرة فى تعقيبه بعد اللعبة مباشرة، وهذا قد يفسر استجابته، هو استعمل كلمة فرحت، فرحت ….. ، وهو يشكك أنه ضحك حين قال “مش عارف ضحكت ولا لأ”، ويردف “مابتبقاش ضحكة من الوش…”
الإضافة الأخرى هنا تقترح: “أن ثم نوعا من المعرفة يمكن أن يكون مصدر فرحة“، وهذا مطروح لفحص القارئ ومراجعته، ليس فقط فى مثل هذه الألعاب، هو حر، يعملها كما يرى، ويختبر الفرض بنفسه.
* * * *
اللعبة الثالثة: اضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أناعلشان اضحك لازم…….
ولاء: يا محمود أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أنا علشان أضحك لازم يكون جوايا اكبر بكتير من الضحكة دى
محمود: يا دكتور يحيى أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أناعلشان اضحك لازم اصلح اللى قدامى
د.يحيى: يا دكتورة رانيا أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أناعلشان اضحك لازم ادور على معجزة
د. رانيا: يا شريف أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أناعلشان اضحك لازم ابطل اربط ضحكتى بالفرحة
شريف: صديقى المشاهد أضحك ازاى وانا شايف اللى جارى ده!! دا أناعلشان اضحك لازم الآخرين يشاركونى فى الضحك وده مش وارد ومش حاصل
المناقشة:
الاستجابات فى هذه اللعبة تبدو متفقة أكثر مع الاتجاه الذى بدا أن الحلقة كلها ترمى إلى كشفه، لأن اللعبة تبدأ بما يحول دون الضحك بتحويل الانتباه إلى آلام الواقع ومرارته بوجه خاص،
نبدأ برانيا فنجدها مازالت منتبهة إلى أن اللعبة نجحت فى التفرقة بين الضحك والفرحة قالت بعد اللعبة: “لازم أبطل ربط الضحك بالفرحة“، “فأتاحت لنا أن نستنتج أنها يمكن أن تضحك برغم الجارى، لكن يصعب عليها أن تفرح، الاتجاه العام بدا أنه قَبِلَ التحدّى، فلم تعجزه رؤية الجارى أن يواصل الإحاطة به دون أن ينكسر أو يقلبها غمَّا حتى لو لم يضحك الآن، ولاء أعلنت أنها بحاجة أن تكون داخلها أرحب (ربما أقوى) حتى يستوعب احتمال الضحكة برغم الجارى، “جوايا أكبر بكتير من الضحكة دى“، محمود حفزته المفارقة أن يحدد دوره لتصحيح الجارى، فيضحك (ربما)، شريف طلب الاستعانة: بالآخرين على صعوبة ما يصله من “اللى جارى“، مع أنه استبعد إمكان ذلك “ودَهْ مش وارد ، ومش حاصل“، أما د. يحيى فقد اعتبر أنه يحتاج معجزة ليتمكن من الضحك برغم ما يرى، فإما أنه يرى الجارى بحجمه الحقيقى الذى يحتاج معجزة تسمح له بالضحك، وإما أنه يأمل فى نوع خاص من الضحك (ويبدو أنه مقترن بالفرح عنده مما يزيد الأمور صعوبة)، لعله يأمل فى فرحة لا تُلغى الجارى، وإنما تتحمله وتحيط به وتظل قادرة على أن تصدر خالصة دون إلغائه، فهى المعجزة،
أثناء النقاش بعد اللعب مباشرة قارن د. يحيى قول محمود “لازم أصلح اللى قدامى“ بقوله هو: “أدور على معجزة” ولم يتهم محمود بالتفاؤل السهل، ولا هو تراجع عن طلب معجزة.
بالرغم من هذا الفرق إلا أن تعقيب محمود رجح أنه جاد، فقد راح يؤكد على تركيزه على دوره فى تغيير الجارى وهو يقول “.. اللعبة دى حركت فىّ إنى لازم أحس أنه لازم يحصل تغيير عشان أقدر أضحك” فيعقب د.يحيى “أنا فرحت بيك لما قلت أنا حاغير“، فيكمل محمود “..أنا دلوقتى لازم أغيّر“، لازم أغير عشان أقدر أضحك.
* * * *
اللعبة الرابعة: طبعا لازم احب اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة……..
شريف: يا ولاء طبعا لازم احب اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة لو فضلت كده هاتبقى وحشة قوى قوى
ولاء: يا دكتور يحيى طبعا لازم اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة انى لازم يكون فيه أمل
د. يحيى: يا محمود طبعا لازم اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة كده مش نافعة
محمود: يا دكتورة رانيا طبعا لازم اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة كده مش ناقصة نكد
د. رانيا: عزيزى المشاهد طبعا لازم اضحك مهما كان، ماهو أصل المسألة ربنا موجود
المناقشة الآن:
معظم الألعاب – بصفة عامة- تؤكد على مبدأ “الحق فى .. الحق فى ..” سواء كان الحق فى شئ تحبه أو تبغضه أو حتى ترفضه، ثَمَّ حق لنا أن نحزن، وأن نغضب، وأن نخاف، فما بالك فى حقنا أن نضحك .
هذه اللعبة الرابعة أكدت هذا الاتجاه بشكل ما .
بصفة عامة، وبرغم ما جاء فى الألعاب الثلاثة السابقة، فقد أقر الجميع هنا أنه “مهما كان“، فمازال فى مقدورنا، وربما من حقنا، أن نضحك (ربما مع تدرج اللعب رجحت كفة أن نضحك بمعنى: أن نفرح) شريف “لو فضلت كده حاتبقى وحشه قوى“، ولاء: “لازم يكون فيه أمل“، د.يحيى: “المسألة كده مش نافعة“، (أظن يقصد لو حرمنا أنفسنا من حق الضحك بسبب “مهما كان“)، محمود: “المسألة كده مش ناقصة“، وتختتم د.رانيا بأن: “ربنا موجود“، ولم أتذكر الآية الكريمة التى حضرتنى من استجابة رانيا، والتى تؤيد هذا الحق فى عمق جذوره إلا الآن: “طَهَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى”.
يبدو أن هذه اللعبة حركت فكرة “الحق فى كل ما هو طبيعة بشرية بسيطة حتى ولو بدت مكوناتها من بعيد متناقضة بشكل ما،
حين وصلنا إلى هذه المنطقة، مرورا برؤية الواقع، وفى نفس الوقت الاعتراف بالحق فى الضحك برغم ذلك، بل الحق فى الفرحة، وبإمكانية ذلك، عبرتْ د.رانيا بشكل مباشر بما يدل على أننا اقتربنا بذلك من تعرية أكثر من منطقة فى نفس الوقت، عبرت بقولها: “أنا جانى إحساس إنى بقيت محملة قوى، أنا حاسّة بتقل“، ثم أردفت “الموضوع تقيل قوى، فيه حاجة، مش حاسة إن احنا لازم نضحك كتير وبس“، “أنا حاسة إن آن الآوان إننا نضحك واحنا فرحانين”، فيتدخل د. يحيى، ربما ليحقق فرضه البدئى (مع أنه لم يقصده تحديدا – غالبا-) فيقول “آه، يعنى بتربطى الضحكة بالفرحة!”، فتقول د.رانيا “مش قادرة أنسى إن احنا بنضحك واحنا مش فرحانين”، فيرد د.يحيى “بتفكرينى باللعبة الأولانية إن الضحك غير الفرحة، الفرحة الظاهر انها قيمة عميقة جدا، إنما الضحك من بّره، ويعقب محمود، ثم ولاء أنه آن الأوان ليمارسوا الحق فى الضحك بطريقة أخرى. شريف عقّب قائلا ” .. اللعبة دى عمقت مفهوم بيتهيألى إن الضحك ضرورة بشرية”،
محمود: “حسيت إن الفترة اللى عدت “تمنيت الضحك …”، “كفاية بقى نكد“، فتعقب ولاء “أنا حارجع لورا .. بنفس الطريقة اللى قال عليها محمود.
وكأن اللعبة نبهت فعلا إلى الفرق بين ضحك ظاهر عابر، وبين فرحة ممكنة، نابعة من حقٍّ أعمق.
* * * *
اللعبة الخامسة: مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس هو يعنى قلة الضحك..
محمود: يا شريف مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس، هو يعنى قلة الضحك هاتعمل حاجة!
شريف: يا دكتورة رانيا مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس هو يعنى قلة الضحك معناها إن الحياة هاتتوقف، أنا رأيى إن الحياة حاتستمر وتسير، والدنيا هاتفضل لكن فيه من الضحك ما يبكى، أنا أسف أو من الهموم ما يضحك.
د.رانيا: يا ولاء مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس هو يعنى قلة الضحك هى اللى هاتقربنى منك ومن الناس
ولاء: يا دكتور يحيى مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس هو يعنى قلة الضحك مش هاتخسر
د.يحيى: عزيزى المشاهد مش معنى إنى باضحك إنى ناسى همومى أو هموم الناس هو يعنى قلة الضحك هاتخفف عنى أو عنهم.
المناقشة:
حاولت هذه اللعبة أن تقوم بعملية فض اشتباك بين رؤية الواقع ومشاركة الناس همومهم، وبين الحق فى الفرح (بعد أن حلّ محل الضحك فعلا بعد أن وصلنا إلى اللعبة الرابعة!!) أظن هذه اللعبة الخامسة نجحت أن تنبه إلى أن الحرمان من الضحك، بزعم رؤية الواقع، أو بزعم أن الآخرين ليس لديهم ما يسمح لهم بالضحك أو بالفرحة، هذا الموقف ليس هو الموقف الإيجابى أو المطلوب.
الاستجابات جاءت فى هذا الاتجاه، ما عدا استجابة ولاء التى لم أفهمها، ولم أناقشها.
محمود اكتشف بوضوح أن الحرمان من الضحك هو بغير فائدة عملية “يعنى قلة الضحك حاتعمل حاجة”!..، شريف لم يقلها بشكل واضح، لكن حين استوضحه د. يحيى بعد اللعب قال: كان قصدى هوه يعنى قلة الضحك حاتحل المشاكل، د. يحيى انتبه إلى أنه لو حرم نفسه من الضحك فإن ذلك لن يخفف عن الذين تصور أنه بهذا الحرمان إنما يشاركهم، كذلك كان موقف د. رانيا التى بدت أكثر وضوحا وتركيزا على أن هذا الحرمان ليس بالضرورة إثبات لمشاركة حقيقية “.. يعنى قلة الضحك هى اللى حاتقربنى منك ومن الناس”.
* * * *
وبعـد
أفضل أن نؤجل التعقيب العام –إذا كان لازما- حتى نكمل الألعاب غداً.
فقط لعلنا لاحظنا –حتى الآن بأى درجة – أن هناك فرقا بين الضحك والفرحة.
للتذكرة: الألعاب التى سنكملها غدا هى:
اللعبة السادسة: انا باكرة اللى بيتمسخر على خلق الله قال ايه بيضحك مع انى ساعات ……….
اللعبة السابعة: الواحد نفسه يضحك بحق وحقيقى أصل انا بصراحة…………
اللعبة الثامنة: أنا ضرورى أنسى الأول قبل ماأصدق أنى قادر أضحك، أصل أنا ………
اللعبة المُضافة: أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو ……..
اللعبة التاسعة: أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريب منى وشايفنى ماهو أصل يعنى……….
اللعبة العاشرة: لاّه بقى! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو …………..
[1] – المفروض أن أقول وهبت عمرى لها، هذا لو كنت كتبت هذا الكلام منذ عام!! هل رأيت الفرق؟