“يوميا” الإنسان والتطور
12-3-2008
العدد: 194
الحق فى الفرحة حتى لو …
“لعبة الضحك” (2 من 2)
اللعبة السادسة: انا باكرة اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك مع انى ساعات ……….
اللعبة السابعة: الواحد نفسه يضحك بحق وحقيق أصل انا بصراحة…………
اللعبة الثامنة: أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق أنى قادر اضحك، أصل أنا ………
اللعبة المضافة: أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو…………..
اللعبة التاسعة: أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى……….
اللعبة العاشرة: لأه بقى! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو …………..
*****
الضيوف المتطوعون:
ولاء: ؟؟
شريف: ؟؟
محمود: ليسانس آداب عربى
د. رانيا: طبيبة
بالإضافة للدكتور يحيى
*****
اللعبة السادسة:انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك مع انى ساعات ….
شريف: يا دكتور يحيى، انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك، مع إنى ساعات بشوفة هو الاضحوكة
د/يحيى: يا محمود انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك مع إنى ساعات ببقى قاسى فى السخرية
محمود: يا دكتوره رانيا انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك مع إنى ساعات ببقى حزين من اللى بيعملة ده
د. رانيا: يا ولاء انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله، قال إيه بيضحك مع إنى ساعات بتمسخر على نفسى
ولاء: عزيزى المشاهد انا باكره اللى بيتمسخر على خلق الله قال إيه بيضحك مع إنى ساعات ممكن أضحك من قلبى ساعتها . ممكن كلنا نضحك من قلبنا
المناقشة (الآن):
السخرية هى أقسى أنواع الضحك، أحيانا تصل فيها القسوة حد القتل، أقرأ المثل الصينى “يقذف الأطفال الضفادع بالحجارة وهم يلعبون لكن الضفادع تموت جدا لا هزلاً“، أحيانا أقرأ هذا المثل “وهم يضحكون“، وليس فقط وهم يلعبون، مصائب نفسية تصل إلى درجة المرض العضال تحدث نتيجة لسخرية لاذعة فى مرحلة ما من مراحل العمر، خاصة الطفولة والمراهقة يكون ذلك أقسى مايكون حين تكون السخرية “جماعية” و”علنية“، أثارنى هذا المثل الصينى حتى كتبت فيه شعرا (1)
هذه اللعبة السادسة ربما عرّت هذه المسألة، كيف أن الساخر قد لاينتبه إلى مايفعل بالقدر الكافى، يفعلها وهو يضحك، وهو يتصور أنه يتفكّه أو يعبث، أو يمازح، دون أن يدرك مدى قسوته وإيذائه للآخر!
صياغة هذه اللعبة كانت خبيثة لأنها عرّت السخرية إسقاطا “اللى بيتمسخر“، ولم تحدد “لو أنىّ أنا اتمسخر أو أسخر” استجابة شريف ومحمود اتخذت من الساخر “موقفا” رافضا، أو ناقدا، شريف أرجع السخرية إلى الساخر: “مع إنه هو الأضحوكة”، محمود قال: “ببقى حزين من اللى بيعمله“، (نقدٌ فاتر) أما استجابة ولاء فقد أظهرت كيف أنها يمكن أن تشارك فى السخرية، ربما رغما عنها، هكذا قد ننسى أنفسنا ونطلق قسوتنا جماعةً دون حساب، ولاء لم ترفض السخرية، بل تمادت فى الضحك من قلبها “على الضحية”.
د. رانيا انتبهتْ إلى أن هذه السخرية قد تكون سخرية من نفسها، لكن ذلك لم يكشف عن موقفها من قسوة السخرية من آخر، سواء قامت هى بها أم حكمت على من يقوم بها
د.يحيى انتبه إلى موقفه الساخر عموما حتى القسوة، وربما هى إحدى سماته الظاهرة، كما يبدو أن الإسقاط لم يستدرجه إلى الآخَرْ الساخرْ بقدر ما نبّهه إلى ما يفعل هو (تنبيه دون فائدة، غالباً !!)
المناقشة بعد اللعبة أضافت بعض التفاصيل فى نفس الاتجاه، مثل إعلان د. يحيى أنه يكره النكت على الصعايدة، فى حين نبه شريف إلى توظيف السخرية فى نقد الموقف السياسى، فنبهتنا د. رانيا إلى أن اللعبة تشير أساساً إلى السخرية على الأفراد وليس على الأحوال العامة.
*****
اللعبة السابعة: الواحد نِفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة…………
محمود: يا دكتورة رانيا الواحد نِفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة تعبان جداً
د.رانيا: يا ولاء الواحد نِفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة نفسى أفرح بقى
ولاء: يا شريف الواحد نِفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة نفسى أحس بالفرحة بكل معانيها
شريف: يا دكتور يحيى الواحد نِفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة بقالى كتير أوى ماضحكتش
د.يحيى: عزيزى المشاهد الواحد نفسه يضحك بحق وحقيق أصل أنا بصراحة تعبت أوى أوى أوى
المناقشة الآن:
تُذكرنا هذه اللعبة باللعبة الثانية “ضحكت من قلبى“.
تمنِّى الضحك “بحق وحقيق” كشف عمقا أبعد من مجرد الضحك من القلب، حتى بدا أن هذه اللعبة تكمّل فعلاً اللعبة الثانية (من قلبى)، وهى تؤكد أن معظم الضحك الذى نضحكه هو ليس ضحكا، شريف يحدد ذلك بقوله “أصل أنا بصراحة بقالى كتير قوى ماضحكتش وحين تنتُهى د. رانيا تعليقها بـ “بقى“، تكاد تقر نفس القول بالضبط “… أصل أنا بصراحة نفسى أفرح بقى”، أما محمود. ود. يحيى، فهما يتفقان على أن هذه الضحكة “بحق وحقيق” هى حق لهما لأن محمود قال: “أصل أنا بصراحة تعبان جدا“، أما د.يحيى فقد قال “أنا بصراحة تعبت جدا جدا جدا“، ولاء أضافت بعدًا نوعيا يتناسب مع “بحق وحقيق“، قالت “بصراحة نفسى أحس بالفرحة بكل معانيها”
هذه اللعبة أظهرت أكثر فأكثر الفرق بين الضحك والفرحة (الفرح)، فى نفس اتجاه اللعبة الثانية، وأن حقَّنا بهذا الصدد هو أساساً “الحق فى الفرح” أكثر منه “الحق فى الضحك”، وأن الحصول على هذا الحق ربما يبدو أحيانا أنه الجزاء الوفاق لمن يتعب “بحق وحقيق”
تعليقات المشاركين بعد اللعبة كانت دالة فى نفس هذا الاتجاه، قال شريف “… هوّا يمكن اللحظة دى فعلا (فهمتنى) حضرتك بتتكلم عن تحريك الوعى، أنا شايف إن (اللعبة ده) حركت شجون فيا
محمود أضاف “هيه (اللعبة) بتطلع الحاجات المدفونة جوايا“، باحسّ إنى بارتاح سِنّة سِنّه”
د. رانيا: كنت عاوزه أقول حاجة وصلتنى بعد اللعبة الاخيرة .إحنا مصعّبنها على نفسنا علشان عاوزين نختار: يا نبقى حزانا يا نبقى بنضحك، يعنى وصلنى حاجة بعد اللعبة الاخيرة: هوا أنا ليه لازم اختار يعنى؟! ما هو الاتنين موجودين، ولازم أخلق الفرحة وفيه حزن، أنا مش لازم استنى الحزن يروح علشان أبتدى أفرح، الحزن عمره ما يروح.
“نبه د. يحيى إلى العلاقة بين هذه الفرحة التى هى” بحق وحقيق”، وبين “الحق فى الحزن” (الذى ليس هو الاكتئاب كما يصفه الأطباء) وربط بين ذلك وبين تعقيب رانيا، وكذلك استعمال شريف لكلمة شجن، وأن الحزن “بحق وحقيق“، ليس بالضرورة ضد الفرح بحق وحقيق، وقد عقب حرفيا على كلام رانيا أن الشجن لا يمنع الفرح، قال:
بصراحة يعنى كون الفرحة تطلع إن هى البعد الأعمق للضحك، وإن الحزن ماهواش ضد الضحك على طول الخط وإن هو موجود فى الخلفية أو فى العمق، أنا شايف إن ده جديد على المُشاهد، وعلينا، وشايف إن الدكاترة اللى زى حالاتى وزى حالات الدكتورة رانيا، الدكاترة النفسيين بيعملوا عمايل غريبة جداً، طبعاً بحسن نية، وكل حاجة، إنما قسمة المشاعر إلى دى قصاد دى، يعنى الضحك قصاد الحزن، يعنى ضد الحزن، أو الحزن ضد الفرحة بالذات، دا مش تمام، الظاهر إن الفرحة هى اللى فيها حزن أكتر من الضحك،
ثم سارت المناقشة بعد ذلك بشكل لم ينجح فيه د. يحيى أو د. رانيا ان يوصلا فكرتهما إلى الباقين من حيث أن الحزن ليس ضد الفرحة، ولا عكسها، وأن هذا الاحتمال القوى ليس له علاقة بما وصل لبقية المشاركين مثل: أن شر البلية ما يضحك، أو أنه بضدها تتميز الأشياء، ولا إن بعد العسر يسرا، مثل هذه التعقيبات دلت على أن الفكرة لم تصل، صعب فعلا أن نتصور أن: الحزن والفرحة، يمكن أن يتلازما، لم ينجح الحوار –على أية حال- أن يبين أنه لا يوجد تناقض بينهما فى عمق معين،
وانتقلنا إلى اللعبة الثامنة دون حسم.
****
اللعبة الثامنة: أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق أنى قادر أضحك أصل أنا ….
شريف: يا محمود أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق إنى قادر أضحك، أصل انا نسيت الضحكة بقالى فترة
محمود: يا ولاء أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق إنى قادر أضحك، أصل انا شايف إن الضحك بعيد عنى
ولاء: يا دكتورة رانيا أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق أنى قادر أضحك، أصل أنا صعب إن أنا أعتقد إن الضحكة هاتقدر تحتوينى
د. رانيا: يا دكتور يحيى أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق أنى قادر أضحك، أصل أنا لازم أتغير
د.يحيى: عزيزى المشاهد أنا ضرورى أنسى الاول قبل ما أصدق أنى قادر أضحك، أصل أنا بصراحة شايل هموم العالم كله، وساعات أحس إن هو هرب، إنما ده بصحيح
المناقشة (الآن)
أثارت هذه اللعبة قضية ضرورة أو استحسان النسيان (لم يحدَّد نْسيان الهم بالذات، وإن بدا ذلك مفهوما ضمنا) حتى نتمكن من الضحك أو الفرح، ولم يقر أى من المشاركين أن هذا النسيان هو شرط أن نحصل على حقنا فى الضحك، ولا أنه حتى ممكن، ومن ثَمَّ نسمح لأنفسنا بالضحك .
الغريب أن ما تلا “أصل أنا” بدا أنه لم يكن متعلقا بالنسيان، بقدر ما كان متعلقا بالتأكيد على القدرة على الضحك، كشفت هذه اللعبة أننا حين نمارس الضحك بغير فرحة (من قلبى – بحق وحقيق) لا نضحك، يبدو أن القدرة على الضحك لا تنمو إلا من خلال التمتع بـ استعمال، “الحق فى الضحك“، تعبير “أصدّق إنى قادر أضحك” أوصلنا إلى احتمال التفكير أن عدم ممارسة الضحك من القلب” أو “بحق وحقيق” يمكن أن يترتب عليه ضمور عدم استعمال لحق الضحك، هذا ما بدا فى قولشريف “نسيت الضحكة بقالى مدة” ثم محمود: “شايف الضحكة بعيد عنى” أما ولاء فقد “استبعدت (صعب) أن ثمة ضحكة يمكن أن تحتويها (لم أفهم ما تعنى تماما، لكننى رجحت أنها تقصد معنى عميقا)، ربما كان ذلك فى نفس اتجاه “قادر أضحك، بحق وحقيق..الخ“. أما د. رانيا فاشترطت أن تتغير وكأن تركيبها الموجود حالا لايسمح بأن تصدق أنها “تقدر تضحك بحق وحقيق“، وبالتالى فلابد أن تتغير أولا، ثم ترى، أما د. يحيى فقد زعم أنه لا يمكن أن ينسى، لأنه يحمل هموم العالم، فجسد استحالة مُبرَّرة، إذ كيف ينسى العالم، وهو أمر مستحيل، وبالتالى كيف يصدق أنه قادر على الضحك
جاء تعقيب د. رانيا مولدا للعبة إضافية اقترحتْها هى:
هذا الاحتمال – أن يقترح أحدهم لعبة زيادة تتخلق أثناء التفاعل- كان واردا فى هذا البرنامج، طول الوقت، بمعنى أن من حق المشارك أن يقترح لعبة جديدة، أو تحويرا فى لعبة، إذا سمح الوقت، وقد نوقش الأمر، ونحن نعرض هنا هذه الفقرة التى أدت إلى اختراع لعبة إضافية
د. رانيا: أنا مش حاسة إن أنا لازم انسى . أنا من اللعبة اللى قبلها قررت إنى لأ مش لازم اتغير، ولازم أعرف أفرح زى ما بعرف أحزن، دا موجود ودا موجود لما جيت ألعب اللعبة دى أنا لازم أنسى علشان أعرف أضحك من قلبى، أنا لعبتها على أساس الضحك من القلب .طب ليه أنسى، دا ينفع أبقى فاكره كل حاجة أنا عاوزة ألعبها كده إن أنا ينفع أبقى فاكرة وأضحك .أصل مافيش حل تانى
د.يحيى: أنا متأسف مسموح أى حد يخترع لعبة واحنا قاعدين غير العشرة بتوعنا . مثلا: أنا ينفع أضحك وأنا حزين مادام ….،
د.يحيى: أنا موافق على أى حاجة، إخترعى زى ما أنتى عاوزة . بس هانلعبها كلنا، وحاتبقى اختراعك
د.رانيا: أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو …..(ونكمل)
د. يحيى: ماشى
*****
اللعبة الإضافية: أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو …..
د.رانيا: يا محمود أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو مافيش حاجة اتحلت
محمود: يا دكتور يحيى أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو اللى قدامى ماتغيرش
د.يحيى: يا ولاء أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو الدنيا اتطربقت
ولاء: يا شريف أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو كانت أخر لحظة فى حياتى
شريف: عزيزى المشاهد أنا ينفع أضحك من قلبى حتى لو مشاكل الناس وهمومها والآمها مازلت قائمة، يمكن بالضحكة دى أقدر أساهم فى حل مشاكلهم .
مناقشة اللعبة الإضافية (الآن):
أضافت هذه اللعبة بعداً تدعيميا إلى أن حق الضحك (الفرح)لا يتعارض مع، وليس مرتبطا: بالنسيان، أو بأى من التبريرات المزعومة مثل مرارة الواقع، أو حمل هم الناس، أو اشتراط مشاركتهم.
جميع الاستجابات –تقريبا- أشارت إلى جواز هذا الاحتمال: أن استعمال حق الضحك ممكن تحت كل الظروف، وأنه ليس علينا أن ننتظر ولاء قالت: “حتى لو كانت آخر لحظة فى حياتى” د.يحيى: قال: “حتى لو الدنيا اتطربقت“، شريف قال: “حتى لو مشاكل الناس وهمومها مازالت قائمة“، أما محمود فقد قال: حتى لو اللى قدامى ما اتغيرش، ولم نعرف ماذا يعنى، إتغير إلى ماذا”؟
خاصة وأن هذه اللعبة الإضافية لم تجر مناقشتها بعد لعبها لضيق الوقت.
****
اللعبة التاسعة: أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى…
ولاء: يا شريف أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريّب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى لازم نحس ببعضنا
شريف: يا دكتور يحيى أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريّب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى الضحك دا ضرورة، ومهم واحنا فى حاجة ليه
د.يحيى: يا محمود أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريّب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى الضحك من غير ناس مالوش أى طعم، من غير شوفان مالوش لازمة
محمود: يا دكتورة رانيا أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريّب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى اللى قدامى دا بيحرك اللى جوايا
د.رانيا: عزيزى المشاهد أنا نفسى أضحك مع حد يكون قريّب منى وشايفنى، ماهو أصل يعنى هى دى الفرحة الحقيقة
المناقشة الآن:
أضافت هذه اللعبة بعدا علاقاتيا إلى النظر فى ظاهرة الضحك والفرح، وهو التواصل من خلاله (أو العكس). السخرية القاتلة مستبعدة من الأصل، فهى أقرب إلى طعن الآخر حتى إلغائه فاختفائه بعد تشييئه (جعله شيئا) الضحك دون الفرحة قد يوسع المسافة لا يقربها، أو لعله يُُعْدِى أحيانا بلا شرط التواصل الحقيقى، أما ألفاظ هذه اللعبة فهى تشترط القرب والشوفان معا، حتى تتحقق المشاركة حقيقية: “أنا نِفسٍى” …“مع حد شايفنى..”!!
الاستجابات جاءت تدعم هذا الفرض: ولاء: “لازم نحس ببعضنا“، محمود: “اللى قدامى ده بيحرك اللى جوايا“، د. رانيا: “ما هو أصل يعنى دى الفرحة الحقيقية“ (لم تقل الضحك)، د. يحيى: “ما هو أصل يعنى الضحك من غير ناس مالوش أى طعم، من غير شوفان مالوش لازمة”
الوحيد الذى لم يعش معنا بهذا البعد المضاف هو شريف حين جاءت استجابته مطلقة بأن الضحك ضرورى دون الالتفات إلى أصل العبارة (غالبا).
*****
اللعبة العاشرة: لأه بقى !! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو …………..
محمود: يا شريف لأَّه بقى!! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو اللى قدامى حزين
شريف: يا ولاء لأَّه بقى!! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو فضلت المشاكل كلها زى ماهى، إنما أنا لازم أضحك
ولاء: يا دكتورة رانيا لأَّه بقى!! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو كنت ناسية نفسى خالص
د.رانيا: يا دكتور يحيى لأَّه بقى!! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو ماحدش حايشاركنى الضحكة
د.يحيى: عزيزى المشاهد لأَّه بقى!! أنا من حقى أضحك بصحيح حتى لو مش عاوز أضحك
المناقشة (الآن):
يبدو أن هذه اللعبة كانت لاختبار الفرض الأساسى وهو: “الحق فى الفرح“، وقد جاءت ربما تكملة للعبة الإضافية التى ابتدعتها د. رانيا تلقائيا (ولو كنت تذكرت هذه اللعبة العاشرة بألفاظها كما أقرؤها الآن، ربما كنت استغنيتُ عن اللعبة الإضافية لكن يبدو أنها كانت ذات فائدة إذْ دعمت إحداهما الأخرى).
الفرق هنا هو أن هذه اللعبة تتحدث عن “مِن حقى أن اضحك” أما اللعبة الإضافية فكانت تشير إلى إمكانية الضحك “ينفع أضحك” وأيضاً هذه اللعبة بدأت بالتعجب المفيق بـ” لأَّه بقى!!!”، وكأنها تقلب الصفحة، وقد بدا أنها تكمل كلاً من اللعبة الثانية “من قلبى” والسابعة “بحق وحقيق” وهنا نجد “أضحك بصحيح“.
ربما سهلت هذه الصياغة للمشاركين أن يتجاوزوا تحفظاتهم أو تبريراتهم التى تحول بينهم وبين استعمال هذا الحق (فى الفرحة).
فها هو محمود يرفض أن يمنعه حزن “الآخر” من استعمال هذا الحق “حتى لو اللى قدامى حزين” هو لم يُلغِ الآخر، لكنه لم يدعه يعوقه،
وشريف يركن المشاكل على جنب (لا يصر على نسيانها أولاً) “حتى لو فضلت المشاكل زى ما هى”
ود.رانيا تجاسرت ولم تعد تنتظر المشاركة شرطاً “حتى لو ماحدش حيشاركنى الضحكة”،
أما د.يحيى فقد بدا وكأنه يتخطى الحواجز التى بداخله هو “حتى لو مش عاوز أضحك”
بقيت ولاء، وأنا لم أفهم إشارتها إلى أنها حتى لو كانت ناسية نفسها، لأن ما أتصوره هو أن نسيان نفسها هو الذى يسمح لها أن تضحك بصحيح فلماذا “حتى لو” لم أفهم
التعليق الأخير جاء مؤيداً بشكل أو بآخر للفرض!! (يمكن أن تنظر التسجيل)
وبعد
أرجو أن يكون تقديم هذه اللعبة التى أثبتت – بشكل ما- إمكانية الفرح برغم كل الظروف،
وأنه حق لنا،
وأنه ليس مرادفا للضحك،
وأنه يمكن أن يكون فى أعماقه حزن رائع،
أرجو أن يكون فى كل ذلك اعتذار عن ما ألحقتُ بالقارئ والزائر والمعقب من آلام عند تقديم لعبة الذل.
مع أننا نحتاج هذا وذاك معا، جدا جدا
أى والله
هذه هى روعة النفس البشرية!
أليس كذلك!!؟
[1] – ديوان “البيت الزجاجى .. والثعبان”، د.يحيى الرخاوى، سنة1983 ، ص 69 “حكاية الأطفال والضفدع”.