“نشرة” الإنسان والتطور
الثلاثاء : 25-11-2014
السنة الثامنة
العدد: 2643
الثلاثاء الحرّ:
كلمة قبل الفصل الثامن من: رواية “ملحمة الرحيل والعود”
(الجزء الثالث من ثلاثية المشى على الصراط: يحيى الرخاوى)
الفصل الثامن:
المريوطية
…. بدا اللون الأخضر متعدد الدرجات حتى استحال رماديا فى بعض مواقعه، ناهيك عن أنه كاد يختفى فى ثنيات الرائحة النتنة ، تبرقش المنظر كله بما يشبه البقع المتناثرة بشكل قبيح وكأنها لا تنتمى إلى ما يسمى ألوانا أصلا، لكن سوادا خبيثا يطل منها أحيانا فيلمع، ليس لأنه يعكس أشعة الشمس، ولكن ليؤكد لـزوجته برغم هشاشته.
كل بقعة منفصلة عما بجوارها حتى لو كانا من نفس اللون. جميع البقع تدعوك إلى القاع، ولكنه ليس قاعا واحدا معا على كل حال.
وصل حجم الذباب ذى الطنين النشاز إلى ما بين النحلة والزنبور، يبلغ من ثقله وجسارته أنك تخشى أن تهشه من على جسدك حتى لا يعضك.
اختلط الطنين النشاز، باللزوجة الهشة، بالرائحة النتنة، باللون الكالح المتغير، فتكون من كل ذلك كيان غازى ثقيل جعل العالم الفذ الدكتور جميل النشرتى يبذل جهدا فائقا وهو يسحب الشهيق إلى صدره، ثم إنه يبذل نفس الجهد حين يحاول أن يزفر ما شهق بعد أن تفاعل داخله بما لا يدرى، فيخرج فحيحا مندفعا كأنه اللهيب الذى ينطلق من وابور اللحام يمسكه ابن عم محمد حسن سمكرى السيارات.
على شجرة قريبة مورقة، ودون أن تهب الريح، تساقطت قشات عش عصفورة ضئيلة الحجم، تناثر ما كان بالعش فانكسرت البيضات المتناهية الصغر، مع أن الأرض كانت رخوة تماما.