نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 16-4-2013
السنة السادسة
العدد: 2055
الثلاثاء الحرّ:
أدبٌ أم سياسة؟
مقدمة:
يبدو أننى حمدت الله أننى أوقِفْتُ عن الكتابة فى السياسة، فما عاد عندى ما أقوله أو لعل الأمر يكون أكثر تحديدا هكذا: ما عدت أعرف ما جدوى الكتابة أصلا.
ثم إنى وجدت فى أوراقى ما سبق أن كتبته قبل ست سنوات فى 4/4/2007، ونشر فى “الدستور”، وقد حسبت أنه يصلح بعد ستة أشهر من بداية مشروع الثورة الجارى حاليا لعله يكتمل!!!، فأعدت نشره بعد أحداث يناير فى موقعنا فى نشرة 1/8/2011 لعل وعسى، ولكن الرسالة لم تصل إلى أصحابها أيضا.
حين دعيت للكتابة فى “أخبار الأدب”، قررت أن أعتبر هذا المقال/القصة أدبا صرفا، فالأدب ليس له عمر، والمفروض أنه يصلح لكل زمان ومكان، فأرسلته وأنا متردد، بعنوان: “تعددت الأدوارُ والنصّ واحدُ!!” فإذا بهم يرحبون به مشكورين وأنا مازلت محتارا: هل هو أدب، أم سياسة!!
ما رأيكم دام فضلكم؟؟؟
نفس الكلمات تنشر ثلاث مرات، تحمل نفس الرسالة، ومع ذلك –كما ترون!!!
ماذا أفعل؟
* * * *
المتن كما ظهر فى أخبار الأدب فى 14/4/2013:
(1)
قالت البنت لأبيها: لو كنت تحزن يا أبى بجد، كنت عرفتك أقرب؟، قال أبوها: نعم نعم!!؟ قالت: أنا لا أريد أن أراك حزينا يا أبى بمعنى كئيب، بعيد الشر عنك، هذا الضجر الذى أنت فيه طول الوقت ليس حزنا، الحزن شىء آخر، الفرح أيضا شىء آخر يا أبى، قاطعها بحسم: ما هذه التهتهة؟ أنا لست فاهما حرفا واحدا.
(2)
قال الأب لزوجته: لماذا سِحنتك مقلوبة دائما هكذا ؟! قالت: اسم الله عليك وعلى حواليك، أنت الذى فاشخ ضبك من فرط السعادة ليل نهار، قال: البنت كلمتنى هذا الصباح كلاما لم أفهمه، قالت: عادى، قال: عادى ماذا؟ قالت: عادى ألاّ تفهمه، ثم لا بد أنه كلام عيال ليس وراءهم شىء، قال: ربما ليس وراءهم شىء، لكن يبدو أن أمامهم أشياء، قالت: أمامهم هم “متلتل”، قال: لكنهم لا يشعرون به مثلنا، قالت الأم: وهل نحن الذين نشعر !!؟، قال: يعنى!، قالت: لو كنا نشعر كنا متنا من زمن، قال: ألهذا تقول البنت أننى لا أحزن، قالت: الله ينور عليها، بصراحة أنت لا تحزن، ولا تفرح، أنت تصيح، وتسخط، هذا كل ما تبقى لك، قال: وماذا تبقى لك أنت غير هذه السحنة المقلوبة بسبب وبدون سبب، قالت: بدون ماذا؟ قال: لا أقصد.
(3)
قال الولد لأخته: بصراحة أنا منزعج على أبى. قالت: وأنا أخشى أن تتمادى أمى فى التحمل على حسابها من أجلنا، قال: المسالة ليست مسألة تحمل، المسألة هى..،.. ما هى المسألة بالضبط؟ قالت: إيش عرّفنى!؟، قال: لكن حالتنا ألعن منهما، قالت: هل تكون الحكومة قد ألغت “الفرح” وهى تلغى “الدعم” و”العدل” فى صفقة واحدة؟ قال: الله الله! ما أسهل أن تعملي مثل المعارضة وتلزقينها فى الحكومة !، قالت: وهل عندنا حكومة؟ أنا متأكدة أن ما نحن فيه، هو بفعل فاعل، بالله عليك كيف نفرح وسط كل هذه الدماء، والأشلاء، والإهانة، والاستهانة؟ قال: طيب، إذا كان هذا يفسر غياب الفرح، فما الذى غيّب الحزن؟!! قالت: لا أعرف كيف حلّ محله هذا الهم اللزج الهامد العاجز. قال الشاب: يخيل إلىّ أن الحكومة تخاف أن نحزن بجد، فنغضب، فنثور.
(4)
قالت الأم لزوجها: حلمت حلما غريبا ، قال الرجل: خيرا اللهم اجعله خيرا، قالت : حلمت أننى أضحك من قلبى، قال الرجل: من أين يأتى الضحك هذه الأيام؟!! قالت: أقول لك حلمت، الله!!! قال: وأنا أيضا حلمت ما أخجل أن أحكيه؟ قالت: قلة أدب؟؟!! قال: لا والله أبدا، حلمت أن ناسنا كلهم قد ارتدوا السواد وهم يسيرون خلف نعش الحكومة، ثم انطلقت زغاريد مجهولة من مقابر الإمام الشافعى، فارتفع غطاء النعش ليطل منه رأس طفل طار ليهتف من فوق برج القاهرة: “يحيا العدل”، ثم سمعت عقيد شرطة موريتانى يؤذن من فوق الهرم الأكبر أن: “الصلاة خير من النوم”، فدعت جثة من الفالوجة لصلاة الغائب على تمثال الحرية الأمريكية، قالت الزوجة: وماذا يخجل فى ذلك؟ ثم لماذا عقيد شرطة موريتانى ؟ قال: إيش عرفنى؟ وهل أنا الذى ألــّـفت الحلم !؟ إسألى أمريكا.