“نشرة” الإنسان والتطور
2-8-2009
السنة الثانية
العدد: 702
مقدمة:
ابتداء من هذا الأسبوع تنتقل التعتعة التى تصدر كل أربعاء فى الدستور والتى كانت تصدر فى النشرة أمس (السبت) تنتقل إلى يوم الأحد (اليوم)، حيث سوف تحتل تعتعة الوفد – أسبوعياً أيضا- كل سبت بعد ذلك .
شكراً، وعذراً.
التعتعة (قصة)
… كان مالنا نحن بالسياسة….؟!!
-1-
حين قالت له إنها حامل، أقسم بالله العظيم ثلاثا أنه “ليس له دعوة”، وأن الأرزاق بيد الله، وأنه عائد إلى ليبيا بعد ثلاثة أسابيع، وكان قد عاد منذ أيام فى إجازة قصيرة بعد سبعة أشهر، وأضاف أن عليها هى أن تتصرف بمعرفتها، قالت: أتصرف فى ماذا؟ قال: فى كل شى.
-2-
حضرت أمها فى نفس الليلة ومعها أغلب الطلبات التى طلبتها بحجة الوحم، وقالت لها للمرة الثالثة والثلاثين (تقريبا) أن أباها مات محسورا على أخيها الذى ذهب إلى إيطاليا ولم يرسل أبيضا أو أسودا، مع أن خطاباته بخط يده تقول إنه مازال حيا، رجحت الأخت أنه تزوج “خوجاية”، فوافقت الأم دون تردد، وتمنت أن تشبه ابنته أمها، ثم قالت إنها لا يهمها أن يأتى لتراه قبل أن تموت، وإنما كل ما يهمها هو أن يرجع سالما غانما ويؤدى فريضة الحج هو وزوجته، قالت ابنتها: ومن أدرانا أنها أسلمت؟ قالت: الأم “ليس مهما، تؤدى الفريضة ثم تسلم أو لا تسلم فيما بعد، فالله غفور رحيم”.
-3-
أذن المؤذن لصلاة الفجر، وحين ردد أن “الصلاة خير من النوم”، همس زوجها وهو ينقلب إلى جنبه الثانى أنه “ليس متأكدا”، وحين سألته “ليس متأكدا من ماذا”؟ كان قد استغرق ثانية فى النوم، وحين أعادت السؤال عليه فى الصباح، قال لها أنه ليس متأكدا من أنه ابنه، لأنه حسبها ووجد أنه كان وقتها فى ليبيا، ومع ذلك فكل شىء جائز، فقد سمع أساطير عن ما يحدث بين الناس وبعضها من خلال ما يسمى رسائل “البتاع” الذى اسمه “النت”، فما المانع أن يحدث مثل ذلك بالرسائل العادية،
“هو الذى قال”، فاطمأنت الحامل ولم تعقـّب.
-4-
ذهبت المرأة تفتح الباب للطارق، فوجدت جارتها تسأل عن ابنها ذى الثلاثة عشر عاما، لأنه خرج منذ ليلة أمس ولم يعد، وحين سألتها: وما الذى أسكتها حتى الآن؟ قالت إنها لم تسكت وأبلغت القسم، وأن الحكومة هى التى سكتت، أما هى فقد راحت تسأل الجيران بيتا بيتا.
-5-
قال الرئيس فى التليفزيون ووجهه يشرق طيبة وحنانا: أنه قرر أن يزيد اهتمامه بالكادحين، سألت المرأة زوجها “كادحين يعنى ماذا”؟، فقال لها “يعنى: نحن”، قالت، و”يزيد اهتمامه” يعنى ماذا؟ قال لها: الله أعلم
-6-
عادت الجارة تطرق الباب فى الصباح ووجهها مشرق بالفرحة، فعلمت المرأة أنها قد عثرت على ابنها، فباركت لها، وقبـّلتها، فقالت الجارة إن ابنها قد عاد بنقود كثيرة، وأنها لم تسأله “من أين” خوفا على شعوره، وأيضا خافت أن يـُرجعها، أو يدّعى ذلك، فقبـّلتها المرأة الحامل من جديد فرحة بذكائها، فقالت الجارة إنها سألت شيخ المسجد إن كانت هذه النقود حلالا أم حراما، فقال لها إنها إن أعطته نصفها، يعنى للمسجد،على شرط: “فى السر”، فإنها حلال قطعا، فعرفت أنها حلال، ولم تعطه قرشا واحدا، فقبـّلتها الحامل للمرة الثالثة، ودعت لها أن يتقبل الله، فدعت لها الأخرى أن تقوم بالسلامة!
-7-
وضعت المرأة الحامل بنتا، وأسمتها “خديجة”، قالت لها أمها إنه اسم مبروك، يليق على زوجة أخيها أيضا إن هى أسلمت، إلا أن جارة أخرى تعمل فى سوبرماركت قريب وتشاهد التليفزيون مددا أطول، نبهتهما أن هذا هو اسم زوجة ابن الرئيس أيضا، فانزعجت الوالدة وأمها، ونظرت كل منهما للأخرى، ثم إن المرأة التى كانت حاملا أخذت بعد ذلك فورا تحكم إغلاق النوافذ كل ليلة عدة مرات وهى تتلفت، ولم تتوقف أبدا، وحين عاد زوجها، وعلم بما حدث انزعج أكثر وراح يعيد التأكد من إغلاق النوافذ بعد زوجته كل ليلة،
ثم إنه راح يؤنب زوجته خائفا وهو يكرر بصوت مرتعش:
هل جننت يا امرأة؟ هل يعجبك هذا ؟ كان ما لنا نحن بالسياسة؟
قالت المرأة وقد أخرجت ثديها ترضع ابنتها: سياسة يعنى ماذا؟
قال لها: إيش عرفنى!!!؟؟
*****
وبعد
(هذه قصة قصيرة: من نسج الخيال100%،
وأى تشابه جزئى أو كلى مع أى واقع هو محض مصادفة).