الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: .. متى نتصل بالمريض؟

التدريب عن بعد: .. متى نتصل بالمريض؟

“يومياً” الإنسان والتطور

28-9-2008

العدد:394

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (19)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

.. متى نتصل بالمريض؟

د.مراد: هى بنت، عندها 28 سنة، بتشتكى من إنها مش قادرة تحس سواء بحزن او بفرح، بيحصلها حاجات تانية، مثلا: رجليها توقف ما تقدرش تمشى عليها مدة قصيرة يعنى دقايق أو أقل، ساعات دراعها بيوجعها قوى وما تقدرش تحركه، مرة من المرات برضه عنيها شعلقت لفوق يمكن من الدوا، اللى أنا يعنى عايز اتكلم فيه ان الجلسة اللى قبل الأخيرة واحنا قاعدين فى نص الجلسة بالظبط فجأه قامت وقالت انا مش حاقدر اكمل، وراحت قايمة ماشية يعنى الحتة اللى أنا اتزنقت فيها بالظبط هى: اعمل ايه فى ده؟ يعنى انا ما عرفتش ساعتها، ثم وبعد كده لما تيجى المرات الجاية إذا جت، اكمّل ازاى؟

د. يحيى: بتقول قامت بعد قد ايه؟

د. مراد: بعد نص الجلسه بالظبط

د. يحيى: بعد نص ساعة يعنى؟

د. مراد: أيوه 25 دقيقه تقريبا، يعنى احنا قعدنا 25 دقيقه وراحت قايمة

د. يحيى: هى بقى لها معاك قد ايه؟

د. مراد: 6 جلسات

د. يحيى: بتشتغل؟

د. مراد: لأ هى ما بتشتلغش بس هى يعنى، خلصت دبلومة فى مجال تخصصها وبتحضر ماجستير دلوقتى يعنى حتسجل قريّب

د. يحيى: السؤال بقى؟!

د. مراد: ما أنا سألت السؤال، هو أعمل ايه ساعتها، كنت اعمل ايه ساعتها؟

د. يحيى: طب ما تقول لنا انت الاول عملت إيه، وبعدين نعلق على اللى انت عملته 

د. مراد: يعنى اللى حصل وقتها ان اللى جه فى دماغى ساعتها يعنى، ان انا اكمل وقت الجلسه حتى من غير ما نتكلم طالما هى مش قادره تقعد

د. يحيى: ما خلاص، هىّ مشيت

د. مراد: آه، ما هوّه ده المقلب، انها هى مشيت

د. يحيى: ليه مقلب

د. مراد: أصل اللى جه فى دماغى انا ماعملتوش، أنا لو عرفت إنى اخليها تقعد، دا كان الحل اللى فى دماغى، إننا نسكت.

د. يحيى: بصراحة اللى خطر فى دماغك ده جيد، بس صعب، لازم العلاقة تبقى أقدم شوية، ومضمونة شويتين عشان تقعدوا ساكتين قوى كده

د. مراد: ما أظنش كنا حانستمر مدة كده

د. يحيى: طيب السؤال إيه دلوقتى؟ ما هى مشيت وخلاص.

د. مراد: السؤال أعمل إيه بعد كده، يعنى موقف زى ده اتصرف فيه ازاى؟

د. يحيى: إنت مش خطبت بتقول، ولا اتجوزت؟

د. مراد: اتجوزت

د. يحيى: يانهار أبيض، مبروك، طيب نتصور سوا، لو دى بنت عادية، يعنى قبل ما تتجوز، وانت ماشى معاها، وقاعدين سوا فى حتة، وشديتو مع بعض، أو حصلت وقفة لأى سبب، وهى عملت معاك كده تعمل إيه؟

د. مراد: حسب يعنى..

د. يحيى: ما هو برضه فى العلاج النفسى يا أخى “حسب يعنى”

د. مراد: آه يعنى حسب

د. يحيى: طيب، مش احنا اتفقنا إن العلاقات الإنسانية واحدة، الفرق فى الإلتزام، والتنظيم، والتعاقد والهدف

د. مراد: بصراحة، أنا ماليش خبرة

د. يحيى: هوّا انت صاحبت بنات قبل ما تتجوز

د. مراد: مرة واحدة بس مش مصاحبه مصاحبه، يعنى

د. يحيى: خلاص خليها فى سرك، وخلى خيالك يشتغل، يعنى لو انت مصاحب واحدة وقابلتها، وراحت عاملة العملة دى، تعمل إيه؟

د. مراد: أنا قلت “حسب”

د. يحيى: بالضبط، شوف يا ابنى، احسن حاجة فى العلاج النفسى إنك انت تمد ايدك كده على المجتمع اللى أنت فيه، واللى المريض منه، وتروح جايب عيّنه فى خيالك أو ذكرياتك وتشوف ايه اللى جارى حواليك وتقيس بيه، وإلا حاتبقى بعيد عن الواقع الحقيقى بتاعنا، يعنى مثلا كلمة التحرش دى اللى بيكتبوا عنها فى الجرايد فى بلاد برهّ، أنا لما باجى أطبقها هنا ما بفهمش قصدهم إيه، آخر تحرش قريّب كان اظن وزير خارجية باكستان تحرش بكونداليزا رايس، الله يخيبه، قال إيه بصّلها بصات فيها انا بتاع نسوان، انا راجل فِتِكْ، حاجة زى كده يعنى، الست كوندى اتقمَصِتْ، ومش عارف عملت إيه، والجرايد كتبت عن الحكاية دى، وأزمة دبلوماسية، وكلام كتير هنا وهنا، وأنا عمال اقرا ومش فاهم، يبقى انت عليك دايما تفكّر نفسك بالفروق الثقافية دى. تفتكر الثقافة اللى انت منتمى اليها واللى مريضتك منتميه اليها، دى المقاييس اللى تقيس بيها، وما تناساش احتمال اختلاف الثقافات الفرعية، يبقى ساعتها ثقافتها الفرعية بتاعة المريضة أهم، يعنى لو هى من الزمالك وانت من السيدة يبقى اللى ماشى فى الزمالك أهم، وهكذا، وبعدين تحط نفسك مرة مطرحك، ومرة مطرحها، يعنى لو انت شخصيا فى موقف زى ده، حتجرى ورا البنت صاحبتك وتلاحقها وتكلمها فى التليفون، ولا حاتتقل لحد ماتشوف آخرتها، بالنسبة للحالة دى، ولو من بعيد ولو بدرجة بسيطة المسألة فيها بُعد شخصى يتعلق بشخصيتك، وبخبراتك السابقة وفيها بُعد حرفى متعلق بمدى ما وصلتم إليه فى العلاج، يعنى مادام فيه علاقة علاجية نشوف حصل فيها إيه، يبقى لازم تبص لنفسك بهدوء وأمانة، يعنى مثلا لو أنت صعيدى واعتبرت إن دى إهانة لرجولتك، غير لو أنت من التجمع الخامس “ومتعودة دايما”!! وكلام من ده، وكل ده ما ينفعش نحكم عليه والعلاقة مقطوعة، لازم حاتستنى تشوف اذا كانت حاتيجى تانى، ولا حاتتكلم تانى ولاّ لأه.

فيه احتمال بقى انك انت تكون بتلوم نفسك على إنك أنت مسؤل عن مشيانها ده، يعنى مثلا إنك أنت كنت تقدر تأجل مشيانها أو تلغى مشيانها، وده برضه وارد، ومش عيب، بالعكس ده من حقك تحاسب نفسك، بس مش قوى، ليه بقى؟ إنت عندك كذا حالة غيرها ما مشيوش إنت تلوم نفسك أو تبص قوى فى نفسك إمتى؟ لما ده يتكرر مع واحدة واتنين وكتير بشكل غير مألوف، مقارنة بزمايلك مثلا.

النقطه التانية اللى انت لازم تحطها فى حسابك هى مصلحتها وظروفها، وهى ما بتشتغلتش مش كده؟ سيبك من حكاية الماجستير دى، دى مش شغلة، صحيح هى ممكن تملا وقتها بيها، وتمثل لها سند مؤقت لحد ما ربنا يسهل، أنا فى السن دى، 28 سنة، زى ما باقول لكم دايما با ابقى مشغول على البنات، ساعات أسأل الواحدة منهم: “هو انت بتطفشى اللى بيقرب منك ازاى؟ باقول لهم كده عشان أفكرهم بدورهم الإيجابى فى استقبال رسائل العلاقات، يمكن البنت بتاعتك دى اتعودت على التطفيش فعملتها معاك، وجت فيك فى سياق العلاج، أنا بأقول يجوز يعنى، مجرد احتمال .

د. مراد: يعنى ما اتصلش  بيها؟ أنا معايا نمرتها

د. يحيى: لا لا لا عندك، هنا لابد من الالتزام والحسابات حسب الاتفاق فى حدود التنظيم اللى متفقين عليه، صحيح انت لازم يكون عندك نمرة تليفونها أو نمر تليفون قرايبها، وده مش معناه انك تكلمها، العيان هوّا اللى بيسعى للمعالج، فى بلاد بره، ساعات يدفع مقدما، ولو غاب تضيع عليه الفلوس عشان انت فرغت نفسك فى الساعة دى له، وهوه ضَيّع وقتك اللى كنت مخصصه له، احنا عندنا هنا الدكاترة طيبين، بس ما توصلش لدرجة إنك تكلمها وإلا المسائل تخش فى بعضها، فيه استثناءات طبعا، مثلا لو كان فيه احتمالات ضرر واضح وجسيم ممكن إنه يلحق بيها، أو باللى حواليها، ساعتها بيبقى عندك التليفون الأقرب ليها، وده من أساسيات التعاقد، لو انت متأكد من احتمال الخطر ممكن تتصل بأهلها بطريقة رسمية، مش تطلب إنها تيجى، لأ أنت تطلبهم للحصول على معلومات أكثر عن اللى جارى، وبرضه للتنبيه على الخطر المحتمل إذا شفت إن الحكاية جد، ودى مسائل صعب حسابها جدا، لأنها ساعات ما تبقاش الحكاية خطر خطر، يمكن يكون مشيانها مجرد بتزوغ من ضغطك عليها عشان تحضر امتحان مثلا، أو عشان تعمل مقابلة مهمة للتوظف، أو عشان تلتزم بالدوا.

د. مراد: يعنى دلوقتى أعمل إيه؟

د. يحيى: ولا حاجة، اللى وصلنى من المعلومات اللى انت قلتها دلوقتى إن العلاقة ماشية، وإن اللى حصل ده حصل يا دوب الجلسة اللى قبل اللى فاتت، وإن ما فيش خطر قوى ولا حاجة، إنت تستنى بهدوء، وهى حاتيجى، ولما تيجى تتكلموا فى ده أو ما تتكلموش، ونشوف سوا، بس خلى بالك لو اتأخرت عن مرة أو جت وما جابتش سيرة خالص عن اللى حصل، ده ماينفعش، فى الأحوال دى بيحصل وقفة وتعاقد جديد، بنسيمه “إعادة تعاقد”، الأمور لازم تتحدد أكتر ونكمل، بس ببداية جديدة غالبا، وبشروط أوضح تحط اللى حصل فى الاعتبار، من غير أى تلميح بعقاب أو قََمْص أو كلام من ده، وبرضه من غير تفويت.

د. مراد: متشكر

د. يحيى: أنا اللى متشكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *