الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره

التدريب عن بعد: حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره

“نشرة” الإنسان والتطور

10-5-2009

السنة الثانية

العدد: 618

 التدريب عن بعد:

الإشراف على العلاج النفسى (47)

 (سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

 

حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره

29-1-2008

 د/ مختار : صباح الخير يا دكتور يحيى

 هى عيانة عندها 23 سنة الاولى من تلاتة بتشتغل شغلة كويسة، ومعاها بكالوريوس

د/ يحيى: وبعدين؟

د/مختار : هى كانت جايه بتشتكى من إن هى ما بتعرفش تعمل علاقات مع حد، وكل علاقاتها فى البيت خناق على طول، وبرضه خناقات فى الشغل، ومالهاش أصحاب خالص،  ومالهاش علاقه بأى حد يعنى

د/ يحيى: عندها كام أخ وكام أخت

 د/ مختار : عندها أخ فى الكلية وأخت عندها 7 سنين

د/ يحيى: هى معاها شهادة إيه

د/ مختار : هى معاها بكالوريوس تجارة

د/ يحيى: بتشتغل بقالها قد أيه

د/ مختار : فى الشركة دى بتشتغل بقالها 10 شهور واشتغلت مرتين قبل كده فى شركتين كويسين،  وسابتهم ما كملتش شهرين فى كل واحدة، وبتاخد ما هية كويسة قوى

د/ يحيى: وسابتهم ليه؟

د/ مختار : لنفس السبب بتاع  الشكوى، يعنى بتقول إن  الناس اللى فى الشركة ما بيحبونيش وانا مش مرتاحه فى المكان ده وانا عايزه أسيب المكان ده

د/ يحيى: هى متخرجة إمتى ؟

د/ مختار : متخرجه بقالها سنتين دلوقتى

د/ يحيى: وبعدين

د/ مختار : هى خدت كورس لغة فى الجامعه الامريكية وبعد كده اشتغلت على طول

د/ يحيى: برافوا عليها انها تلاقى شغل فى الظروف دى، بالسرعة دى،  ما علينا

د/ مختار : دلوقتى هى جايه لوحدها مافيش معاها حد  خالص

د/ يحيى: بتشوفها فين

د/ مختار : فى العيادة

د/ يحيى: انا اللى حولتها لك؟

د/مختار : أيوه

د/ يحيى: بقالك معاها قد ايه

د/ مختار : شفتها دلوقتى 5 مرات،

د/ يحيى : طيب ومستعجل على إيه؟  بتسأل بدرى قوى كده ليه؟

د/مختار : هى المشكله دلوقتى ان هى كانت جت لحضرتك لوحدها، وجتلى كمان لوحدها وانا ضغطت انى عايز أشوف والدتها أو والدها علشان انا مش مرتاح للمعلومات اللى بتديها لى

د/ يحيى: إنت حاسس إن المعلومات اللى وصلت لك فيها فصال يعنى ؟

د/ مختار : آه، كل جلسه باكتشف معلومة جديدة، باحس إن فيه حاجة مش عادية، كل معلومه تقولها ألاقيها ما كانتش قايلها لى قبل كده، وحاولت أضغط فى المره الاخيره إنى أشوف والدتها، برضه ما جاتش معاها

د/ يحيى: ما كانتشى قايلاها قبل كده؟ ولا مخالفة للى قالته قبل كده،  المهم: السؤال بقى،

د/ مختار :  هل من حقى  انى اوقف

د/ يحيى:  تـِوقـَّـف إيه، هوه انت لسه ابتديت؟

د/ مختار : يعنى هوه المفروض إنى انا أكمل حتى لو ما جابتشى والدتها؟ 

د/ يحيى: يا إبنى أنا حاسس إنك قلبتها مدرسة، زى ما تكون ناظر مدرسة بتقول تلميذ روح هات ولى أمرك، ده علاج، وهى مش قاصر، ومن حقها تاخد فرصتها مستقلة، اللهم إلا إذا كنت شايف إن فيه خطر كده ولا كده، أو إن فيه عيانة تانية حا تدفع لك أكتر

د/ مختار : لأ طبعا مش كده

د/ يحيى: ما انت عارف إنى دايما باجرجر رجليكم لأرض الواقع، ودنيا الداخل،  عشان تتنيكوا فاكرين إن دى  صنعة ، وإننا صنايعية بناخد مقابل صنعتنا ، لا أكثر، يعنى كل اللى علينا إن احنا نقدم اللى عندنا للى بيطلبه، ونشوف الأمور ماشية ازاى : واحدة واحدة، العيان بيستفيد، واحنا بنستفيد ولا لأه، إنما أشرّط على واحدة إنها تجيب أمها لمجرد إنى عايز أستوفى معلومات، فده بصراحة زيادة حبتين، أنا ما احرمهاش من العلاج عشان مش بتسمع الكلام، وتحقق اللى انا عايزه، ما ينفعشى.

د/ مختار : ما هى المعلومات ناقصة فعلا !!

 يحيى: ناقصة ناقصة، هوه انت بتحصل على المعلومات ليه؟ إنت عايز تقفّـل محضر تحقيق؟ العيانة دى صاحبة حاجة، والحاجة دى عندك على حسب تصورها، وبرضه على حسب تصورى ما دمت انا اللى حولتها لك، وانت قبلت، يبقى تخليك معاها لحد ما تظهر مضاعفات، غير كده ما ينفعشى إنك تتلكك، وتفكر تخلع بدرى بدرى،  لمجرد إنك متغاظ من إنها بتديك المعلومات بالقطارة، أو كل مرة مختلفة عن التانية،

 انت قلت انها بتيجى وانها قادره تدفع، وانها منتظمه، وهمّه كلهم خمس جلسات، فلازم نَفَسَك يبقى أطول شوية، وخطواتك أهدى شويه، وانت عندك حاجات إيجابية مش قليلة، هى باين عليها  شطوره، بكالوريوس، وكورسات فى الجامعه ألامريكية، وشغلة ورا شغلة، يعنى قادرة تمشى أمورها بشكل جيد، صحيح إنت من حقك تتسائل عن مصداقيه كلامها، عشان تتأكد من المعلومات وتمشى على نور، إنما الأصل إن من حق أى بنى آدم إنه يتعالج فى السر إذا كانت دى رغبته، مع إنى دايما باقول إن احنا مش بنسرق، وما فيس داعى لأن المسألة تفضل سر، لأن ده بيخلى العلاقة العلاجية زى ما تكون مش طبيعية، و انت لازم تصبر مدة كفاية ونرجع نتناقش بهدوء، هو احنا مخبيين اللى بنعمله ده ليه، وعن مين، وكده.

د/ مختار :لأه، هى مش بتتعالج فى السر، ،  والدها ووالدتها عارفين ان هى بتيجى ، هى بس مش عايزه والدتها تييجى معاها وتقابلنى

د/ يحيى: ده حقه يا أخى، على الأقل دلوقتى

د/ مختار : أنا قلقان هى ليه ممانعة قوى كده؟

د/ يحيى: قوى إيه يا مختار، دول كلهم خمس مرات يا شيخ، أنا مش فاهم إنت مستعجل على إيه، نفسك تعرف إيه؟

د/ مختار : هوه مش من حقى إنى أعرف إن اللى بتقوله ده صدق ولا مش صدق

د/ يحيى: … يا إبنى هوه تحقيق؟  صدق مش صدق، اللى بتقوله هو اللى سمحت لنفسها إنها تقوله فى المرحلة دى، ثم إن أهلها عارفين، وموافقين، ده أحسن من إن تبقى المسألة كتيمى، وبالغموض ده، إنت كل اللى عليك إنك تحدد أول بأول محكات التقدم نحو الشفاء، هى ما دام بتشتغل، وبتنام، وبتييجى تتعالج، وكل يوم أحسن من يوم، يبقى حب الاستطلاع بتاعك ده تركنه على جنب، أنا مش شايف غير إنك عرضت مأزق معين مش ممكن تحله إلا لما شخص مساعد آخر عشان يساعد فى حله، هل فيه حاجة زى كده هى اللى خلتك تصر على مقابلة أمها ؟

د. مختار / لأ مافيش

د/ يحيى: يبقى خلاص، أنا شايف إن ورا كلامك ده إنك مش حابب تكمل معاها بشكل أو بآخر، وده من حقك برضه، مرة تانية يمكن عندك حالة بتدفع أكتر أو وقتك ملان على الآخر

د/ مختار : لأ طبعا،

د/ يحيى: ما انا عارف،

طب يا أخى، هوه انت يعنى لازم تستريح لكل عيان بيجيلك، من حق أى عيان إنه ياخد فرصته، بغض النظر عن إنك مستريح له أو مش مستريح له، إنت لازم تستنى شوية، أو بينى بينك تستنى كتير، إمال حا تكبر ازاى، وتتعلم إنك تدى اللى بتحبه، واللى ما بتحبوش ازاى !!

د/ مختار : يعنى استحملها عشان أكبر؟؟

د/ يحيى : ليه لأه؟ ، يا أخى، هو انت بتكبر لها ولا لك ولا لكل عيانينك؟ وبعدين ده مش استعمال، هو انت بتضحك عليها وبتقول لها أنا باعالجك وما بتعالجهاش؟؟، يا أخى مش معنى إنها بتييجى وإنها منتظمة إنها بتستفيد؟؟  ولا يعنى هى بتييجى “بدل ما هى قاعدة”؟؟؟

 هى مريضه، وده أكل عيشك، عايز إيه تانى؟

إذا لقيتها ما بتستفيدشى، ولقيت فيه عيان تانى أولى بوقتك، لازم تقول لها بصراحة عن إزاى انت شايف إنها ما بتستفيدشى، وتتناقشوا فى الحكاية دى، وانا مرة تانية بقول لك إن الوقت بدرى قوى عشان تحكم إن كانت بتستفيد ولا ما بتستفيدشى.

د/ مختار : وانا حاعرف منين إنها بتستفيد ولا ما بتسفيدشى

د/ يحيى: يا أخى مش قلنا إن كل حالة لها محكات خاصة بيها، محكات نقيس بيها خطواتنا، وتقدمنا أو توقفنا أو تأخرنا، ومن خلال ده نقول هى بتستفيد ولا ما بتستفيدشى، بالنسبة لى أنا شخصيا إللى قلقان منه فى الحالة دى إنها اتنقلت فى تلات شغلات فى سنتين، وبترجّع ده لصعوبة التكيف مش أكتر، ده شىء يخوف شوية، خصوصا إنت قلت إن شكوتها الرئيسية إنها ما بتعرفشى تعمل علاقات، خلى بالك ، العمل مع إنه شغل وإنجاز، هو أيضا وبنفس الأهمية، هو علاقات، مجتمع، التنقل بين الشغلانات مش عيب فى حد ذاته، بس انت لازم هنا بقى تحصل على معلوما دقيقة، يعنى لازم تعرف هى الشركة اللى اتنقلت لها أحسن ولا أوحش، وهل هى وظيفتها فى الشركة الجديدة أعلى ولا أوطى، وبرضه مرتبها، دى حاجات عملية تقول لك إذا كان التنقل ده قلق وزهق، ولا هو حقها وبتمارسه فى الأخذ بالفرص المتاحة، واخد بالك ؟   

د/ مختار : طيب، ما هو حتى  المحكات دى هى المصدر الوحيد اللى باعرف منه الإجابات عن المحكات دى، أعرف منين انا إن كانت منتظمة فى شغلها ولا لأه

د/ يحيى: يعنى الست والدتها هى اللى حاتاخدها غيا يا أخى؟ ، مرة تانية ، أنا مش عارف يا ابنى إنت مستعجل على إيه، إنت نسيت مبدأ “إنتظر  لنرى” wait & see

د/ مختار : ماشى،  بس لحد إمتى

د/ يحيى: إنت باين عليك زهقان منها خالص، يا أخى لحد ما هى تاخد  اللى تقدر عليه، وانت تدى اللى تقدر عليه، وبرضه إنت تاخد اللى تقدر عليه، والزمن حا يردعلى أغلب تساؤلاتك لوحده، قصدى مع نمو الثقة، والاستحمال، والصبر.

د/ مختار : ربنا يسهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *