“يومياً” الإنسان والتطور
5-10-2008
السنة الثانية
العدد: 401
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (20)
هدف المريض وهدف المعالج!
د. مديحة: هو جه هنا المستشفى عشان يدخل بس أهله ماكانوش راضيين إن هم يدخلوه وهو كان جه لحضرتك قبل كده فى العيادة، وكان طالب الدخول وحضرتك برضه كتبت على الروشتة ما يدخلشى، هو بيجيلى الجلسات كل مره علشان أسهّله حكاية الدخول، عايز يدخل غصب عن عين أهله يعنى هو باباه ومامته أو اهله مش شايفين إن هو محتاج إن يخش المستشفى شايفينه بيدلع وبيتمايص مع إن الأعراض جدّ، هو على طول بيشتكيلى إنه بيسمع أصوات فعلا
د. يحيى: يابنتى هو دخل المستشفى أبدا قبل كده؟
د. مديحة: لأ مادخلشى
د. يحيى: بيجى لك الجلسات للعلاج النفسى فى المستشفى
د. مديحة: لأ بيجيلى العيادة
د. يحيى: أنا حوّلته لك عشان جلسات علاج نفسى ولا جايلك من بره بره
د. مديحة: لأ هو لما جه على أساس يخش المستشفى وبعدين أنا قلت له تعالى أشوفك فى العيادة ما دخّلتهوش، أنا لما لقيت حضرتك كاتب فى الروشته مايدخلشى غير بموافقة الأهل هو كان فى الفترة بتاعة الكلية كان بيشرب حشيش ومخدرات كتير قوى، بعد الكلية حصلت نقلة، زودها شوية فى التدين كده يعنى، أول ماخلص دراسة أصحابه كل واحد راح فى سكة وهو بقى لوحده
د. يحيى: فيه فى العيلة تاريخ مرض نفسى كبير أو صغير قريب أو بعيد؟
د. مديحة: باباه بيشرب حشيش وخمرة وحاجات كده، كتير، هما العيلة كلها بتشرب يعنى ابوه شايف وعارف، وشايف إن ده عادى يعنى
د. يحيى: وهو عارف إن ابوه بيشرب؟
د. مديحة: آه عارف والعيلة كلها بتشرب أعمامه وولاد أعمامه ده عادى وشايفين إن العادى إن هو يشرب مش شايفين إنها مشكلة
د. يحيى: شخَّصتية إيه؟
د. مديحة: أنا ماعرفتش أشخصه لأن هو….
د. يحيى: بتقولى فيه هلوسة، وأصوات
د. مديحة: آه، هو بيشتكى من الأصوات طول الوقت
د. يحيى: يعنى لما واحد يشتكى من الأصوات طول الوقت يبقى إيه؟
د. مديحة: فيه ذهان (psychosis) بس ممكن يمكن فصام وجدانى أو حاجة كده
د. يحيى: ما هو برضه ذهان ولا إيه؟ فيه حاجة تانية فى العيلة غير الشرب والكلام ده؟
د. مديحة: لأ
د. يحيى: بيصلى؟
د. مديحة: دلوقتى لأ، وبقاله فترة ما بيصليش وبيتكلم على التناقض اللى عنده
د. يحيى: آخر مرة شوفتيه إمتى وبقالك أد إيه؟
د. مديحة: هو جه من حوالى شهرين بس هو مش منتظم على الجلسات، كتير قوى بيكلمنى فى التليفون بس ممكن يجى جلسه ويغيب مرتين مش منتظم
د. يحيى: هو جالك كام مرة فى الشهرين دول
د. مديحة: يعنى يمكن أكون شفته أربع مرات
د. يحيى: أربعة فى شهرين؟!
د. مديحة: آه
د. يحيى: يعنى النص
د. مديحة: تقريباً
د. يحيى: السؤال؟
د. مديحة: السؤال إنه هو دايماً زانقنى فى الحتة ديه إنه متخيل إنى هادخله المستشفى ومصر لحد دلوقتى ومتخيل الحل بتاعه إنه يخش المستشفى ومش بيسمع الكلام وحتى لما قعدنا وبدينا نشتغل وأنظم بعض أموره واديله تعليمات ألاقيها كلها مش بتتعمل، هو مركز إنه يخش المستشفى
د. يحيى: السؤال؟
د. مديحة: مش عارفه اعمل إيه معاه
د. يحيى: (بلهجة فاترة، ربما ساخرة) دخليه المستشفى!
د. مديحة: هايجى أبوه، وأمه وأبوه هايعمل مشكلة وهايخرجه بالعافية
د. يحيى: طبعا انت فهمت قصدى نص نص، حبيت أقولك إنه بيلح على حاجة هُوَّا مش عارف إيه هيه، ساعات لما يخش الواحد من دول ولو يوم واحد، يقول لك لا يا عم حقى برقبتى ويبطل يلح فى طلبه ده، وحتى ده أنا ما كانش قصدى إنه يخش فعلا، بس حبيت أوريكى إنك تاخدى بالك ما يجرجركيش فى موضوع فرعى هو مش عارف عنه حاجة، لازم تشوفى إيه اللى ورا إلحاحه ده، بيلوى دراع أبوه، بيهرب ..، أى حاجة.
د. مديحة: يعنى أعمل إيه؟
د. يحيى: الظاهر أنك بطلتى تشوفيه لأنه أخل بالشروط اللى انت اشترطتيها فى العقد العلاجى المبدئى.
د. مديحة: لأ ما بطلتش
د. يحيى: يبقى بتشوفيه ليه؟ سألت نفسك بالمنظر ده بتشوفيه ليه؟ فيه سبب أو سببين علشان تشوفى واحد زى ده، الهدف الأصلى علاجه طبعا بس أنتى شخصيا ليكى هدف برضه إنك تكسبى فلوس، أو إنك تكونى بتتعلمى، غير السببين دول مافيش، لو انت مالكيش هدف واضح يمكن أحسن له ياخد حقن وحبوب وبتاع، ويجوز يتحسن وياخذ فرصته فى مكان آخر، مش يعنى تتخلى عن مسئوليتك لأ، لازم أنت قعادك مع العيانيين ووقتك يكون لهم هدف واضح ليكى.
د. مديحة: هو فيه حاجات صغيرة حصلت
د. يحيى: أنت فهمت يعنى إيه يكون ليكى هدف؟ لازم يكون فيه هدف ليكى شخصيا، زى ماهو له هدف، ولأهله كذلك، هدفك عموما يا الفلوس يا التعلّم، أنا باتكلم بجد مش بهزار، مش إحنا يا بنتى بنتعلم ونخش كلية الطب ونتعب ونتخرج علشان نجيب فلوس ونجيب فلوس، علشان نتجوز ونخلف ومش عارف إيه ونبقى محترمين يعنى ونحتفظ بكرامتنا وحريتنا وحاجات كده، مش كده ولآ إيه، نقوم بالشكل ده نعالج الناس أحسن ونجيب فلوس أكتر، المسألة ماهياش بقششة ولا مثالية.
د. مديحة: آه
د. يحيى: التعلم ده نفسه مش استغلال للمريض، ده هوا البنية الأساسية اللى العيان بيتعالج من خلالها، وبعدين يعود على كل العيانين بالخير، وعليكى بالنجاح والتوفيق، الواحد لازم يحقق الحاجة اللى هى إسمها “الضرورة” ويبقى واعى هوا بيعمل إيه وهو بيبنى نفسه؟ وبعدين يتنقل لحكاية الحرية، الحرية ما تجيش إلا بعد الوفاء بالضرورة مش كده ولا إيه؟ يعنى إذا ما اتحققشى لكِ هدفك من تخصيص وقتك لعلاجه، العلاقة هاتبقى مهزوزة
د. مديحة: فيه حاجات على مستوى بسيط يعنى اتحسنت، مثلا مستوى اهتمامه بشكله وبمظهره، ده بلاحظ فيه تغير شوية شوية
د. يحيى: إنتى بتحبيه أو هو بيحبك؟
د. مديحة: شوية
د. يحيى: بقالكم شهرين بأربع مرات مش كده؟
د. مديحة: آه
د. يحيى: طيب، أظن الخلاصة إنك تستنى شوية، ومافيش دخول مستشفى ولا كلام من ده، لكن ما تتخليش عنه إلا لو هو بيستعملك، يعنى بيستعمل العلاج عشان يضر بيه نفسه أو يبرر سلبياته، أو لو فيه حد غيره أوْلى بوقتك، إحنا مش شغلتنا ننفذ اللى بيطلبه المريض، والعقد هو شريعة المتعاقدين، ولما حدّ يخل بشروط العقد، يبقى من حقنا نفسخ العقد، وبرضه تراجعى حكاية الأصوات دى، وتشوفى مدى تأثيرها على سلوكه اليومى، وزى ما اتفقنا: المهم هوّا شغله، ونومه وعلاقاته، حتى لو الأصوات فضلت، وطلعت جد جد، ما هياش مبرر فى ذاتها إنه يخش المستشفى، حكاية أخش أغير هوَا، وأريح أعصابى دى ما تبقاش مستشفى تبقى منتجع، لوكاندة، حاجة كده
د. مديحة: يعنى ما يدخلش
د. يحيى: أيوه، وكمان لازم يلتزم بالمواعيد والتعليمات، الضغط هنا مهم، ضغط متصاعد مهم بجرعات مناسبة، وبالتدريج، كل ده يتوقف على العلاقة اللى بتتبنى بينك وبينه، أنا مش شايف إنه منتظم، دا زى ما يكون بيكتب على سطر ويسيب سطر، ده ما ينفعش، وزى ما قلنا قبل كده هو لمّا بيغيب مش ده برضه على حساب وقتك، إنت مش مفروض يعنى كل ما يفرقع معاد تقعدى حاطة إيدك على خدك الساعة اللى أنت خصصتيها له، ولا هو دافع مقدما ولا يحزنون!! وبعدين إذا زودها ما تفسخيش العقد إلا بعد ما يمر علىّ أنت وهوه، إمال! إشراف يعنى إيه!
د. مديحة: حاضر، ربنا يسهل.