الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد الإشراف على العلاج النفسى (5)

التدريب عن بعد الإشراف على العلاج النفسى (5)

30-3-2008

“يومياً” الإنسان والتطور

العدد: 212

 

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (5)

 

(سوف نكرر فى كل مرة:  أن  اسم المريض والمعالج وأية بيانات قد تدل على المريض هى أسماء ومعلومات بديلة، لكنها لا تغير المحتوى العلمى التدريبى، وكذلك فإننا لا نرد أو نحاور أو نشرف إلا على الجزئية المعروضة فى تساؤل المتدرب، وأية معلومات أخرى تبدو ناقصة لا تقع مناقشتها فى اختصاص هذا الباب).

ترويض المخ البدائى فى المريض وأهله

مقدمة:

جاءت أغلب الردود على تساؤلى حول طريقة عرض هذه الحالات تفضل عرض الحالة دون  تقطيعها بالتعليق داخلها، بل وربما دون تعقيب نهائى (الأمر الذى لجأت إليه هذه المرة)

 بناء على ذلك: هذه هى الحالة، مع انتظار تعقيباتكم ، واقتراحاتكم، فاحتمالات التحوير والتعديل والمراجعة قائم دائما، حسب الطلب والفائدة!!

د. فتحى عبده: … الحالة اللى أنا عايز أتكلم فيها: هو ولد عنده 21 سنة كان دخل المستشفى، وقعد حوالى 6 أسابيع، وخرج، وهو بقاله معايا دلوقتى بقاله معايا سنتين وكان بييجى بانتظام، وهو فى كلية “…” (قمة) ، وكان عنده تعسر فى الكلية

د. يحيى: وبعدين؟

د. فتحى عبده: … هو اتعسر 3 سنين فى الكلية،  كان فى سنة أولى ودلوقتى فى سنة تانية هو ماشى كويس أوى بييجى من محافظة بعيدة شوية عن مصر، أبوه مصرى ناجح مؤهل عالى،  بيشتغل فى بلد عربى، وأمه مدرسة وقاعدة له دلوقتى تقريباً بقالها سنتين برضه، مش عايزة تروح شغلها تانى يعنى هى مدرسة وقاعدة شوية جنبه، مش عارف ليه زى ما يكون هى مبسوطة كده.

د. يحيى: له كام أخ وكام أخت؟

د. فتحى عبده: هو الكبير، له أخت واحدة  أصغر منه فى كلية هنا.

د. يحيى: أبوه مسافر بقاله أد إيه

د. فتحى عبده: بقاله كتير، بقاله أكتر من 10 سنين وزى ما تكون الأم عاملة اتفاق كده مع ابوه على حاجة بين الطرفين، كله راضى.

د. يحيى: مش فاهم، علاقتهم أخبارها إيه؟

د. فتحى عبده: هما بينكروا إن فيه أى مشاكل،  بس أنا أعتقد إنهم بيسكتوا وخلاص، لما باضغط على أبوه فى المرات اللى شفته فيها يعنى مابيتكلمش كتير فى الحته دى، بيقول ماشية..،  لأه ما فيش،  الدنيا مافيهاش حاجة، والدنيا ماشية أهه، واهو الولد ماشى 

د. يحيى: السؤال؟

د. فتحى عبده: حسيت من مدة مش كبيرة ومش قليلة إن العلاقة بين الولد وأمه فيها حاجة

د. يحيى: حاجة إيه؟

د. فتحى عبده: حاجة أوديبية، يعنى بين الأم والولد يعنى

د. يحيى: ليه بتسميها أوديبية كده خبط لزق، هوه  إسم شائع وكويس وله دلالته،  بس خلى بالك إحنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير، وقلنا إن التطور والتاريخ بيقولوا لنا إن الحاجات دى موجودة  قبل أوديب وقبل سوفوكل وقبل فرويد، وانا كتبت فى الحكاية دى كتير، وقلتها ليكم، وقدمت عدة تفسيرات ونقد لتسمية العلاقات دى بالاسم ده تحديدا، فيه علاقة!؟ ماشى..، نوصفها قبل ما نسمّيها على الأقل، يعنى هى ليست  بالضرورة أوديبية، وبعدين إنت فاكر إنى قلت كام مرة إن أنا شفتها بتبدأ أكتر من ناحية الأم، مش زى ما فرويد ما قال، الأم هيا إللى بتنادى، بتطلب، لا شعوريا غالبا، وساعات تصل لدرجة الشعور، بشكل غامض.

د. فتحى عبده: تمام!! الحقيقة الحته دى هى اللى باسأل عنها

د. يحيى: إيه بقى! الحكاية بدأت من ناحية الأم برضه؟

د. فتحى عبده: آه من ناحية الأم، هى بادءة من الأم، واضحه جداً

د. يحيى: إنت متأكد؟

د. فتحى عبده: آه، دى واضحه لدرجة إن الأم يعنى بتتكلم عليها والولد بيتكلم عليها بشكل واضح يعنى مابينكروش

د. يحيى: يعنى إيه، بيقولوا إيه؟

د. فتحى عبده: يعنى مثلأ هى تيجى تعمل ازاى…،  أولا هوا ما مفيش علاقة جنسية بينها وبين جوزها 

د. يحيى: نعم؟ إنت متأكد؟

د. فتحى عبده: التسوية اللى وصلت لها مع جوزها إن خلاص ما فيش حاجة،  والظاهر إنها واخده الولد بديل 

د. يحيى: هى عندها دلوقتى كم سنة؟  والعلاقة منقطعة من زمان؟  من إمتى؟

د. فتحى عبده: هى دلوقتى عندها 43 سنة

د. يحيى: كام؟

د. فتحى عبده: 43

د. يحيى: وجوزها

د. فتحى عبده: جوزها عنده 51 – 52

د. يحيى: وانت؟

د. فتحى عبده: أنا عندى 40 سنة

د. يحيى: ومتزوج وتعول مش كده!!  يلا كمّل.. 

د. فتحى عبده: أنا كنت منتبه لده من الأول

د. يحيى: أنا آسف، العلاقة منقطعة بقالها قد إيه؟ مش الراجل مسافر ولاّ كانت معاه

د. فتحى عبده: لأ مسافر، هى بتروح له كده فى الأعياد،  بتاع …

د. يحيى: طيب ماشى، كام مرة فى السنة؟

د. فتحى عبده: الحقيقة ماعنديش معلومات كافية يعنى

د. يحيى: سنتين يا راجل وما عندكش معلومات كافية ؟!!

د. فتحى عبده: فيه صعوبة إنها تتكلم

د. يحيى: عندك حق، بس خلى بالك المسألة مش مسألة جنس بالمعنى المباشر المنفصل، الجنس ممكن يكون تمام التمام، وما فيش علاقة، والجوع على آخره.

د. فتحى عبده: لأ مش جنس ، العلاقة عموما.

د. يحيى: بقول لك إيه، هى مش جنس لكن جنس، بس ده بعدين. إنت بتشوف الأم بانتظام؟

د. فتحى عبده: أنا طلبت من فترة من حوالى 7 شهور إن أنا أشوف الأم،  بقيت يعنى باشوفها بإنتظام هى والولد،  يعنى باقسّم الجلسة كده نصّين، نص ليها ونص له، ده فى محاولة إنى أنا أخلى الأم يبقى واصلّها اهتمام، لأن أنا شايف إن عندها احتياج جامد قوى، وزى ما تكون هى قفلت على الاحتياجات دى، وعوضتها بالعلأقة مع إبنها …ينام فى حضنها على طول، هى تيجى تنام جنبه من غير ما يطلب، يعنى كده.

د. يحيى: يعنى إيه؟

د. فتحى عبده: الواد كل ما ييجى يفلفص يطلع منها ويعمل علاقة مع زميلة أو حاجة،  أنا بازق الولد بشكل غير مباشر فى الناحية دى، مش قصدى…، كل ماينجح مثلأ إنه هـِهْ حايعمل صحوبية  مع واحده الأم تفضل تقفّـل تقفّل تقفّل

د. يحيى: مش ده طبيعى فى بلدنا، ولا إيه؟

د. فتحى عبده: مش قوى كده، هما مش متزمتين،  كل اللى بيعمله الواد حاجات خفيفة زى مثلأ تبادل نمر موبايلات، ممكن نتقابل، حاجات زى كده

د. يحيى: هوه بيتقابل فعلأ؟  ولا كلام ؟ ولا مشاريع فى خياله؟

د. فتحى عبده: لأ بيتكلم وكده، وكل حاجه، وبيخرج، بس الأم بتبدأ تقفل عليه بشكل واضح وباستمرار، وهتُبْ  يلاقى نفسه بعد كده إن الدنيا فشلت 

د. يحيى: لحد دلوقتى ما شوفت العلاقة الأوديبية أوى، يعنى غالبا أى أم فى مصر بتقفل على ابنها خصوصاً لما يكون كان عيان، ومتعطل فى كلية صعبة، وانت عارف..

د. فتحى عبده: لأ يعنى مثلا حضرتك، ما فيش تبرير مثلأ إن هما يناموا مع بعض

د. يحيى: هما مين؟ الواد وامه؟ فى سرير واحد ؟

د. فتحى عبده: أيوه، فى سرير واحد، وهو يحط إديه فى أماكن حساسة من جسمها

د. يحيى: هى بتطلب؟ ولاّ هو بيعملها وهى بتنطش؟

د. فتحى عبده: هى بتقعد تضحك، وكإنه هزار، وهوه نفس الحكاية

د. يحيى: طيب وانت بقى موقفك إيه؟

د. فتحى عبده: ماهى دى بقى اللى أنا عايز أتكلم فيها: الحقيقة يعنى الفترة الأخيرة دى زى ما يكون الأم بالذات بتجيب دا كمحور أساسى فى الموضوع، أنا عايز أتكلم معاها فى حياتها فى كذا هى تقوم حضرتك مرجعانى للحته دى

د. يحيى: اللى هى إيه؟

د. فتحى عبده: اللى هى منطقة إن الولد بيجى بيحط أيده وبيضايقنى، طول الوقت حاطه دا فى الأول ومش شايفه هى بتعمل إيه. 

د. يحيى: إنت قلت لنا الولد نجح فى سنة تانية وانت عارف السنة دى صعب قد إيه

د. فتحى عبده: لأ، هوه كان متعسر فى سنة أولى ونجح وهو دلوقتى فى سنة تانية يعنى كان متعسر فى سنة أولى سنتان ونجح, فى الحقيقة  أنا مش عارف حاسس يعنى عندى كده مخاوف إن أنا لو بدأت بقى يعنى اشتغل فى ده بشكل مباشر إنه ما ينفعش وكلام من ده

د. يحيى: السؤال؟

د. فتحى عبده: ما انا قلت، هل أنا أشتغل فيه برضه بالشكل الواضح ده ولا ّ اقعد أأجل أأجل لحد إمتى

د. يحيى: الشكل الواضح إزاى يعنى ؟

د. فتحى عبده: يعنى مثلأ أقول للولد ماتعملش مثلا ده الإسبوع ده لحد ما أشوفك، يعنى أمنعه بصريح العبارة، حتى لو الحكاية ما تبدأشى منه، حاجة كدا، يعنى أنا بحس إن أنا كده بأُستدرَج فى منطقة أنا يمكن مش واثق فى قدرتى فيها

د. يحيى: وأخته موقفها إيه من ده كله، مش ده قدامها؟ أخته ملاحظة ده؟

د. فتحى عبده: آه وما بتعلقشى، وساعات تضحك، آه، فيه برضه حاجة مهمة هنا:  الظاهر إن هو لمّح على اخته كبديل، الولد هدد أمه يعنى، هدد أمه إنها ماتسافرش لأبوه فى العيد اللى فات، ولمح ان ده عشان أخته، تقريبا قال إنها حاتبقى بدالها. 

د. يحيى: بدال مين؟  فى إيه؟

د. فتحى عبده: إن هو يعاكسها يعنى بدل عن أمه يعنى

د. يحيى: طيب السؤال برضه؟

د. فتحى عبده: السؤال بقى هل أنا صح؟

د. يحيى: إنت صح 100 % ، قصدى يعنى إن مش مطلوب منك غير إنك تعمل إللى تقدر عليه، واديك بتتونس بينا لما تقف معاك، المعالج ما يصحش يحسب إللى بيعمله طول الوقت بإنه صح ولا غلط، هو يشك فى نفسه  آه، ويراجع نفسه آه، لكن لازم يعرف إنه  ما يقدرشى يعمل إلا إللى عنده، ولما يكبر فى الصنعة، حايلاقى نفسه بيعمل أحسن، وفى كل مرحلة هوا صح، إحنا ما عندناش فى العلاج النفسى نموذج إجابة للصح والغلط، نقول إيه وما نقولشى إيه.

د. فتحى عبده: يعنى مفيد إن أنا يعنى، زى ما هما بيحطوا الموضوع ده فى شكل واضح كده، إنى أنا  أشتغل فيه بالشكل الواضح ده؟  طيب وإذا حسيت إنى أنا  بأستدرج،  فى الحالة دى أعمل إيه ..؟ 

د. يحيى: عندك  سؤال تانى ولاّ هو ده ؟

د. فتحى عبده: لأ دا السؤال الأساسى

د. يحيى: أشكرك

 هو طبعاً إحنا فى العلاج النفسى بنقول إن المهم هو إن احنا نقعد مع العيان ساعة كل أسبوع، ومش مهم الباقى،  ومش عارف أيه، يعنى مثلا مش مهم التشخيص وبتاع، لأن مهما كان التشخيص فى البداية، مع مرور الوقت بيتراجع ويبقى فى الخلفية، التشخيص مش هو اللى بيحدد العلاقة، لكنه مهم، وساعات إحنا ننساه خالص مع مضى المدة فى العلاج ، لكن خلوا بالكم، لما أثناء المسألة نلاقى نفسنا فى أعماق غريبة، أو تظهر صعوبة حقيقية مش عارفين لها حل، تبص تلاقى التشخيص بينط لوحده فى مخك، الواحد بينسى التشخيص من كتر ما صاحب العيان، نرجع مرجوعنا للولد ده بالذات، وإنه دخل المستشفى، هبْ، هو حد فى السن ده، والظروف الاجتماعية دى يدخل المستشفى، ويقعد المدة دى إلا لما تكون الحكاية جد جد، ويكون التشخيص إللى هوّا، مش عايز اقول أسامى وكلام من ده، هوا التشخيص كان إيه يا دكتور فتحى

د. فتحى عبده: فصام

د. يحيى: طبعا إنت عارف إن كلمة فصام دى بالنسبة لنا ما تخوفشى، واديك قاعد معاه أهه بقالك سنتين، والواد نجح بفضل الله وفضلك، زملاءنا بتوع الكيميا، والأسامى والاتنين فى اتنين باربعة،  متصورين إنك لما تقول فصام يبقى كله زى كله، لأ طبعا، عكّمه دوا وخلاص، إنت فى العلاج النفسى، تقول فصام تلاقى نفسك فى عمق الوجود شخصيا، ..وتبتدى تحسبها واحدة واحدة، كل عيان غير التانى، عندنا أهه فى الجدع  ده بالذات، كونه يستمر المدة دى دا إنجاز محترم لك وله، ..إللى  أنت وصلتله دا جيد لك وله. بس الزنقة اللى انت فيها دى تخلينا نعيد ترتيب أوراقنا:

إحنا لما كنا بنتكلم على حكاية البدائية فى الغرائز أو فى العواطف أو فى الجنس، قلت لكم إن الأصل هو إن ما فيش موانع بيولوجية تمنع أى علاقة جنسية بين واحد وواحدة، وأظن أنا حكيبت لكم على حكاية الأم الطيبة، اللى كان عندها 56 سنة وابنها اللى اتهجم عليها جنسيا ، ما علشى حاحكيها تانى للى ماسمعهاش،:

الكلام ده كان وانا نائب سنة 58 /59، الست دى كانت متجوزة وعندها خمس ست عيال، وعمرها ما تعرف يعنى إيه إن الست توصل أو ما توصلشى (أورجازم يعنى)، طبعا أنا ما سألتهاش، ده جه بعدين، المهم إبنها كان شاب حوالى فى سن الشاب ده، وكان بياخد جلسات كهرباء (إللى بنسميها دلوقتى تنظيم إيقاع)، وكنت باشوفه بانتظام حتى بين الجلسات، المهم بعد جلسة من الجلسات دى جت له حالة تهيج على أمه، تهيج جنسى، وهجم عليها وحاول، وهى زقته جامد، واترعبت، لكن خافت تقول ابوه وجت قالت لى انا، أنا ساعتها كنت صغير، ولا سميت الحكاية أوديب ولا حاجة، وكنت لسه ما تفالحستش، قلت لها معلشى دا عيان ولما حايكمل علاج حا يبقى كويس، بس خلى بالك، وكلام من ده، الوليه الطيبه صدقت، والواد ما عملهاش تانى، وبعدين فى الجلسة اللى بعدها طلبت إنها تقابلنى وهى فى غاية الخجل والتردد، أنا تصورت إنها حاتقول إنه حاول تانى، سألتها قالت أبدا، ودعت لى وكلام من ده، قلت لها إمال إيه؟ بصت فى الأرض ووشها احمر، خليكوا فاكرين أنا قلت لكم عندها 56 ، حكت لى بخجل شديد وطيبة إنها بعد ابنها ما عمل كده، وكررت أنه ما عملشى حاجة تانية من دى بعد أول مرة، ومع أخد الجلسات، آمال إيه يا ستى؟ قالت وهى بتبص فى الأرض زى بنت عندها تلاتاشر سنة، قالت لى إنها بعد الحكاية دى، لما نامت مع جوزها عادى، جوزها أبو الواد ده، حست بانبساط جامد وجسمها كله اتهز، حاجة عمرها  ما حست بيها طول الكام وتلاتين سنة اللى خلفت فيهم العيال دول كلهم، وقالت لى وهى مكسوفة وخائفة بصحيح إنها اتخضت، وافتكرت ان ده حرام، وخافت تنام مع جوزها تانى، وفضلت إنها تييجى  تسألنى تعمل إيه ؟

طبعا أنا كنت صغير، بقيت مش عارف هى بتسأل تعمل إيه فى إيه، يا ستى دا جوزك، مبروك، دا شرع الله، وهى أبدا، إمال ما حصلشى قبل كده ليه؟ وتستغفر وتعيط، وما ربطتشى نهائى بين هجوم  ابنها عليها وبين إللى حصل، الحمد لله الواد اتحسن، وقلتها الكلمتين إللى كنت عارفهم مرة واتنين، ودعت لى ومشيت، طبعا ما سألتهاش بعد كده عملت إيه، وهى ما فتحتش الموضوع، لكن لما كنت باشوفها كنت بالاقى الطيبة زادت، ووشها منور، وأيامها ما رضيتشى أزود حتى لنفسى فى التفسيرات.

 الحكاية دى يا دكتور فتحى بقالها أكتر من نص قرن، طبعا بعد كده لما اشتغلت فى المسألة الجنسية، وأوديب ومش أوديب انتبهت لمعنى دا كله، ولاحظت كتر الحالات إللى الأم فيها بتشارك فى الجذب المتبادل، – لا شعوريا غالبا، أو قول دائما عشان ما حدش يتخضّ

أنا شخصيا ما شفتش الحالات دى بالوضوح ده اللى مع الذهانيين (المرضى العقليين)، وده خلانى أزيد احتراما لفرويد بصراحة– أنا برغم اختلافى فى تفاصيل كتيرة معاه فى المسألة دى (وغيرها)  إلا إنى أعترف إنى ما شفتش الظاهرة دى بتاع المحارم والأم بالذات إلا فى الذهانيين (المرضى العقليين) يعنى صريحة بالشكل ده، فرويد ما كانشى بيعالج (بيحلل) – ذهانيين، ومع ذلك وصفها زى ما باشوفها فى المرضى العقليين تمام التمام.

نرجع مرجوعنا للحالة بتاعتنا دى، قلنا إزاى إن التشخيص ينط فى مخك لما نحتاجه، الجدع ده كان فصامى، يعنى إحنا جوه قوى، يبقى نحسبها صح بقى، المسألة مش مسألة قلة أدب، وعقد وكلام من ده، الست بتاعة القصر العينى من خمسين سنة بتعلمنا إن المستوى البدائى إللى بينط فى الفصام قدر يحرك فيها إللى ما قدرشى يحركه الجنس اللى جاب خمس ست عيال من أبو الواد، غير الواجبات المنزلية السريرية عمال على بطال، يبقى المستوى البدائى اللى بيطلع فى المرض الخطير اللى زى ده، له وظيفة لو استوعبناه، يبقى ما يصحش نبص للحالة دى منفصلة لا عن التشخيص، ولا عن علاقة الست بجوزها المسافر، وحتى لما بتسافر له زى ما انت قلت أو شاورت، الحته البدائية اللى أنا بشاور عليها اللى هى بتثير النسوان وتثير الرجالة ولها قيمة حيوية حقيقية، ما يصحش نرفضها من حيث المبدأ، لكن إحنا ما بنقفشى عندها ، خلى بالك، ولا بنسقف لها لوحدها،  إنت هنا بتعامل واحد فصامى، مهما كانت الأعراض الكبيرة بتاعة المرض اختفت، هو – فى الأغلب بدون قصد فى الأول – أثار فى أمه حته بدائية قصاد الحتة البدائية إللى اتحركت عنده بالمرض، مش معنى كده إن الفصام بيحرك الجنس بدائى أو غير بدائى، هوا بيحرك الدائى ومن ضمنه الجنس ساعات، وساعات بيموته، بيلغيه حسب مرحلة البدائية،  كل حاجة ولها حاجة، إحنا بنحاول نحط فرض يساعدك فى الزنقة دى.

وانت بتفكر فى  الفرض ده، حاتلاقى نفسك  فى منطقة عايزة منك موقف مسئول ونـَفَس طويل زى ما أنت بتعمل كده،

الغريب فى الحالة دى إن الأم هى اللى بتصدر الموضوع أثناء العلاج، وتتكلم عنه وتخليه على الوش، بتبقى انت مش عارف هى بتشتكى، ولا بتاخد منك إذن خفى، ولا بتحاول توهم نفسهإنها بتعمل اللى عليها، واهو الواد عيان بقى؟ إنت يا دكتور فتحى لازم تستحمل ده كله من غير ما تستعجل وتدمغها، وفى نفس الوقت تاخد بالك من التعود، والتمادى ، وأخته ، وكلام من ده. إللى انا تصورته إنها ما بتصدرش الموضوع عشان يتحل، كأنها بتحكى وتقول وتعيد  علشان يمكن الإعلأن يديله مشروعية غير أخلأقية ، كلمة غريبة شوية دى اللى انا استعملتها دلوقتى، هو فيه حاجة إسمها مشروعية غير أخلاقية؟ ما علينا نفكر فيها بعدين، يمكن قصدى إن  إعلان العلاقة، وتكرار ذلك، لمعالج متحمل زيك، بتديها فرصة إنها ما تظهرشى لنفسها أساسا كأنها متهمة، وبالشكل ده تفضل ماسكة خيوط الحدوته كلها مادام هى أعلنتها لك، ويمكن تطمن إنك  أنت حتدور عليه أصل وفصله بقى بطريقتك، فبالتالى هى تخليك إنت تشتغل فى الجزء المتاح فقط اللى هى سمحت بيه وكلام من ده. خلى بالك بعد الحكاية ما بتبتدى، من الواد، من امه مش مهم، بتستمر  لوحدها من الاتنين بقى، ولا احنا محتاجين نتمسح فى عقدة  أوديب ولا عقدة خصاء ولا كلام من ده، دا مستوى بدائى بيلاغى مستوى  بدائى، وربنا يستر، خلى بالك مجرد قبولك ده وانت فى مرحلة تدريبك دى، صعب جدا، أنا مثلا قبلت الست بتاع القصر العينى من خمسين سنة، لأنه هى نفسها عملت شغل بسيط وسريع، وما كانش فيه أى مشكلة بعد ما الواد اتحسن، والست ما اشتكتشى من الواد، دا هى كانت مكسوفة من نفسها إنها انبسطت، مع جوزها حلال.

المسألة هنا زى ما انت شايف، الفروق بين الحالات، وبين نوع العلاقة، وبين المستوى الاجتماعى: طبقة غير الطبقة، وظروف غير الظروف، الراجل أبو الواد بتاعك ده خالع بقى وبتاع ، غير إنه مسافر، والست مش حاقول مستسهلة، إنما بتتسحب وهى مش واخدة بالها، والواد عيان، أو حتى كان عيان بمرض من اللى بيقلب اللى جوانا قوى، بصراحة الله يكون فى عونك، طبعا ما تنساش دور الدوا هنا مهم جدا، لأنه بيهمد الحتة البدائية بانتقاء رائع، طيب دا عند الواد، والست نعملها إيه؟

 لا الله يكون فى عونك وباشكرك على صبرك وانتباهك بصحيح.

د. فتحى عبده: لما باخش  فيها جامد يعنى بتوقف الحاجات شوية، لكن لأه، أنا عايز أستريح شوية

د. يحيى: تستريح من إيه، هوا اختيار بإيدنا، دى مسئولية، أنا قلت لك هى حاله شديدة الصعوبة،  الحالة صعبة يابنى وعاوزه وقت وشغل مع نفسك علشان تستحمل وتحذر من أى تمادى! وتعرضها تانى وتالت كل ما تلاقى فيه داعى.

د. فتحى عبده: يعنى دلوقتى أعمل إيه ؟

د. يحيى: قلنا نبتدى بالدوا، تعدل الجرعة شويتين وتنشن على المخ البدائى

د. فتحى عبده: وبعدين

د. يحيى: وبعدين بتشتغل فى الموضوع خفيف خفيف، لكن أكتر فى مناطق بعيدة عن الموضوع ده، لكن بتحل محله، يعنى الست دى لو لقيت احتياجها الإنسانى إنها تتشاف، اعتراف بحرمانها من غير لغوصة، وفى نفس الوقت إحنا همّدنا الجزء البدائى عند الواد بالدوا، يمكن نقدر نقطع الحلقة المهببة دى. وساعتها لما تقول لهم  يعنى ماينامش معاها فى السرير يبقى الكلام حاجة تانية، مش مجرد قهر مش حايتنفذ، وتقعد تتبع وتشوف نفع ولا ما نفعشى، وتستمر عجلة المذاكرة والكلية واللعب شغالة، خصوصا اللعب الجماعى يا شيخ، تراكم الرسائل الإيجابية بالشكل ده يديك فرصة تحقق التغيير مش بمجرد الحكم بالعيب والحرام، لأ تغيير بحق وحقيق، يجوز تروح تلاقى هُبْ الوضع اتغير والمجتمع إللى جواها وجواه ابتدا يشتغل صح،

وبعدين خلى بالك إنت عملت عمل مهم جدا، إنك قدرت تحافظ على علاقة طيبة، لها نتائج واضحة مع واحد فصامى فى ظروف مهببة لمدة سنتين، هوا دا شوية يا شيخ، أديك ماشى، بس لازم تهتم بالتفاصيل كلها، مش بس المذاكرة والكلية، ما فيش شىء على حساب شىء، ومن حقك إذا ما التزموش بتعليماتك حتة بحتة إنك تهتهم بعد ما حققت دا كله، يعنى: ياتسمعوا كلامى فى جزئية صغيرة زى السرير، زى الغرفة، زى التحسيس، يا مش حاينفع أكمل، وكل شوية تزود جزئية يبقى فى فرق بين موقفك الأخلاقى وموقفك العلاجى، إنت مش بتزود جزئية علشان ده عيب، بتزود جزئية علشان البُنا اللى إنت بتبنيه معاه من أول وجديد يطلع دور بدور، ويستحمل

د. فتحى عبده: طيب وهى، أمه يعنى ؟

د. يحيى: لا ما يهمكشى، إن شاء الله خير، هى لما حتلاقى منك موقف صلب، وفى نفس الوقت خالى من الحكم الفوقى عليها، خاتنتبه وتحترم إللى بيوصلها منك، وتحترم نفسها حتى مع الحرمان، ماهو إذا كان ليك أى قيمة حضورية فى وعى مثل هذه السيدات الفاضلات المحتاجات بتقوم بدور رائع وطيب، هيا يعنى محتاجة جنس قوى  قوى كده لدرجة اللخبطة دى، ولا يعنى الحكاية دى بترضيها جنسيا؟ العلاقة العلاجية لما تكون  طيبة ومحيطة وهادئة دافئة وقوية وواضحة، بتقوم بأدوار كتير إحنا ما نعرفهاش، وما فيش  داعى ننظر كتير، المهم النتائج أول بأول.

بأمانة حقيقية أنا أرجح إن الست دى، دلوقتى على الأقل، وابنها عيان ودخل المسشفى وكلام من ده، ماهياش محتاجة جنس أوى  النهارده، ثم إن الجنس لما بيخش فى حدوتة العلاقة الكلية، والعلاقة العلاجية هى نوع من ده، بتلاقى  الحكاية تمشى وتستغنى، ولو مؤقتا عن بعض جزئيات مش حاضرة، ده غير لما جزئية زى الجنس تنفصل، فى الحالة دى بتبقى مثارة من نشاط المخ البدائى عند إبن مريض، وتبقى مصيبة لما تثير الحتة اللى صادها عند حد له علاقة بيه زى كده، تحصل البهدلة والمضاعفات زى ما انت شايف. 

معلشى معدش ما عدشى فيه وقت، الحالة صعبة وده يوريكم حاجة مهمة غير العلاج النفسى والإشراف والكلام ده، يمكن  يوريكم ليه أنا مهتم بالشيزوفرينيا، من غير شيزوفرينيا مش ممكن نعرف إللى جوه قوى كده، وبالطريقة المباشرة دى، ثم تلاحظوا إن احنا بنكسر الإشاعة إللى بتقول الفصام ما يتعالجشى بالعلاج النفسى إلا تدعيم وتفويت وكلام فارغ، لا، مافيش كلام من ده، العلاج علاج، وبرضه تاخدوا بالكوا إزال اللعب والتنغيم بين الدوا، والعلاقة بالمريض، والعلاقة بأهله على كل المستويات. على فكرة هى مش صعبة قوى إلا واحنا بننظر بس

اللى بيلاقى فرصه يشتغل مع عيان فصامى مدة طويلة ، بيتعلم ضمنا كل الحالات الأقل من كده،  وأظن أنا قلت لو عرفت حاله واحدة فصام بعمق كاف ولمدة طويلة حا تقدر  تعرف كل حاجه أو أغلب الحالات التانية، فما بالك إذا كان علاج نفسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *